رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: مصر غيرت تفكير العالم في الحفاظ على المواقع الأثرية

معبد أبو سمبل
معبد أبو سمبل

قال موقع "Dailykos" الأمريكي، إنه حتى قبل غزو نورماندي، كان الحلفاء يخططون لإعادة بناء أوروبا بعد هزيمة النازيين، في عام 1942، فقد اجتمعت الحكومات المختلفة التي كانت تقاتل الألمان في لندن وشكلت مؤتمر وزراء التعليم المتحالفين (CAME)، بهدف إعادة بناء الأنظمة التعليمية والجامعية المحطمة في القارة، خلال الحرب، شكل الحلفاء وحدة خاصة عرفت باسم "رجال الآثار" مهمتها المحددة حماية المواقع الثقافية والتاريخية الهامة من الدمار وإعادة الكنوز الفنية المسروقة أو المفقودة إلى أصحابها الشرعيين.

ولفت الموقع في تقرير له، إلى أن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عقدت الأمم المتحدة المشكلة حديثًا مؤتمراً في لندن، حضرته 44 دولة، لتأسيس هيئة دولية بهدف حماية المواقع التاريخية والثقافية في جميع أنحاء العالم والحفاظ عليها وتوسيعها، تأسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في نوفمبر 1945. 

خطوات مصرية لتفعيل عمل اليونسكو

وأضاف أنه في عام 1955، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر عن خطط لبناء سد جديد عبر نهر النيل في أسوان، والذي سيشكل حاجزًا لتخزين مياه الفيضانات وأيضًا التحكم فيها على طول نهر النيل، وتم تمويل سد أسوان بقروض من الاتحاد السوفيتي وصممه معهد Hydroproject في موسكو.

وأشار إلى أنه ومع ذلك، كانت هناك مشكلة. الخزان الضخم الذي سيخلقه السد من شأنه أن يغمر مساحة كبيرة من وادي النيل، وتحتوي هذه المنطقة على عدد من المواقع الأثرية المهمة، منها النوبية والمصرية والرومانية، وكان أكبر وأهم معبد فرعوني وهو معبد أبو سمبل، الذي بناه الفرعون رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد موجود في منطقة الفيضان.

وأوضح أن الحكومة المصرية طلبت من اليونسكو المساعدة في الحفاظ على هذه المواقع، ودُعي علماء الآثار من جميع أنحاء العالم للقيام بحفريات طارئة لإنقاذ جميع المسالك المعروفة قبل أن تغمرها المياه الصاعدة.

وأشار إلى أنه تم اقتراح عدة خطط لإنقاذ معبد أبو سمبل، وكان أحد الخيارات هو السماح للخزان بإغراقه، وبناء غرفة عرض تحت الماء بها نوافذ يمكن للزوار أن ينظروا إلى النصب التذكاري، إلا أن المقترح قوبل بالرفض لأن الماء سوف يتآكل في الحجر القديم ويدمره في النهاية، بينما تضمن اقتراح آخر استخدام سلسلة من الرافعات الهيدروليكية الهائلة لرفع النصب بأكمله ببطء، قدمًا على الأقدام، وملئه تحته حتى وصل الهيكل بأمان إلى مستوى الماء، وتم رفض هذا أيضًا، لأنه سيكون مكلفًا وصعبًا للغاية، ونتيجة أي فشل ستكون كارثية.

وذكر أنه تقرر أخيرًا نقل التماثيل والمباني الأصلية (بما في ذلك الغرف الداخلية المغطاة بالهيروغليفية) والتي يصل عددها إلى أكثر من 1000 قطعة، كل منها يتراوح بين 7 و 13 طنًا، إلى أرض مرتفعة، حيث سيتم إعادة بنائها بشق الأنفس كتلة تلو كتلة، وهنا ، يجب أن يتم وضع المعبد المعاد تجميعه بعناية من أجل الحفاظ على المحاذاة الأصلية، مما سمح للشمس المشرقة بإنارة الجزء الداخلي للمعبد مرتين كل عام وإضاءة سلسلة من التماثيل التي تمثل رمسيس والعديد من الآلهة المصرية، كما فعل الفراعنة قبل آلاف السنوتا.

وأشار الموقع إلى أنه تحت إشراف اليونسكو، شاركت أكثر من 50 دولة في هذا الجهد، إما ماليًا أو من خلال المساعدة الهندسية أو الأثرية، حيث بدأ العمل في عام 1964 واكتمل نقل معبد أبو سمبل في عام 1968، كما تم نقل 22 موقعًا آخر، تتراوح من المعابد الرومانية إلى المقابر النوبية، إلى مناطق مرتفعة، ولم ينته هذا العمل حتى عام 1980.

وتابع أنه بعد ما حدث في مصر، وفي عام 1972 تبنت الأمم المتحدة "الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي"، المعروفة اليوم باسم اتفاقية التراث العالمي، بموجب هذه العملية ، قد ترشح الدول مواقع تاريخية وثقافية وطبيعية داخل حدودها للحماية الدولية على أنها "موقع تراث عالمي".