رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير أمريكى: مصر تشهد أكبر نمو لمصادر الطاقة المتجددة فى الشرق الأوسط

الطاقة الشمسية
الطاقة الشمسية

قال الدكتور بول سوليفان الخبير الأمريكي والزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي، إن مصر لديها مستقبل مشرق فيما يتعلق بمجال الطاقة الشمسية، معتبرًا أن مصر ستكون دولة مصدرة للطاقة المتجددة للقارة الأوروبية.

وقال في مقاله له في صحيفة ذا ناشيونال، إن الشمس لطالما كانت رمزًا للرخاء والتنمية في مصر، ولكنها الآن ستكون قادرة على  تلبية احتياجات مصر من الكهرباء في السنوات المقبلة.

وتابع الخبير الأمريكي،  لطالما كانت الشمس تحتل مكانة كبيرة لدى المصريين القدماء بل إن إحدى المدن المصرية القديمة كان يطلق عليها اسم هليوبوليس، يعني حرفيًا "مدينة الشمس"، والآن ستلعب الشمس دورًا حيويًا في تشكيل مصير البلاد في المستقبل.

- الطاقة في مصر ثاني أكبر قطاع في الشرق الأوسط 

ووفقًا لـ"سوليفان" فإن قطاع الطاقة في مصر، وهو ثاني أكبر قطاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد المملكة العربية السعودية، يهيمن عليه اليوم الغاز الطبيعي، يليه النفط والطاقة الكهرومائية وتمثل المصادر المتجددة حاليًا حوالي 21% من جميع الأجيال، مع 2 في المائة فقط من الطاقة الشمسية.

وقبل وقت طويل من اختيار شرم الشيخ لاستضافة "Cop 27"،  قررت القيادة المصرية أن الطاقة الشمسية ستكون أساسية لمستقبل الطاقة لديها.

وأشار إلى أنه بحلول عام 2035، تريد القاهرة أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة 42% من إجمالي توليد الطاقة في البلاد، مع الطاقة الشمسية بنحو 22%، وهذه قفزة كبيرة إلى الأمام للطاقة الشمسية.

- مصر أكبر نمو في مصادر الطاقة المتجددة غير الكهرومائية

وتابع سوليفان في مقاله، من المتوقع أن تشهد مصر أكبر نمو في مصادر الطاقة المتجددة غير الكهرومائية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع كون الطاقة الشمسية هي المحرك الأكبر لهذا الاتجاه وضمن هذا الإطار الزمني، يمكن أن تشهد مصر أكبر نمو في إنتاج الطاقة الشمسية في المنطقة.

علاوة على ذلك، يمكن أن يكون لدى  مصر أكثر من 52 جيجاوات من قدرة الكهرباء الشمسية بحلول عام 2035 لا سيما وقد بلغ إجمالي قدرة مصر لتوليد الكهرباء في عام 2020 حوالي 60 جيجاوات.

- محطة  بنبان 

وقال الخبير الأمريكي، في قلب هذه الثورة الشمسية القادمة  توجد محطة  "بنبان"  للطاقة الشمسية، التي تقع على بعد 650 كيلومترًا جنوب القاهرة وتبلغ تكلفة تشييد  المحطة  حوالي 4 مليارات دولار، وتضم مجمعًا من منشآت الطاقة الشمسية بسعة توليد تبلغ 1.65 جيجاوات، وقد يبدو هذا ضئيلًا بالنسبة لقطاع الطاقة في مصر، ولكن كواحدة من أكبر منشآت الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم، فإنه يمثل بذرة التغييرات الجسيمة القادمة.

كما اتبعت القاهرة نهجًا حكوميًا كاملًا في محطة بنبان، حيث استقطبت عددًا لا يحصى من الوكالات والإدارات، ناهيك عن العديد من مقاولي البناء والتكنولوجيا والإدارة.

وقال "سوليفان"،  تعتبر قصة بنبان انتصارًا للتعاون والتنسيق المالي والإداري، كما هو الحال بالنسبة لإنتاج الكهرباء النظيفة، والأهم من ذلك، أن هذه الجهود الضخمة والمعقدة هي أيضًا مقياس لمدى الأمل الذي لدى الأطراف المعنية في مستقبل الطاقة الشمسية في مصر.

وأضاف أنه إلى جانب هذه الزيادات الكبيرة في مصادر الطاقة المتجددة والمزيد من الاستثمارات في المحطات الأحفورية، تخطط مصر أيضًا لتطوير محطات للطاقة النووية على ساحلها الشمالي، ومن المتوقع أن يكون لديها فائض من إمدادات الطاقة بحلول نهاية هذا العقد. 

- مصر مصدر للقارة الأوروبية 


  وتابع الخبير الأمريكي، في الواقع، مع زيادة تطوير روابط الكهرباء مع قبرص واليونان وليبيا والأردن والسودان والمملكة العربية السعودية، يمكن أن تزيد صادرات مصر من الطاقة المتعددة.

 وتابع "سوليفان"، نظرًا لقربها الجغرافي، يمكن لمصر، في وقت ما قادم، التدخل لتلبية احتياجات القارة الأوروبية  ويمكن أن تكون الطاقة الشمسية جزءًا كبيرًا من هذا وهذا أمر مهم، فكلما قامت مصر ببناء نظام كهرباء متنوع، زادت استفادتها من تطوير سوق كهرباء إفريقية موحدة، وستكون لإنتاج الطاقة النظيفة، لا سيما الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، آثار إيجابية غير مباشرة على الصناعات الأخرى في  مصر كما يمكن استخدام هذه الطاقة، على سبيل المثال، لتوسيع مشاريع تحلية المياه.