رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقبرة الـ«440 جثة».. أوكرانيا تكشف تفاصيل صادمة بعد دخول قواتها «إيزيوم»

مقابر جماعية
مقابر جماعية

بعد أيام قليلة من دخول مدينة «إيزيوم» بخاركيف في أوكرانيا، ومرور 4 أشهر على سيطرة روسيا على المنطقة، اكتشفت القوات الأوكرانية مقبرة جماعية جديدة بداخلها ما لا يقل عن 440 جثة.

وأشار المحققون خلال تواجدهم في المقبرة الجماعية إلى أن بعض القبور يبدو أنها لمدنيين بينما يحمل البعض الآخر رموزًا عسكرية، وتم تمييز بعض الحفر بالأرقام فقط، ولم يتضح بعد كيف مات هؤلاء الأشخاص، لكن الأوكرانيين يقولون إن بعضهم قُتل على الأرجح أثناء القتال، بينما قد يكون آخرون قد وقعوا في القصف وماتوا متأثرين بجراحهم.

وبدأت الشرطة مؤخرًا في استخراج الجثث من المقبرة الجماعية لجمع أدلة على جرائم حرب محتملة، ولم يوجهوا حتى الآن مزاعم مباشرة ضد روسيا، لكن الإشارات الواردة من المناطق المحررة الأخرى تشير إلى ارتكاب فظائع.

استخراج الجثث ونقلهم لفحص الطب الشرعي


اتهام روسيا
 

وتم الكشف عن المقبرة الجماعية، مساء أمس، في الغابات بالقرب من المدينة- في منطقة دونباس الشرقية- الأمر الذي جعل الرئيس زيلينسكي يخرج في خطابٍ لتوجيه المسئولية الكاملة لروسيا، ويقارن إيزيوم بماريوبول وبوتشا، وهما مدينتان قامت فيهما روسيا بإبادة المدنيين بشكل منهجي، واصفًا ما حدث بـ«جرائم الحرب».

وكشف المدعون حتى الآن النقاب عن غرف تعذيب روسية، ونبشوا قبور المدنيين الذين ظهرت على أجسادهم علامات الإعدام بإجراءات موجزة، وتم تشويهها، وروى المواطنون أيضًا قصصًا عن تعرضهم للصعق بالكهرباء أثناء جلسات الاستجواب، وعن حالات اغتصاب واختفاء قسري واحتجاز تعسفي وجرائم أخرى.

«نريد أن يعرف العالم ما يحدث بالفعل، وما الذي أدى إليه الاحتلال الروسي»، ذلك ما قاله الرئيس الأوكراني في خطابه، مؤكدًا أن «روسيا تركت الموت في كل مكان».

وأعلن كبير محققي الشرطة في منطقة خاركيف بأوكرانيا، سيرهي بولفينوف، أنه سيتم استخراج الجثث ونقلها إلى الطب الشرعي، قائلًا في تصريحات صحفية: «كان الأمر مروعًا، وهذه جريمة ضد الإنسانية، لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو في عالم متحضر في عام 2022، هذه قصة مروعة وغير سارة من أي زاوية».

وأوضح أن بعض الضحايا قُتلوا بالرصاص، وبعضهم لقوا حتفهم بسبب نيران المدفعية، والبعض ماتوا في غارات جوية، مشيرة إلى أنه سيتم إجراء مزيد من التحقيقات لتحديد أسباب الوفاة الأخرى، حيث لم يتم التعرف على الكثير من الجثث بعد.

أرقام القبور المكتشفة

 

1000 مدنى لقوا حتفهم
 

لقي ما لا يقل عن 1000 مدني مصرعهم في إيزيوم وحدها، وفقًا للعديد من المسئولين الأوكرانيين، بينما تُرك آخرون يعانون من إصابات شديدة إثر هجوم القوات الروسية، الذي دمر جميع المستشفيات ونهب الإمدادات الطبية.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتم فيه الكشف عن المزيد من الروايات المروعة عن القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب والتشويه على أيدي القوات الروسية في أجزاء أخرى تم تحريرها حديثًا في أصداء تقشعر لها الأبدان لتراجعهم عن كييف"، حسب المسئولين الأوكران.

وأكد الناجون من الاحتلال في أماكن مثل بالاكليا وكوبيانسك، أنهم تعرضوا  للموت داخل غرف التعذيب، فضلًا عن عمليات الاغتصاب والتشويه التي قام بها رجال بوتين.

من المعروف أن أكثر من 450 شخصًا لقوا حتفهم بالقرب من كييف بأوكرانيا، ما يعني أن حجم الفظائع في إيزيوم وعبر خاركيف حدث على نطاق أوسع بكثير، وحسب المعلومات المتوفرة، قُتل ألف مدني على الأقل نتيجة أعمال عسكرية.

أم تعانق ابنها أمام منزلهما الذي تضرر بشدة جراء هجوم

 

تحقيق عاجل

أرسل المدعي العام الأوكراني أكثر من عشرين فريقًا من المحققين إلى أكثر من 3000 ميل مربع من الأراضي التي أعادت أوكرانيا السيطرة عليها من روسيا في هجوم خاطف بدأ الأسبوع الماضي، وحتى وقتنا الحالي، كشف المحققون عن جثث 6 مدنيين على الأقل قالوا إنهم قتلوا على أيدي الروس.

واستخرج المحققون الجثث وقالوا إنها تحمل آثار تعذيب وإعدام بإجراءات موجزة، كل منهم مصاب بعيار ناري في مؤخرة الرأس، وكانت آذانهم مقطوعة، بجانب أن هناك من قُطعت رءوسهم، وكانوا حفاة الأقدام.

ورغم كل ما حدث إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا، واكتشاف أكثر من مقبرة جماعية، وارتكابهم أفظع الجرائم الإنسانية، تواصل روسيا إنكار أن قواتها تستهدف المدنيين عمدًا.

الجثث المكتشفة داخل المقابر الجماعية