رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مش أقل منكم».. صفاء تدشن ورش تعليم حرف يدوية ومهارات لذوي الهمم واللاجئين

صفاء مهران والمتدربين
صفاء مهران والمتدربين

منذ أكثر من 5 أعوام اعتادت صفاء مهران، -في العقد الثالث من عمرها- مد يد الأمل لذوي الهمم ودمجهم في المجتمع من خلال إقامة ورش لتعليمهم الحرف اليدوية وتسويقها لهم في المعارض والأسواق، واستطاعت أن تحقق نجاحا باهرا لسنوات في صعيد مصر بمسقط رأسها بمحافظة سوهاج لهذه الفكرة ليأتي وباء كورونا يوقف كل شيء وتتوقف صفاء لمدة عامين عن عملها لتعود شمس  الحب والخير لتشرق من جديد، لكن هذه المرة من القاهرة وتعيد الفتاة ما اعتادت عليه من تعليم ذوي الهمم وأضيف إليهم اللاجئين للحرف ليكتسبوا منها ويسلون أوقاتهم ويكونوا عناصر فعالة في المجتمع.

 

تقول صفاء إن القصة بدأت بموقف غير حياتها وفكرها حيث أنها كانت تعمل مدربة كمبيوتر في أحد المراكز وضمن المتدربين كان مجموعة من أصحاب الإعاقة البصرية "مكفوفين"، ولاحظت أن بعد انتهاء الدورة يلتزمون منازلهم ولا يتوفر لهم فرص عمل بسبب إعاقتهم، كما أنها سمعت أحد المديرين يرفض توظيف فتاة في شركته فقط لكونها من ذوي الهمم ما دفعها للتفرع وإنشاء أكاديمية لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على الحرف التي تناسبهم مع مساعدتهم في تسويقها عبر الانترنت وعرضها في معارض الحرف اليدوية والتراثية.

 

وأضافت: خلال فترة التوقف بسبب وباء كورونا انتقلت إلى العيش في القاهرة بسبب زواجي وكنت اتشوق للعمل واستكمال ما بدأته في الصعيد بالإضافة إلى ضم اللاجئين في مصر إلى ورش تعليم الحرف والمهارات لكن لم أعرف طرق الوصول إليهم خاصة وأنني لا أعرف أحد هنا فقررت نشر إعلان عن التدريب عبر الإنترنت، وانهالت عليّ الاتصالات وتوصلت لمجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة من أصحاب إعاقات ذهنية وحركية توحد وبدأت أول ورشة لتعليمهم مهارة كتابة "الخط العربي" ثم ورش الحرف اليدوية كالتدريب على المنسج، وهو أحد أنواع التطريز، وكذلك صناعات البامبو واكسسوارات النحاس والسجاد الجلد والكروشية والشمع، والخيامية ومع دراسة السوق سنصل إلى  حرف أخرى تضاف إلى الورش.

 

وتابعت مهران أنها تلقت اتصالا من إحدى السيدات السودانيات المقيمة في مصر وطلبت ضم نجلها "مصاب بمتلازمة دواون" إلى الورش وبالمناقشة معها قالت علمت منها إنها تعرف الكثير من السودانيين في مصر معاقين وأسوياء يرغبون في تعلم حرفة تساعدهم على العيش وكسر الملل، وبالفعل بدأت مهران في ضمهم وإنشاء مقر لها في منطقة عين شمس وبالتعاون مع إحدى الجمعيات وفرت مقر آخر بمنطقة فيصل وتطلع إلى التوسع بفكرتها، لكي تشمل عدد كبير من ذوي الهمم واللاجئين لكي يندمجوا في المجتمع ويتفاعلون معه، وأنهم ليسوا بـ «عالة» على الحياة بل أنهم منتجين ولهم أدوارًا كغيرهم.