رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«إحداهن انتحرت والأخرى قالت: زوجى يعرف أننى أحبك».. حكايات الحب المجهولة فى حياة نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

الكثير من قصص الحب المجهولة والتي دارت رحاها من طرف واحد في حياة أديب نوبل نجيب محفوظ، وهو ما يكشفه الكاتب الصحفي والباحث إبراهيم عبدالعزيز في كتابه "ليالي نجيب محفوظ في شيبرد".

كانوا فين لما كنا شباب؟

يقول: "ذات يوم أراد صديقه سوريال عبدالملك أن يقلد محفوظ فى خط سيره الصباحى، ويا للمصادفة فوجئ بزحام بنات فارعات ممشوقات يتقافزن ويضحكن، فلما حاول أن يتبين الخبر فوجئ بأن نجيب محفوظ هو مركز دائرة البنات، وبعضهن يطلبن توقيعه على الأوتوجراف، أو فى كراسة أو كشكول، وبعد أن انفضضن تقدم منه سوريال ضاحكاً: أمرك لله يا أستاذ نجيب تعيش وتاكل غيرها".

فقهقه محفوظ من القلب قائلاً: "يا أخى هذا الزمن غريب.. هؤلاء البنات أين كن.. عندما كنا فى سنوات الشباب".

انتحار بسبب نجيب محفوظ

ويكشف لنا سوريال عبدالملك عن سر عاطفى، حين أحبت فتاة ذكية بارعة الجمال، الأستاذ نجيب محفوظ، وكان أملها أن يحس بها ويبادلها مشاعرها ويتزوجها، وهو قد أحس فعلاً بتلك المشاعر ولكنه تجاهلها، ولكنها ظلت على تعلقها به لمدة ثلاث سنوات وهى تعتقد والجميع معها يعتقدون أن محفوظ لم يقترب بعد من قفص الزواج، حتى اكتشفت واكتشف الجميع ذات يوم أنه متزوج بالفعل ولديه ابنتان، فخاب أمل هذه الفتاة واضطرت للزواج من أول رجل يتقدم إليها، فعاشت تعيسة، ثم انتهى بها الأمر إلى الانتحار!.

ويضيف سوريال عبدالملك: إن قصة الحب الصامتة هذه وقعت لنجيب محفوظ وليس له ذنب فيها، فقد كان حباً من طرف واحد، ولم يكن يعرف بأمر هذه القصة سوى عدد محدود جداً من الحرافيش، وقد طويت صفحتها ولم يعرف بها أحد حتى كتابة هذه السطور.

زوجى يعرف حبى لك ولا يعارض

ولكن كانت هناك علاقة أخرى من نوع غريب، كان الحرافيش شاهدين عليها فى ندوته الصيفية بالإسكندرية.

فجأة انقطع حديث الحرافيش، وتعلقت عيونهم بشقراء ألمانية تتقدم نحو الحرفوش الأعظم فى خطوات دائبة من الوله، وتطبع قبلتين على جبينه بينما لا تترك يده بعدما انتزعت لنفسها مكاناً بجواره.

أما من هى الشقراء الألمانية هذه التى كانت تقترب من الأربعين عاماً، فإنها تخفى المعلومات عن شخصيتها حتى عن نجيب محفوظ نفسه، المعروف عنها فقط أنها تحضر إلى الإسكندرية كل عام لكى تجلس هكذا بجوار نجيب تستمع إليه بشغف وتنظر إليه يعشق غريب، فجأة ينطلق صوتها بالعربية المكسرة: إن زوجى يعرف حبى لسى نجيب ولا يعارض ذلك.. أنا أحب فيه الراجل الحمش، وعشقت كتاباته جميعها عندما قرأتها بالإنجليزية، وتمنيت لو عشت فى مصر القديمة التى تحدث عنها نجيب محفوظ فى رواياته، أحببت الحضارة المصرية والتاريخ المصرى من خلال روايات الحرفوش الأعظم أو سى نجيب، كنت أتمنى أن أكون بطلة لإحدى روايات نجيب محفوظ لكى أعيش تفاصيل الحياة المصرية!.

تحكى الشقراء الألمانية الغامضة لسى نجيب أنها أثناء جولتها فى أوروبا تصادف أن أعلن عن فوزه بجائزة نوبل، وبعد تسليمه الجائزة راجت مبيعات رواياته فى السوق الأوروبية، وأن الشباب المصريين من الدارسين فى الجامعات الأوروبية قد نسجوا قصص حب ملتهبة مع أوروبيات عن طريق إهداء روايات نجيب محفوظ لزميلاتهن واعتبارها مدخلاً لصداقة معهن.

يبتسم نجيب محفوظ ويعلق:

"يعنى فوزى بنوبل كان فرصة للبصبصة"!. 

حلمى أن أقبلك بقوة

ورغم أن نجيب محفوظ كان قد تجاوز التسعين إلا أن حب المرأة له لم ينقطع، فقد فوجئنا برسالة مكتوبة باللغة الفرنسية على ظهر تذكرة قطار موقعة من "رانيا ودنيا"، وقد حاولت إحداهما- الفرنسية- مقابلة محفوظ فى بيته لولا أن منعها الحارس، فتركت له هذه الرسالة التى طلب د. فتحى هاشم من توفيق صالح قراءتها علينا فى ندوته بفندق سوفيتيل.

تقول الرسالة: مساء الخير يا أستاذ نجيب.. مررت عليك لكى أرى أين تسكن، لأنى أقدرك جداً، ولم أستطع أن أترك القاهرة قبل أن أعرف على الأقل كيف تعيش، حلمى أن ألتقى بك، أقبلك بقوة.. "من تونس وفرنسا- رانيا ودنيا".

وقد كتبت المعجبة الفرنسية عليها رقم التليفون راجية من محفوظ أن يتكرم ليكلمها لتُقبله.

وسألنا الحارس محمد عبدالتواب إن كانت المعجبة جميلة فقال: إنها فعلاً جميلة جداً!.