رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجلة استرالية: المصريون القدماء استغلوا أزمات المناخ لصالحهم وبنوا الأهرامات

أهرامات الجيزة
أهرامات الجيزة

سلطت مجلة "ساينس آلارت" الاسترالية، الضوء على أسرار بناء الأهرامات الفرعونية، وكيفية بناءها بهذه الصورة المذهلة بدون تكنولوجيا.

وقالت المجلة إن رؤية أهرامات الجيزة الشهيرة كما هي اليوم يراها الزائر بمثابة قلاع غير منقولة وغير قابلة للاختراق محاطة بالرمال التي تجتاحها الرياح ومدينة مترامية الأطراف، ومن الصعب تخيل اليوم الذي تم بناؤه فيه.

عبقرية الفراعنة كانت وراء بناء الأهرامات الضخمة

وتابعت أن هذه المتاهات الحجرية، التي شيدت لتكريم الموتى ونقلهم إلى الحياة الآخرة، أقيمت منذ حوالي 4500 عام بدون تقنية حديثة وبدقة مذهلة، لكن المصريين احتاجوا إلى ما هو أكثر بكثير من بضع سلالم بدائية لنقل الكتل الحجرية الثقيلة إلى مواقعها.

وأضافت أن دراسة جديدة كشفت عن كيفية استغلال المصريون القدماء الظروف البيئية المواتية التي مكنتهم من بناء أهرامات الجيزة، مع وجود ذراع قديم لنهر النيل يعمل كقناة ملاحية لنقل البضائع.

وفي هذا السياق قال هادر شيشة عالم الجغرافيا الطبيعية من جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا "لبناء أهرامات ومقابر ومعابد الهضبة، يبدو الآن أن المهندسين المصريين القدماء استغلوا النيل وفيضاناته السنوية، مستخدمين نظامًا بارعًا من القنوات والأحواض التي شكلت مجمعًا موانئ عند سفح هضبة الجيزة".

وتابع "ومع ذلك ، هناك ندرة في الأدلة البيئية بشأن متى وأين وكيف تطورت هذه المناظر الطبيعية القديمة."

وأضافت المجلة أن علماء الآثار اعتقدوا لبعض الوقت أن بناة الأهرامات المصرية ربما قاموا بتجريف مجاري مائية من نهر النيل لتشكيل القنوات والموانئ، وتسخير الفيضانات السنوية التي من شأنها أن تكون بمثابة رافعة هيدروليكية لنقل مواد البناء.

وتابعت أن مجمع الموانئ الذي افترض علماء الآثار أنه خدم أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع يقع حاليًا على بعد أكثر من 7 كيلومترات (أو 4.3 ميل) غرب نهر النيل الحالي، كما يجب أن تكون المداخل عميقة بما يكفي لإبقاء الصنادل المحملة بالحجارة طافية.

وأضافت أن الأسئلة لا تزال قائمة حول الكيفية التي صمم بها المصريون وصول المياه إلى أهرامات الجيزة، ففي الوقت الذي كان يتم بناؤه فيه، كان شمال مصر يعاني من بعض التغيرات المناخية المتطرفة، حيث دمرت الفيضانات بشكل متكرر مدينة الأهرامات المفقودة التي كان يسكنها العمال الموسميون.

قال عالم الجيولوجيا بجامعة إنسبروك، آرني راميش: "من الصعب تصديق الأثر الهائل الذي تركه المصريون".

ويقترح الباحثون أنه يمكن استخدام مناهج مماثلة لإعادة بناء المناظر المائية القديمة التي غطت مجمعات الأهرامات المصرية الأخرى ، بما في ذلك مقبرة دهشور ، عندما تم بناء هذه الصروح الضخمة.