رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكد أن العلاقات الثنائية نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة

السفير الصينى لـ«الدستور»: مصر شريك رئيسى فى «الحزام والطريق» والعاصمة الإدارية رمز للجمهورية الجديدة

السفير الصيني بالقاهرة
السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانغ

قال السفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانغ، إن العلاقات المصرية الصينية تشهد زخما كبيرا وإن هناك تعاونا كبيرا بين البلدين معتبرا مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بأنه "بطاقة تعريف" للإصلاح الاقتصادي في مصر ووجه الجمهورية الجديدة التي يبنيها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأكد السفير الصيني في حوار خاص مع "الدستور"، أن بكين مستعدة لمساعدة مصر لتصبح مركزًا لإنتاج اللقاحات في إفريقيا، وإلى نص الحوار:

- كيف ترى العلاقات الثنائية بين مصر والصين؟

إن كلا من الصين ومصر دولتان ذات حضارتين قديمتين، والتبادلات الودية بين الشعبين بدأت منذ تاريخ بعيد، ومصر هي الدولة الإفريقية والعربية الأولى التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية على مدى السنوات الـ66 الماضية، وأقامت الصين ومصر أخوة لا تنفصم في النضال من أجل حماية الاستقلال الوطني وتحسين الذات، وشرعتا في طريق التعاون وحققتا نقاطا مضيئة في رحلة التنمية والإنعاش، وكتبتا فصلاً رائعًا من المساعدة المتبادلة في خضم التغييرات المعقدة. 

ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 66 عامًا، تتفهم الصين ومصر دائمًا وتدعم كل منهما الأخرى في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية. 

في عام 1956، نظمت مختلف الفئات من شعب بكين مسيرة في ميدان تيان انمين لدعم تأميم مصر لقناة السويس، وفي عام 1971، دعمت مصر استعادة الصين لمقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، وهذان الموقفان خير دليل على تاريخ التبادلات الرائعة بين البلدين.

 

السفير الصيني بالقاهرة 

- كيف ترى أفق تطور العلاقات فى عهد الرئيسين  السيسى وشى جينبينغ؟ 

بدخول حقبة جديدة، وتحت رعاية شخصية وتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جينبينغ، تم تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الصين ومصر، وأسفر التعاون العملي عن نتائج مثمرة، وأصبح التضامن لمكافحة الوباء علامة مضيئة في العلاقة بين البلدين، فأصبحت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية.

وملامح  الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر تتمتع بـ4 سمات بارزة  وهي الزخم القوي للتبادلات عالية المستوى بين الصين ومصر، والدعم القوي المتبادل، وعمق المنفعة المتبادلة، والفوز المتبادل والترابط بين الشعوب.

- ماذا عن أبرز الزيارات الرسمية بين البلدين؟

هناك  زخم قوي للتبادلات عالية المستوى بين الصين ومصر، إن التبادلات رفيعة المستوى بين البلدين في السنوات الأخيرة، والتوجيه الشخصي لقادة الدولتين كانت أهم ضمانة سياسية للدفع بالعلاقات الصينية المصرية لتحقيق قفزات التنمية ودخول أفضل فترة في التاريخ في السنوات الأخيرة.

 في فبراير 2022، قام الرئيس السيسي بزيارة إلى الصين خصيصا لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وقد التقى الرئيس شي بالرئيس السيسي خلال الزيارة وتوصلا إلى توافق هام في مختلف الرؤى، مما ضم زخما قويا جديدا في العلاقات الثنائية بين البلدين. 

وفي يونيو، شارك الرئيس السيسي في الحوار رفيع المستوى بشأن التنمية العالمية عبر الإنترنت وألقى كلمة، ودعم فيها مبادرة التنمية العالمية، وأشاد بالمكانة الدولية المتزايدة لدول البريكس، وتعزيز الحوار لتحقيق نتائج مثمرة، بما يطلق صوت العصر العالي لتحقيق التنمية والازدهار المشترك.

 في 23 يوليو، بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ رسالة تهنئة إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكرى الـ70 لليوم الوطني لمصر، أشاد فيها بثبات مصر على طريق الاستقلالية، وإحرازها تقدما قويا في التنمية الوطنية وأنها لعبت دورا مهما في الشئون الإقليمية والعالمية. 

وأكد الرئيس شي أنه يولي اهتماما كبيرا بتنمية العلاقات الصينية-المصرية، وقال إنه مستعد للعمل مع الرئيس السيسي لدعم بعضهما البعض بقوة، ودفع البناء المشترك للحزام والطريق، وإجراء تعاون بشأن تنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية والمضي قدما بثبات نحو الهدف المتمثل في بناء مجتمع صيني- مصري ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما. 

لياو ليتشيانغ

 

- ماذا عن التعاون على مستوى وزراء الخارجية بين البلدين والعمل في إطار «كوب 27»؟

حافظ وزيرا خارجية البلدين على زخم التفاعلات والتبادلات، وعملا معا لتنفيذ التوافقات الهامة التي توصل إليها رئيسا البلدين. 

في مارس الماضي، التقى مستشار الدولة ووزير الخارجية وانغ يي بوزير الخارجية سامح شكري خلال حضوره اجتماع الدورة الـ48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وأكد خلال اللقاء أن الصين تدعم مصر في استضافة المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ومستعدة لتعزيز التنسيق والتواصل مع مصر لتعزيز "COP 27" لتحقيق المزيد من النتائج لا سيما في مساعدة البلدان النامية على تحقيق الانتعاش الأخضر والتنمية المستدامة.

وفي مايو الماضي، شارك وزير الخارجية شكري في الاجتماع الافتراضي لمجموعة وزراء خارجية "بريكس بلس" الذي أداره عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي عن طريق الإنترنت، وأصدر وزراء خارجية دول البريكس الخمس ودول الأسواق الناشئة والدول النامية بياندعم لتعزيز التعددية والتعاون للتغلب على الوباء، ودعم تعزيز التنمية المشتركة، ودعم صوت "بريكس +" لتعزيز التضامن والتعاون.

وفي أغسطس، حضر "شكري" الاجتماع الوزاري التنسيقي لمتابعة تنفيذ تعهدات النسخة الأخيرة من منتدى التعاون الصيني- الإفريقي الذي أداره مستشار الدولة ووزير الخارجية وانغ يي، وتوصل إلى توافق مع جميع الأطراف الحاضرة في الاجتماع حول ضرورة تسريع بناء مجتمع صيني-إفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، وتعزيز وحدة وتعاون الدول النامية، والتوصل إلى توافقات لمواصلة صقل الدور الذهبي لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي.

كوب 27 

 

-  ما آخر تطورات مبادرة الحزام والطريق؟

 مصر شريك في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، كما أنها أول دولة تنضم إلى مبادرة "الحزام والطريق".

وفي السنوات الأخيرة، واصلت الصين ومصر تعزيز البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" للالتحام مع "رؤية مصر 2030"، وقد أسفر التعاون العملي في مجالات البنية التحتية والاتصالات والتعدين وصناعة النسيج وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء، المدن الذكية والطاقة الجديدة والطاقة المتجددة، التدريب المهني والتقني والتعليم العالي وغيرها من المجالات، عن نتائج مثمرة أفادت عادت بالنفع على البلدين والشعبين.

وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأؤكد أن الرئيس شي جينبينغ قد طرح مبادرة إنمائية عالمية تضع في الاعتبار التطلعات المشتركة للبلدان النامية.

وفي فبراير من هذا العام، أصبحت مصر رسميًا عضوا في مبادرة التنمية العالمية ومجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية، وفي مايو، شاركت نائبة وزير الخارجية المصري في مؤتمر رفيع المستوى عبر الفيديو لـ"مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية". إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب المصري من أجل التنفيذ المشترك لمبادرة التنمية العالمية ومساعدة مصر على تحقيق الانتعاش الاقتصادي.

- يحظى البلدان بثقافات متنوعة وثرية وعريقة.. إلى أين وصل التعاون بين الجانبين فى المجال الثقافى؟

في الآونة الأخيرة، نقلنا العديد من أنشطة التبادل الثقافي لتكون عبر الإنترنت، بدأت بسلسلة محاضرات بعنوان "الصين في عيون المصريين"، و"رأس السنة الصينية الجديدة"، وغيرها من الأنشطة، كما كان هناك الحفل الموسيقي السحابية "سيمفونية الصداقة"، وكذلك العديد من الأنشطة التفاعلية والمسابقات مثل مسابقة مقال" أنا والصين "والتي لاقت ترحيبا حارا من قبل الشعب المصري. 

وفي مارس، قمت بتكريم ثلاثة من الأطفال المصريين المشاركين في مسابقة السفير الثقافي الصغير للصين، والتي تنظمها مؤسسة سونغ تشينغلينغ الصينية، وهؤلاء الصغار هم جسر للتواصل وسفراء بين البلدين. وفي شهر مايو، التقيت بعض الفائزين في مسابقة "جسر اللغة الصينية "لطلاب الجامعات الأجنبية في مصر، واستمعت إلى قصصهم حول تعلم اللغة الصينية والى قصصهم مع الصين، وقمت بحثهم على أن يكونوا بناة الجسور وناشري الصداقة الصينية المصرية، وسفراء للتعاون الودي بين البلدين، وممارسي التبادل الثقافي والتعلم المتبادل بين الجانبين. 

وفي الآونة الأخيرة، أقامت السفارة مسابقة فيديو قصير تحت عنوان "الصين في عيني"، وتلقينا العديد من المشاركات الرائعة، من بين هذه المشاركات فتاة مصرية تبلغ من العمر 8 سنوات، اسمها رينا، تحدثت في الفيديو عن قصة تعلمها اللغة الصينية وحبها الأغاني الصينية وعن تجربتها في تذوق الطعام الصيني؛ لقد تركت تلك القصة أثراً عميقاً في نفوسنا. 

ومن وجهة نظرنا، الشباب هم مستقبل البلاد وأمل الأمة ومستقبل العلاقات الصينية المصرية وأملها، ان الوجوه الشابة الناشئة والمنبثقة من التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين ومصر ستواصل دفع الصداقة بين الشعبين الممتدة على مدى الـ66 عامًا الماضية، وتعطينا ثقة كاملة في مستقبل العلاقات الصينية المصرية.

 

-  خلال جائحة كورونا كان هناك تعاون وثيق بين البلدين.. ما أبرز تفاصيل هذا التعاون؟

في مواجهة الوباء، اخترق التعاون العملي الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر الأمواج العالية وحقق نجاحات مبهرة، مما يدل تمامًاعلى الحيوية والمرونة القويتين للتعاون بين الصين ومصر.

 منذ تفشي الوباء، عملت الشركات الصينية في مصر على الاستفادة من تجربة الصين في مكافحة الوباء، ويسعون جاهدين للتغلب على عقبات متعددة مثل تنقل الأفراد والنقل اللوجستي وغيرها، وعملت مع الجانب المصري على تعزيز التعاون لتذليل كافة الصعوبات معًا، وتم اتخاذ تدابير شاملة وفعالة للوقاية والمكافحة، واستئناف العمل والإنتاج مع مكافحة الوباء، وبذلت الشركات قصارى جهدها لتعزيز التعاون في مختلف المشاريع الكبرى، ولم يتم تعليق أي من المشاريع الرئيسية بسبب الوباء، مما قدم زخما قويا لا غنى عنه للتنمية الاقتصادية في مصر.

وفي مواجهة الوباء، ساعدت الصين ومصر بعضهما البعض، وفسرا معًا المعنى العميق للصداقة في الشدائد، وكتبا فصلًا جديدًا من الصداقة الصينية المصرية في العصر الجديد، ووضعا مثالًا حيًا لبناء مجتمع صحي للبشرية، وقد شمل التعاون في مكافحة الوباء بين البلدين النقاط التالية أرسل الرئيس السيسي على الفور برقية تضامن إلى الرئيس شي جينبينغ، وأرسل مبعوثًا رئاسيًا خاصًا إلى الصين مزودًا بإمدادات مكافحة الوباء، وهو أول وزير صحة يزور الصين بعد تفشي الوباء.

وقد قامت مصر بإضاءة واجهات كل من قلعة صلاح الدين بالقاهرة، ومعابد الكرنك بالأقصر، ومعبد فيلة بأسوان بألوان علم دولة الصين، تضامناً من الشعب المصري مع الشعب الصيني لمواجهة فيروس كورونا.

قدمت الصين لمصر أربع دفعات من المساعدات وأربع دفعات من اللقاحات، وساعدت مصر في بناء خط إنتاج الكمامات، ووقعت اتفاقية إنتاج محلية مع مصر لإنتاج اللقاحات الصينية في مصر، وأصبحت مصر الدولة الأولى في القارة الإفريقية التي تتعاون مع الصين لإنتاج لقاحات كوفيد-19. 

وفي كلمته في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، شكر الرئيس السيسي الصين على دعمها الفني الذي جعل مصر أول دولة في إفريقيا تمتلك الطاقة الإنتاجية للقاح كوفيد-19 في فبراير من هذا العام، وقامت الصين ومصر بشكل مشترك بإنتاج 500 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19 للفلسطينيين في قطاع غزة.

 كما تم توقيع اتفاقية لإنشاء مخزن تبريد للقاحات بالتعاون بين سينوفاك الصينية وفاكسيرا، بسعة تخزينية تبلغ 150 مليون جرعة من اللقاحات، والذي بعد اكتماله، سيصبح أكبر مركز لتخزين اللقاحات في إفريقيا.

 وتحت رعاية بنغ لييوان قرينة الرئيس الصيني شي جينبينغ، ستصل القاهرة في وقت قريب دفعة جديدة من لقاحات "كوفيد-19" التي تبرعت بها الحكومة الصينية للنساء والأطفال والمراهقين المصريين، لأن الصين على استعداد لمواصلة تقديم دعم اللقاحات لمصر، وتوسيع التعاون المشترك لإنتاج اللقاحات، ومساعدة مصر على أن تصبح مركزًا لإنتاج اللقاحات في إفريقيا وأن تبني مع مصر حاجزًا صلبًا ضد الوباء.

- ما تفاصيل حجم التبادل التجارى بين البلدين؟

 تعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة ثماني سنوات متتالية، وفي عام 2021 وصل حجم التجارة بين الصين ومصر إلى 20 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 37٪. تصدر الصين بشكل رئيسي المعدات والآلات والمركبات وقطع الغيار والأجهزة الدقيقة والبلاستيكية وغيرها من المنتجات إلى مصر.

 وتستورد الصين الوقود الأحفوري والقطن والفواكه والمكسرات والأعلاف والنحاس وغيرها من المنتجات من مصر،  وفيما يتعلق بالمنتجات الزراعية، حصل البرتقال المصري الطازج والعنب ولب البنجر والتمور الطازجة والفراولة المجمدة والرمان وغيرها على تراخيص تصدير إلى الصين، وفي عام 2021، استوردت الصين بقيمة قدرها 110 ملايين دولار من الفاكهة المصرية، أي 76.4 ضعف ما كانت عليه في عام 2012.

 

- ما أبرز مجالات الاستثمارات بين مصر والصين؟

جانب الاستثمار، تجاوز رصيد الاستثمار المباشر الصيني في مصر حتى النصف الأول من العام الحالي 1.5 مليار دولار أمريكي. وقام البلدان بتعاون شامل في مجالات التصنيع والطاقة والاتصالات وبناء البنية التحتية وغيرها من المجالات.

 واستقطبت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر تيدا أكثر من 120 شركة للاستقرار فيها، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأكثر من 44 ألف مصري. وهناك بعض قطاعات التصنيع التي استحوذت على اهتمام الجانب المصري، مثل شركات أنجل ييستايجيبت، (سي آر آر سي سيفانغ) لصيانة مركبات السكك الحديدية، وكذلك جوشي لإنتاج الفايبر جلاس وغيرها من 72 شركة وفرت 13000 فرصة عمل مباشرة للشباب المصري.

- يتعاون البلدان فى عدد من المشروعات الكبيرة.. ما أبرزها؟

 في يوليو من هذا العام، حضر الرئيس السيسي ورئيس الوزراء مدبولي حفل افتتاح مشروع القطار الخفيف المكهرب لمدينة العاشر من رمضان، وشرفت بحضور الافتتاح.

وهذا المشروع هو أول خط سكة حديد خفيف مكهرب في مصروإفريقيا، وهو يعتمد على التكنولوجيا والمعدات الصينية وتم تنفيذه بشكل مشترك من قبل شركات من البلدين، وهو أحد المشاريع الرئيسية للتعاون بين البلدين في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، وسيوفر القطار خدمة نقل فعالة ومريحة لـ5 ملايين شخص يتنقلون بين مدينة القاهرة العاصمة القديمة والعاصمة الجديدة. 

كما تسير مشروعات منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأبراج مدينة العلمين الجديدة الفائقة، ومركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية المصري، وغيرها من المشروعات الكبرى بخطى ثابتة.

ودائما تفي الشركات الصينية في مصر بمسئولياتها الاجتماعية وتسعى جاهدة لإفادة الشعب المصري. 

في أبريل، شاركت في حفل رمضان الخيري الذي تنظمه الغرفة التجارية المصرية الصينية وقد تم التبرع بأكثر من 10000 كرتونة رمضانية، استفادت منها حوالي 40 أسرة فقيرة.

وفي مايو، حضرت الملتقى التوظيفي الصيني الثالث الذي نظمته جامعة قناة السويس والغرفة التجارية المصرية الصينية، وقد وفرت معارض التوظيف ما يقرب من 1300 فرصة عمل للشباب المصري، مما يعكس المساهمة الإيجابية للشركات الصينية في مصر في تعزيز توظيف الشباب في مصر، ويسلط الضوء على طبيعة المنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجانبين الصيني والمصري.

- كيف ترى مشاركة الشركات الصينية فى بناء العاصمة الإدارية الجديدة لمصر؟

يعد مشروع "CBD" بالعاصمة الإدارية الجديدة من أهم مشروعات بناء البنية التحتية ذات الاهتمام القومي في مصر، ويعتبر رمزًا مهمًا لبناء "الجمهورية الجديدة" في مصر و"بطاقة تعريف" للإصلاح الاقتصادي في مصر، وهو أيضًا مشروع رائد تحت إطار مبادرة "الحزام والطريق" يتم بناؤه بالاشتراك بين الصين ومصر.

ورغم تفشي وباء كورونا المستجد، وبجهود مشتركة من الشركة الصينية للهندسة والشركاء المصريين، تقدم مشروع "CBD" بشكل كبير، وأظهر مميزات سرعة الصين، وأصبح مثالًا حيًا على التضامن والتعاون بين الصين ومصر في إنجاز المشروعات الكبرى، وقد أشاد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بالمشروع باعتباره "نموذجا ناجحا لمصر لتحسين بنائها الاقتصادي خلال تفشي الوباء، ودليل على نجاح مصر والصين في تعميق لتعميق العلاقات الودية في الفترات الخاصة ".

وفي الوقت الحاضر، يتقدم المشروع بسلاسة، وقد تم الانتهاء من بناء الهيكل الرئيسي لجميع المباني العشرين، ودخلت مرحلة الديكور الداخلي والتركيب الكهروميكانيكي، أكثر ما يلفت الانتباه هو مشروع البرج الأيقوني الذي سيصبح قريبًا أطول مبنى في إفريقيا، حيث يبلغ ارتفاع الهيكل الرئيسي للبرج 373.2 مترًا، وأعلى نقطة في البرج هي 385.8 مترًا. 

أثناء إنشاء المشروع، وظفت الشركات الصينية عددًا كبيرًا من العمال المصريين واستخدمت المنتجات المصرية المحلية، مما أدى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى توظيف أكثر من 30 ألف شخص وتطوير صناعة البناء المصرية. بعد انتهاء المشروع، سيستمر المهندسون والعمال المصريون المهرة الذين تدربوا وعملوا في المشروع لعب دور أكبر في البناء القومي لمصر.

 وقد وصل إلى أن الموظفين الصينيين والمصريين الذين شاركوا في المشروع تعلموا اللغتين العربية والصينية من بعضهم البعض وأقاموا علاقات صداقة قوية. يمكن القول إن هذا المشروع لا يساعد فقط في بناء البنية التحتية لمصر ويعزز التنمية الاقتصادية الوطنية، ولكن أيضًا يعزز التفاهم المتبادل والصداقة بين شعبي البلدين.