رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشروع الحقيقي.. لماذا تتفاءل إدارة الأهلي بـ«كولر»؟

كولر
كولر

هو شخص هادئ، قادر على اقناع الجميع بأفكاره، ويمتلك العقلية الانتصارية منذ كان لاعبًا، هكذا تحدث رامون فيجا، نجم منتخب سويسرا عن زميله السابق، مارسيل كولر، المدير الفني الجديد للأهلي.

 

رغم المخاوف العديدة التي تحاوط الرهان الجديد لإدارة الأهلي، إلا أن هناك مؤشرات عديدة تتفق مع «فيجا» وتجعل محمود الخطيب ومن معه متفائلين بما هو قادم.

 

أصوات عدة قللت من مسيرة المدرب السويسري، وآخرى كان أكثر تشاؤما قالت عنه «سواريش» جديدًا، لكن علامات كُثر تبرز خلاف ذلك.

 

بداية فإن رحلة 23 عامًا تدريبًا، تنفي تمامًا عن «كولر» تهمة «سواريش جديد»، وهذا ليس تقليلًا من الأخير، ولكنها تعبيرًا دقيقًا عن ضدان أحدهما يخطو سنواته الأولى كمدير فني بالدوري الممتاز، وآخر مسيرته اقتربت من ربع قرن في تجارب قوية للغاية.

تجربة صعبة ومسيرة مثيرة للمدرب السويسري

حملت رحلة «كولر» العديد من المحطات والمطبات الصعبة، فخلال تجربته الأبرز مع النمسا واجه أعتى وأشرس منتخبات أوروبا التي تضم نجوم اللعبة وأسمائها العملاقة، ورغم ذلك مع منتخب صُنف قبل وصوله بالمتواضع، قدم نتائج حملت هذا المنتخب إلى المركز العاشر عالميًا.

 

الرجل الذي اصطدم بإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وهولندا، تعرض لمواقف من المؤكد أنها أصعب مئات المرات من المواقف التي ستجمعه بالمحلة والاتحاد ووفاق سطيف والقطن.

 

نحن هنا لا نقلل من أحد، ولا نبالغ في الوصف، لكن نقول بالوقائع والحقائق أنه مواصفات مثل هذه لا يمكن وصفها أبدًا برحلة مبتدئ مثل سواريش، ومن غير المنطقي أن يكون هناك نفس التخوفات التي صاحبت الأول، بل تشهد هذه المسيرة على أننا أمام خبير من طراز رفيع له تجارب عدة تجعله قادر على مواجهة الضغوط والتغلب عليها وصناعة الكثير مع الأهلي.

 

في بداية رحلته نجح في التتويج بالدوري السويسري مع نادي جراسهوبر، ثم كررها مع نادي سانت جالن الذي غاب عن اللقب 96 عامًا.

 

حينما صعد بنادي بوخوم في ألمانيا من الدرجة الثانية للممتاز، كان حلم الجميع هناك البقاء في البوندزليجا، فماذا حدث؟، بوخوم أنهى في المركز الثامن، ثالث أفضل مركز يحققه عبر تاريخه.

 

نحن هنا لا نستعرض سير ذاتية بقدر ما أننا نبرهن على كون هذا الرجل خبيرًا لا يقل التشكيك في مسيرته التي تلقى إجماعًا في بلاده، ويشهد لها كل المدربون متابعي اللعبة في سويسرا.

 

يقول كولر عن فلسفته، بأن الصدق هو سلاحه الأول في النجاح، فلا مانع لديه من أن يصارح لاعبيه بسوئهم، ويرى بأن السيطرة على غرفة اللاعبين أولى الثوابت للنجاح.

«كولر» ذو شخصية قوية قادرة على التأثير

تلك المواصفات تؤكد بأنك أمام شخصية قوية، وقدرته على التأثير فيمن حوله، وإقناع الفريق_ المقصود هنا الجميع لاعبين ومعاونين وإدارة_ بالأفكار التي يطبقها والاستراتيجيات التي يتبعها، فهنا أنت أمام المشروع الحقيقي الذي لم يحضر مع شخصية «سواريش» التي كانت مهزوزة، وربما في مراحل تشكلها حتى لا نكون جناة على مدرب يشهد له الجميع أيضًا في بلاده بالوعي الخططي لكن يعيبه قلة الخبرة والتجارب، وكذلك عدم القدرة على مواجهة الضغوط التي حذر منها برتغاليون كبار منذ وصوله.

 

هنا تقول لك سمات كولر الشخصية أنك أمام، تكوين مختلف، وشخص قوي، يستطيع المواجهة ويتحمل الضغوط ويعرف الكيفية التي يمكن التعامل من خلالها، وهذا أكثر ما يحتاج إليه الأهلي:«شخص يروض الظروف، يمتص الغضب، ويكسب ود الجماهير في أصعب الظروف».

 

إن حماسة رامون فيجا، الذي طالب الأهلاوية بعدم المقارنة بين كولر وفايلر الذي نعته بالمغرور، تعكس مدى إيمانه والسويسرين الذين تحدثوا عنه بنفس اللغة، بهذا الرجل وقدراته الكبيرة، وتعطي مجلس إدارة الأهلي ضمانات مهمة حول مدى ملائمة هذا الرجل للفريق.

 

كولر سيتمتع أيضًا بعامل الوقت الذي لم يحصل عليه سواريش، فلديه فرصة الإعداد الكامل للموسم، وسيكون برفقته لاعبين حصلوا على راحة كبيرة لم يجده سابقيه، وسينال تدعيمات جديدة للفريق ستعالج كثير من جوانب القصور، وسيبدأ الموسم من خطواته الأولى فلن يتحمل خطايا من سبقه، وسيتولى مهمة البناء بنفسه.

 

الجميل أن الأهلي الذي يعول دائمًا على طريقة صانع اللعب مثل بقية الأندية المصرية، عثر على المدرب الذي يفضل طريقة 4/2/3/1 وهي الأكثر ملائمة للأهلي بسنواته الأخيرة، وربما الأمثل للعناصر المتاحة حاليًا إن لم يحدث جديد ويضم صفقات يمكنها إحداث التغيير.

 

الشواهد التي تدعو للتفاؤل أكثر من تلك التي تحث على التشاؤم، والبديهي أن محمود الخطيب الذي خسر الدوري مرتين، سيكون حريصًا كل الحرص على أن يكون رهانه الجديد أقرب للمثالية وبعيدًا تمامًا عن المقامرة، فالتاريخ لن يرحم من يخسر دوري ثلاثة مرات متتالية، وبيبو واعيًا لذلك جيدًا.