رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قانون «سياسة تايوان».. هل يشعل حربًا جديدة؟

تايوان
تايوان

بالتزامن مع الحرب الروسية- الأوكرانية التي تؤرق كل بيت في العالم، وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي، على مشروع قانون من شأنه أن يعزز بشكل كبير الدعم العسكري الأمريكي لتايوان، بما يشمل مخصصات بمليارات الدولارات كمساعدات أمنية إضافية.

وأيدت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ مشروع قانون سياسة تايوان لعام 2022 بأغلبية 17 صوتا مقابل 5، على الرغم من مخاوف حيال المشروع في إدارة الرئيس جو بايدن وغضب بكين. ويمهد التأييد الطريق أمام التصويت على مشروع القانون في المجلس بكامل هيئته. ولا توجد أنباء عن موعد إجراء مثل هذا التصويت.

اقرأ أيضا: بوتين لنظيره الصينى: ندين محاولات خلق عالم أحادى القطب وندعم موقف بكين تجاه تايوان

 

الأكاديمية والباحثة في الشأن الصيني تمارا برو، قالت لـ"الدستور"، إن الولايات المتحدة الأميركية تحاول استفزاز الصين عبر التقرب من تايوان، فواشنطن تدرك جيدا أهمية هذه الرقعة بالنسبة إلى الصين التي تعتبرها جزءا من أراضيها، وتقوية العلاقات معها يعتبر انتهاكا لمبدأ الصين الواحدة، وتدخلا في الشئون الداخلية للصين.

استفزاز الصين

وأضافت «برو» أن هذا الأمر يفسر ما أثارته زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان من غضب الصين التي اتخذت إجراءات سريعة ردا على الزيارة؛ حيث قامت بكين بتدريبات بحرية وجوية بالذخيرة الحية بالقرب من تايوان متجاوزة الخط الحدودي الفاصل في مضيق تايوان، كما فرضت عقوبات على نانسي بيلوسي وعائلتها، وأوقفت بعض صادراتها إلى تايوان، وعلقت التعاون مع واشنطن في بعض القضايا، منها مثلا تغير المناخ والمباحثات العسكرية.

تمارا برو

وتابعت قائلة: لاحقا، اتفقت واشنطن مع تايوان على مبادرة تجارة القرن الحادي والعشرين بهدف توقيع اتفاق تجاري عالي المستوى، وفي محاولة أمريكية أخرى لاستفزاز الصين وافقت لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون «سياسة تايوان» الذي من شأنه أن يعزز بشكل كبير الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لتايوان، إذ بحسب القانون ستوفر الولايات المتحدة الأميركية مساعدة أمنية بقيمة 4.5 مليار دولار على مدى أربع سنوات، وتدعم الولايات المتحدة الأميركية مشاركة تايوان في المنظمات الدولية، كما يتضمن القانون تصنيف تايوان حليفا رئيسيا خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو). 

اقرأ أيضا: بكين تحذر واشنطن وتدعوها إلى إعادة النظر فى مشروع القانون الأمريكى بخصوص تايوان

وأشارت إلى أن الصين قدمت احتجاجات رسمية للولايات المتحدة الأميركية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية إن الصين ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها وسلامة أراضيها. وبذلك تستمر الولايات المتحدة في اتباع سياسة "الغموض الاستراتيجي" تجاه تايوان، فهي تعترف بالصين الواحدة، وفي المقابل تقدم كل أنواع الدعم إلى تايوان.

يزيد التوتر

وأكدت «برو» أن هذا القانون سيزيد من توتر العلاقات بين الصين وأمريكا، لافتة إلى أن على رأس الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الصين في حال إقرار القانون وتوقيعها من قبل الرئيس بايدن هي لجوء بكين إلى فرض عقوبات على مسئولين أمريكيين وتايوانيين، ووقف بعض صادراتها إلى تايوان، والتقرب أكثر من روسيا.

واستبعدت أن تلجأ الصين إلى الأعمال العسكرية لإعادة تايوان إلى أراضيها إلا في حال قيام الأخيرة بدعم من الولايات المتحدة بمحاولة الاستقلال بالقوة، وتهديد أمن وسلامة الصين، عندها ستجد بكين نفسها مضطرة إلى استخدام القوة العسكرية.

ونوهت بأن هناك لقاء مرتقبا بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ إذا شارك في قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في منتصف نوفمبر المقبل في إندونيسيا، ومن المؤكد إذا حصل اللقاء فإن الزعيمين سيتطرقان الى مشروع قانون سياسة تايوان، ولكن يبقى الاحتمال ضئيلا في التوصل إلى اتفاق حول عدم توقيع الرئيس جو بايدن على القانون في ظل ازدياد التوتر في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.