رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أنت أيها الإنسان كم تساوي؟».. تفاصيل رسالة وزير الاقتصاد الأسبق لـ على جمعة

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، لقد تلقيت رسالة من الأستاذ الدكتور حسن عباس زكي - رحمه الله- وزير الاقتصاد الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وكأنه يشير فيها على وجوب خروجنا من حالنا الذي نحن فيه إلى حال آخر نرجع فيه إلى الله، وهو ما قصدناه عندما بدأنا الكلام عن شعب الإيمان.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: "لقد خلق الله الإنسان وكرمه، وهيأ له كل وسائل السعادة والأمن والفلاح، ودعاه وهو خليفة الله في أرضه إلى أن يكرس نفسه لتحقيق رسالته في هذا الدنيا ، وأعطاه ومنحه كل الوسائل التي تحقق له ذلك. وذكر مصر في كتابه الكريم عدة مرات ولكن أهلها نسوها ونسوا الله، وكثرت فيها الفتن والإشاعات والخروج عن طاعة الله وتحقيق ما يجب أن تقوم به، بالرغم من أنها وصفت في التاريخ بأرقى الأمم ، والعالم والغربي يفتن بخيراتها التاريخية والأثرية والدينية ، ولكننا قلبنا نعم الله في أرضه واستعنا بها على معصيته، والله أدعوا أن يعاوننا على أن نعود إلى الطريق الذي يسعد الجميع، ونأخذ بيد الضعيف ونحقق الحكمة التي تدعو إلى أن ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، ونعود إلى احترام أنفسنا وقادتنا وأن نعاون دائما بالنصيحة والنقد البناء، والمشاركة في إبداء الرأي بالأسلوب الإنساني الذي يرضى الله ، ونخشى الله ولا نخشى إلا الله ، ونشارك لا نهدم ، ونساعد ولا ننفرد ، ونوجه بالحكمة والموعظة الحسنة، ونحترم أنفسنا ونحترم الصغير والكبير، ونتفاعل مع بعضنا كأسرة واحدة لا عداء فيها ولكن إخلاص لوطننا مصر ، ونبتعد عن الفتن التي تقضي على الشعوب ولا تنتهي إلا بالأضرار الجسيمة التي نحن في غنى عنها.

واضاف “جمعة”: "انتهى كلام الرسالة، وهو كلام نفيس يذكرنا بأن أعلى شعب الإيمان (لا إله إلا الله) فالإيمان بالله ومحله القلب يجعل القلب فوق العقل، ويجعل العقل فوق السلوك، وهذا يختلف اختلافا بينا عما يتبناه كثير من الناس من أن السلوك هو الذي يتحكم في العقل، وأن العقل يمكن أن يسكت القلب، وذلك بعد أن تحولت الأمور إلى مصالح ومنافع مادية ضيقة مات فيها الإنسان أمام الله ثم مات أمام نفسه، وتحول من كائن رباني تتجلى عليه الفيوضات إلى كائن بيولوجي لا يساوي قطعة لحم تقوم بنصف دولار في مواد تركيبها، كما يقول عبد المحسن صالح في كتابه الماتع (أنت أيها الإنسان كم تساوي؟).