رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دخلنا المفقود فى السياحة

السياحة في بلدنا ما زالت تعاني الكثير من المشاكل التي لم يتم حلها بطريقة جذرية، والجو العام في الهرم أو الأقصر وأسوان مازال طاردًا للسياح، فرغم كل ما تبذله الدولة فإن هناك كمية ليست قليلة من المتسولين والمحتالين والباعة الجائلين يشوهون للأسف كل جميل ويودعون السائح- الذي حضر متلهفًا قبل أن يراهم- وهو يحمل أسوأ انطباع عن مصر والمصريين بخلاف الحقيقة.
دول كثيرة حرمها الله من مصادر الدخل القومي الطبيعية، مثل البترول أو التعدين بأنواعه، لكنها اعتمدت بذكاء شديد علي السياحة كمصدر رئيسي لدخلها استغلته بعد ذلك في مجالات التنمية الزراعية والصناعية لتنميه بلادها.
ومصر وهبها الله الكثير، ولو اعتمدت فقط علي السياحة بأسلوب علمي وذكي فسيتحسن بدون شك اقتصادها، ومستوي دخل الفرد بها، خاصة وهي تمتلك مئات الأميال من الشواطئ الساحرة، وثلث آثار العالم، وجوها دائمًا الأفضل طوال العام ،وفي الشتاء أدفأ كثيرًا من تركيا.
تذكرت ذلك بعد أن شاهدت ما قررت فعله تركيا- من خلال فيلم وثائقي قصير- استغلالًا للتعرض المتوقع في الشتاء المقبل من نقص للغاز بمعظم أنحاء أوروبا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما سينتج عنه ارتفاع شديد في معظم الأسعار، وبرودة قاسية لن يتحملها المواطن الأوروبي، خاصة كبار السن، فما كان منها إلا تقديم عرض مغر للغاية لاستضافة الأوروبيين المسنين- وعددهم لا يقل عن ١٥٠ مليون مواطن أوروبي- في الفترة القادمة وعند بداية موسم الشتاء لمدينة أنطاليا بتركيا بأسعار منخفضة، شاملة قيمة الإقامة الشاملة (فول بورد)، وبما يوازي أقل من قيمة فاتورة التدفئة المنتظر سدادها في حالة بقائهم في بلادهم الأوروبية الأصلية.
أتمني أن تقوم وزارة السياحة عندنا تحت قيادة السيد وزير السياحة الجديد بالتفكير خارج الصندوق ودراسة هذا الملف جيدًا والاستفادة من الأحداث الحالية في أوروبا لتنشيط السياحة في مصر، ما سيعود بالتأكيد علي خزائن الدولة بالكثير من العملات الصعبة التي نحن في أمس الحاجه إليها في الظروف الراهنة.