رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بروفايل .

نجيب محفوظ «أيقونة» الرواية العربية و«شيخ» حارة الأدباء

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تحل اليوم، ذكرى وفاة الأديب العالمى نجيب محفوظ الذى تربع على عرش الرواية العربية، ليس لأنه حصد جائزة نوبل فيمكننا القول دون مواربة أن نوبل هى التى شرفت بنجيب محفوظ قبل أن يشرف بها.

 

خلطة نجيب محفوظ السحرية 

يكمن سر نجاح الأديب العالمى نجيب محفوظ فى تلك الخلطة السحرية والسرية التي تميز بها دون غيره، حيث التركيز على  بقعة صغيرة من الأرض تتمثل فى الحارة المصرية، التى نشأ فيها ليصل بها إلى العالمية.

 
فى حوارى القاهرة ودروبها عاش «محفوظ» كما عاش كثيرين لكن هو وحده الذي استطاع أن ينظر بعين واسعة مكنته من رصد حركة البشر وثبات الحجر، ليوظف كل ذلك فى رصد الحالة المجتمعية فى مصر من خلال الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وببراعة فائقة استطاع أن يتسلل داخل النفوس لكى يخرج لنا أجمل واقبح ما فيها دون مواربة أو خجل، ليكشف  لنا كيف كان الوضع فى مصر المحروسة أيام ثورة 1919، فى بين القصرين ثم ينزل الى الثلاثينات والاربعينات فى قصر الشوق والسكرية  وزقاق المدق.

ويتناول حياة الفتوات فى الحرافيش، ويحكى عن الحب والسياسة فى خان الخليلى وعن العهد البائد فى السمان والخريف.


وعن التقلبات السياسية فى ميرامار والكرنك، لذا لم يكن نجيب محفوظ مجرد حكاء يكتب قصصا للتسلية بل كان مفكرا امتزجت فى عقله شطحات الفلسفة بعلم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ، فيرسم لنا حال المجتمع المصرى مستشرفا رؤية المستقبل دون مباشرة أو توضيح يقلل من أهمية النص، بطريقة واقعية تخلو من الفانتازيا أو السريالية وإن كانت فى كتاباته رموزا ودلالات خفية.

نجيب محفوظ والسياسة 

كان نجيب محفوظ  متحفظا فى آرائه السياسية ولا يمكن لصحفى أو حتى لصديق أو قريب  أن يلتقط من فمه تصريحا ينم عن نقد سياسى، لكن لو تتبعنا روايات نجيب محفوظ سنجدها عبارة عن رصد للحالة السياسية بطريقة مبطنة، ذلك عن طريق الشخوص المحوريين أو الثانويين داخل أعماله الأدبية، معتمدا على استخدام  الزمن الماضى حتى لا يقع تحت القصف.

المرأة عند نجيب محفوظ 
لو تتبعنا أعمال نجيب محفوظ لن نجد المراة ذات فكر أو بيان  فى رواياته بل يمكننا القول بأن  أغلب بطلات روايات نجيب محفوظ كن من الساقطات باستثناء أمينة فى الثلاثية وأمينة كانت وقورة ومستكينة، ليس لديها متسع من الحرية تمنحها المفاضلة بين الخلاعة والوقار . ربما أراد نجيب محفوظ ألا يشيطن الساقطات كى يوضح للمجتمع ان هؤلاء النسوة من لحم ودم ولو عشن فى ظروف أفضل لكان مصيرهن مختلف عن هذا المصير، وهذا إنصاف للمرأة من وجهة نظره ، او ربما لأن شخصية الساقطة أكثر تضاريسها من الناحية الفنية لما لها من شطحات نفسية تميزها عن تلك المرأة الهادئة.

جرأة نجيب محفوظ 

كان نجيب جريئا فى كتاباته عن الحارة المصرية  لأنه كتب عن أماكن معروفة ومشهورة مثل بين القصرين والسكرية وزقاق المدق وحارة النحاسين  والحسين، وغيرها من الأماكن المعروفة، والمأهولة بالسكان ورغم ذلك ورد فى جل الروايات نساء ساقطات ولم يخش نجيب محفوظ غضبة أهل الحوارى.

الحبكة الدرامية عند نجيب محفوظ
من مميزات نجيب محفوظ قدرته الشديدة على صنع الحبكة الدرامية والعقدة فى أعماله الأدبية ، حيث كل مشهد مرتبط بما قبله وبما بعده دون أن يترك مساحة للصدفة فى تغيير أحداث الرواية،  كما أن نجيب محفوظ كان يرسم شخوصه ببراعة حتى وإن كان الدور ثانوى لشخص يظهر فى لقطة واحدة.

بين الثلاثية وأولاد حارتنا 
تعد رواية حارتنا بالنسبة للغرب هي أهم روايات نجيب محفوظ وهذا غير صحيح لأنها الرواية الوحيدة التى جاءت مباشرة بخلاف رواياته الأخرى التى كانت ترصد حال المجتمع دون مباشرة.

نجيب محفوظ والسينما 
يعد نجيب محفوظ هو اكثر كاتب عربي تحولت أعماله الأدبية إلى أعمال فنية 
بدأت عام 1960، حيث قام صلاح أبو سيف بتحويل رواية «بداية ونهاية» إلى فيلم سينمائي وبعد ثلاثة أعوام قام المخرج حسن الإمام بتحويل رواية «زقاق المدق» إلى فيلم سينمائى عام 1963، وبعد عام واحد أخرج الإمام فيلم «بين القصرين»، ثم توالت أعمال نجيب محفوظ فى السينما مثل قصر الشوق والسكرية والحرافيش والكرنك والسمان والخريف والسراب وغيرهم.

وكان نجيب محفوظ يقول: «لا تناقشونى فى الفيلم المأخوذ عن روايتى فهو عمل لمبدعين ٱخرين ولكن ناقشونى فى الرواية التى هي من تأليفى».

 كما شارك فى كتابة العديد وصلت إلى 27 نصا، منها ريا وسكينة وفتوات الحسينية والوحش وبين السما والأرض، واحنا التلامذة والاختيار الذى قدمت فيه سعاد حسنى دور البطولة وأخرجه يوسف شاهين.

نجيب محفوظ والمسرح
قدم نجيب محفوظ للمسرح 7 مسرحيات أشهرها الشيطان يعظ.