رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حقوق ذوى الأرحام فى القرآن والسنة».. موضوع خطبة الجمعة المقبلة

الأوقاف
الأوقاف

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة 16 سبتمبر 2022م تحت عنوان: "حقوق ذوي الأرحام في القرآن والسنة".    

وأكدت الأوقاف على الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية.

وجاء نص الخطبة كالآتي:

"الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأََشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا مُحَمَّدًا عَبدُه ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ، وبعد:

فإن المتأمل في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة يدرك أن صلة الرحممن أوجب الواجبات، وآكد الطاعات، يقول سبحانه: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}، ويقول سبحانه: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا}، ويقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).

 ويكفي الرحمَ شرفًا أن الحق سبحانه شقَّ لها اسمًا مِن أسمائِهِ، ووعدَهَا بأن يصِلَ مَنْ وصلَهَا، ويقطَعَ من قطعها، يقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتْ الرَّحِمُ فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنْ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ).

 والرحم شاهدة يوم القيامة للإنسان إن وصلها، وشاهدة عليهإن قطعها، يقول (صلى الله عليه وسلم): (وَكُلُّ رحِمٍ آتيةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِِبها تَشْهَدُ لَهُ بِصِلةٍ إن كان وصَلَها، وعليه بقطيعةٍ إن كان قطَعَها).

     ولصلة الرحم فضائل عظيمة في الدنيا والآخرة، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (صلةُ الرحمِ، وحسنُ الخلقِ، وحسنُ الجوارِ، يَعْمُرْنَ الدِّيارَ، ويَزِدْنَ في الأَعْمَارِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (أيها الناس: أفشُوا السلامَ، وأطعِموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناسُ نِيام؛ تدخُلُوا الجنةَ بسلامٍ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) لرَجُل سأله عن عَمَلٍ يُدْخِلُه الجَنَّةَ: (تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ).

وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية المشرَّفة على حقوق ذوي الأرحام تأكيدًا بالغًا، حيث يقول الحق سبحانه: {وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ}، ويقول سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}، فالنفقة على المحتاج من ذوي الأرحام من أوجب الحقوق، وثوابها مضاعف، يقول (عليه الصلاة والسلام): (الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ، وعلى ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صدقةٌ وصِلَةٌ).

***

لا شك أن الوحيين الشريفين كما بيَّنا فضل صلة الرحم وحقوق ذوي الأرحام، فقد أكَّدا على التحذير من قطيعةالرحم تأكيدًا شديدًا،حيثيقول الحق سبحانه في كتابه الكريم:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}، ويقول سبحانه: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}. 

ويقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) في بيان عقوبة قاطع الرحم: (مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يدَّخرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ).

فما أحوجنا إلى تعميق الروابط الإنسانية بصلة الأرحام؛ ففي ذلك كمال الإيمان، ورضا الرحمن، واستقرار المجتمعات، وارتقاء الأوطان. اللهم وحِّد صفوفنا، وألِّف بين قلوبنا، واحفظ مصرنا، وارفع رايتها في العالمين".