رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسية أم اقتصادية.. ما هى أهداف استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا؟

أردوغان وهرتسوغ
أردوغان وهرتسوغ

أعلنت إسرائيل وتركيا الأسبوع الماضي استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بصورة كاملة، وعودة السفراء إلى البلدين بعد أعوام طويلة من التوتر بين الدولتين، على أن تتم عودة السفراء في نهاية سبتمبر القادم حسب صحيفة هآرتس.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد في بيان: "إن إعادة العلاقات مع تركيا يُعدّ مكسبًا مهمًا للاستقرار الإقليمي، فضلًا عن كونه نبأً اقتصاديًا مهمًا جدًا لسكان إسرائيل". فيما أكد وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو النبأ، لكنه في الوقت عينه أشار إلى أن تركيا لن تتخلى عن القضية الفلسطينية، على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل.

 

عودة العلاقات

كانت العلاقات بين إسرائيل وتركيا قد شهدت تحولًا خلال الأشهر الأخيرة، بعد قيام رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ بزيارة إلى تركيا في مارس الماضي، في أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى تركيا منذ عام 2007. كما قام وزير الخارجية التركي بزيارة إلى القدس في نهاية مايو الماضي في إطار تحسين العلاقات الدبلوماسية.

قبل الزيارات التمهيدية، كانت هناك عدة مواقف أسهمت في تسريع عودة العلاقات، أهمها التعاون الوثيق بين الاستخبارات الإسرائيلية في قضية محاولات تنفيذ عمليات إيرانية ضد إسرائيليين، ومن قبلها التقاء المصالح بين تركيا وإسرائيل في الحرب في ناغورنو كاراباخ، التي ساعدت فيها الدولتان أذربيجان في حربها ضد أرمينيا في نهاية 2020.

أهداف تركيا: اقتصادية

الهدف العام بالنسبة للجانبين الإسرائيلي والتركي، هو الدفع قدماً بالتطبيع وترميم العلاقات التي اهتزت قبل 12 سنة تقريبا، منذ حادثة سفين مرمرة التركية.

تركيا حاولت أن تضفي طابعاً سياسياً على المصالحة وحاولت ربطها بالقضية الفلسطينية، بينما يبدو أن الأهداف التركية من التقارب هي اقتصادية في أساسها، إذ أعرب أردوغان عن استعداده للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة ومشاريع أمن الطاقة، مع احتمال نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، عبر تركيا، في وقت تثير الحرب في أوكرانيا مخاوف بشأن الإمدادات، وهو ما تم وصفه بطموحات أردوغان في تحويل تركيا إلى مركز تسويق دولي للغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

خاصة بعد أن قامت واشنطن بتغيير موقفها من أنبوب الغاز بين إسرائيل وقبرص واليونان وبين أوروبا فإن الخيار الواقعي هو إقامة أنبوب بين إسرائيل وتركيا، والربط بواسطته أيضا بالغاز من مصر، وهو ما يمن تحويل المنطقة إلى محطة الغاز الأهم التي يمكنها أن تطرح البديل عن الغاز الروسي.

بالنسبة لـ"أردوغان"، فهو متهتم على نحو خاص بعرض إنجازات اقتصادية على خلفية الاحتجاج والغضب في تركيا، استعدادًا للانتخابات التي ستجرى خلال العام المقبل.

 

أهداف إسرائيل: سياسية

إسرائيل من خلال تصريحاتها الرسمية للرئيس الإسرائيلي حاولت أن توضح أن الاستفادة من عودة العلاقات هي اقتصادية في أساسها، إذ قال "هرتسوغ "إن التجديد الكامل للعلاقات سيشجع علاقات اقتصادية أكبر وسياحة متبادلة وصداقة بين الشعبين الإسرائيلي والتركي، كما سينعكس ذلك في تجديد رحلات شركات الطيران الإسرائيلية إلى تركيا، وهو تصريح يشبه ما ذكره رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد.

لكن بالنسبة لإسرائيل، هناك مجموعة أسباب سياسية لا تقل أهمية عن المكاسب الاقتصادية، فقد تم الاتفاق بين تل أبيب وأنقرة أن تقوم الأخيرة بإبعاد نشطاء كبار لحماس عن أراضيها وأوضحت لقيادة الحركة بأنها لن تسمح على أراضيها بأي نشاطات سياسية، وبالأحرى عسكرية، وفي نفس الوقت عرضت تركيا خدماتها لإعمار قطاع غزة، ويمكن أن تنضم إلى الدول المانحة التي تحاول إسرائيل تجنيدها لتمويل المشاريع الاقتصادية في القطاع. 

وبالنسبة لإسرائيل فإن تركيا يمكنها أيضًا أن تقنع قطر على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومبرر ذلك سيكون الحاجة إلى مساعدة الفلسطينيين في القطاع.