رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على رأسها القلقاس واللوبيا.. 5 محاصيل زراعية ستنقذ العالم من المجاعات

القلقاس
القلقاس

على مدار تاريخ البشرية، يعتقد العلماء أن البشر زرعوا أكثر من 6 آلاف نوع نباتي، لكن بمرور الوقت، انجذب المزارعون نحو زراعة نباتات توفر أكبر قدر من الإنتاج، واليوم، توفر ثلاثة محاصيل فقط - الأرز والقمح والذرة - ما يقرب من نصف السعرات الحرارية في العالم.

ووفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن هذا الاعتماد على عدد صغير من المحاصيل جعل الزراعة عرضة للآفات والأمراض التي تنقلها النباتات وتآكل التربة، كما يعني خسارة القدرة على الصمود التي تظهرها المحاصيل الأخرى في النجاة من الجفاف والكوارث الطبيعية الأخرى.

وأضافت أنه مع تزايد حدة آثار أزمة المناخ، يعيد المزارعون في جميع أنحاء العالم اكتشاف المحاصيل القديمة ويطورون أنواعًا هجينة جديدة قد تكون أكثر صلابة في مواجهة الجفاف أو الأوبئة، مع توفير العناصر الغذائية المهمة أيضًا.

يقول كريس سميث، مؤسس مشروع Utopian Seed Project "وفقًا لكل الإحصائيات فقد العالم 90% من السلع الغذائية المزروعة، حيث فقد العالم التنوع دون حتى أن يشعر".

وبحسب الصحيفة البريطانية، هناك 5 محاصيل بخلاف الأرز والقمح والذرة، يزرعها المزارعون في جميع أنحاء العالم قد تكون قادرة على إطعام الكوكب أثناء ارتفاع درجة الحرارة ومواجهة أصعب تفيرات المناخ.

قطيفة: النبات الذي نجا من الاستعمار

من ورقة إلى بذرة، فإن نبات القطيفة بالكامل صالح للأكل، حيث يبلغ طولها ثمانية أقدام، وتعلوها سيقان قطيفة بأعمدة حمراء أو برتقالية أو خضراء مليئة بالبذور، وتوجد في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا ، لطالما تم تناول القطيفة كخضروات- بينما كان الأمريكيون الأصليون يأكلون أيضًا بذور النبات كحبوب كاذبة مثل الحنطة السوداء أو الكينوا.

في حين أن أوراق القطيفة يمكن تسويتها أو طهيها في القلي السريع، عادة ما يتم تحميص البذور ثم تناولها مع العسل أو الحليب، وهي بمثابة بروتين كامل مع جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة، كما أن  القطيفة مصدر جيد للفيتامينات ومضادات الأكسدة.

وفي الأمريكتين، منع المستعمرون الإسبان الأزتيك والمايا من زراعة القطيفة عندما وصلوا إلى القارة، مع ذلك، استمر النبات في النمو كأعشاب ضارة ، وقام العديد من المزارعين بحفظ بذور القطيفة ، وتناقلوها لأجيال، حتى سُمح لأحفادهم بزراعتها مرة أخرى.

الفونيو: الحبوب التقليدية المقاومة للجفاف

منذ آلاف السنين، قام المزارعون في جميع أنحاء غرب إفريقيا بزراعة الفونيو - وهو نوع من الدخن يتذوق طعمه مثل الكينوا، وتاريخيًا ، يُعد الفونيو أقدم الحبوب المزروعة في إفريقيا، وكان يعتبرها البعض طعامًا للرؤساء والملوك، في بلدان مثل السنغال وبوركينا فاسو ومالي ، يتم تقديم الفونيو في الأيام المقدسة ، مثل حفلات الزفاف وخلال شهر رمضان.

واليوم ، يتركز الاهتمام بشكل متزايد على الفونيو لمرونته وفوائده الصحية، ومع استمرار تغير المناخ ، جعلت مقاومة الفونيو للجفاف وقدرتها على النمو في التربة الفقيرة محصولًا متميزًا في المناطق التي تعاني من ندرة المياه، كما أن لها قيمة غذائية مهمة كحبوب منخفضة نسبة السكر في الدم وخالية من الجلوتين مما يجعله مصدر جيد للأحماض الأمينية لمرضى السكر أو من يعانون من حساسية الجلوتين.

اللوبيا: نبات صالح للأكل

في الأربعينيات من القرن الماضي، تمت زراعة أكثر من 5 ملايين فدان من اللوبيا في الولايات المتحدة حيث كانت في البداية تبن لإطعام الماشية، ولكن قبل وقت طويل من وصول اللوبيا - وتسمى أيضًا البازلاء الجنوبية أو البازلاء ذات العيون السوداء - إلى الأمريكتين ، تمت زراعتها للاستهلاك البشري في غرب إفريقيا، على الرغم من انخفاض إنتاج اللوبيا في الولايات المتحدة في العقود الأخيرة ، إلا أن هذا المحصول مهم للغاية في معظم أنحاء إفريقيا. وتعد نيجيريا أكبر منتج لللوبيا في العالم.

ووفقًا للعلماء فإن اللوبيا مصدر جيد للبروتين، ونظرًا لأنها تتحمل الجفاف بدرجة عالية ، فهي أيضًا مرشح جيد للغذاء مع تغير المناخ. 

القلقاس: تكييف المحاصيل الاستوائية مع المناخات الباردة

في المناطق الاستوائية في جنوب شرق آسيا وبولينيزيا، يُزرع القلقاس منذ فترة طويلة كخضروات جذرية، على عكس البطاطس، ولكن نظرًا لأن درجات الحرارة المرتفعة تهدد زراعة المحصول في بيئته الطبيعية، يحاول المزارعون في الولايات المتحدة القارية تكييف النباتات الاستوائية المعمرة لتنمو سنويًا معتدلًا، لأنها لا تستطيع تحمل برد الشتاء في الولايات المتحدة.

يقول سميث: "نريد إدخال القلقاس لأننا نعتقد حقًا أن ذلك سيعطينا نظامًا غذائيًا أكثر أمانًا".

ومثل الفونيو والقطيفة واللوبيا ، القلقاس ليس محصولًا جديدًا - فهو مجرد جديد على نظام الغذاء في الولايات المتحدة. 

كيرنز: المحصول ولد لأزمة المناخ

في حين أن العديد من المحاصيل البديلة هي مجرد نباتات نمت في مكان آخر في العالم منذ أجيال ، فقد تمت زراعة البعض الآخر خصيصًا لمقاومة تغير المناخ.

ففي الثمانينيات، حدد الباحثون في معهد رودال في بنسلفانيا عشبًا شبيهًا بالقمح يسمى عشبة القمح المتوسطة “كيرنز” كمحصول حبوب معمر يمكن تطويره كبديل للحبوب السنوية مثل القمح، حيث كان الهدف هو تقليل الآثار البيئية لإنتاج الحبوب.

في عام 2019، قدم معهد لاند ومقره كانسا، وهو منظمة بحثية غير هادفة للربح تركز على الزراعة المستدامة، كيرنز، وهو محصول حبوب تم تطويره من عشبة القمح المتوسطة وتم تسجيله كعلامة تجارية لضمان معرفة المزارعين بأنهم قد اشتروا البذور من برنامج التربية الرسمي.