لوحات شردي.. رسومات فنية تجسد ذكريات ترام الإسكندرية
عندما قررت أن تخطو نحو مستقبلها، لم تجد إلا الماضي لتستعيد منه ذكرياتها، لترسم بريشتها لوحات فنية مستوحاة من الحياة السكندرية ارتبطت بتفاصيل يومها ومسارها الدراسي.
معايشة حياتية لترام الإسكندرية بكل تفاصيله اليومية، كان هذا اختيار مريم شردي، فنانة سكندرية، لمشروع تخرجها الجامعي من كلية الفنون الجميلة قسم تصوير لدفعة عام 2022، لتجسدها في لوحات فنية رسمت ملامح وتفاصيل راكبي الترام وما يدور في خط سيرهم.
تقول شردي لـ"الدستور" إن الإسكندرية تمثل لها الأيام والتفاصيل التي قضتها في الترام منذ طفولتها، عندما كانت تأتي برفقة أسرتها إلى الإسكندرية من مدينتها دمنهور، فكانت تعشق المجىء إلى المدينة الساحلية فقط لأنها ستلتقي مع رفيق سيرها الترام في شوارع عروس البحر المتوسط.
10 لوحات فنية رُسِمَت بألوان الزيت وإكريليك في غضون 5 أشهر، عندما تنظر إلى كل منها ستستعيد بذاكرتك مشهد حقيقي حياتي لأحد راكبي ترام الإسكندرية، التقيت به من قبل سواء في الملامح الساكنة التي تنتظر محطة الوصول، أو في حديث ثنائي الأطراف بين راكبي الترام، أو حتى ضحكات ولعب الأطفال المرافقين لعائلاتهم.
ورغبت شردي، الفنانة السكندرية، في أن يكون هناك محاكاة حياتية لونتها فرشتها الفنية على لوحات، تستوحي من ملابسها، ملابس أبطال لوحاتها، لتوضح أن أحد اللوحات كانت تجسد فتاة تمسك بلوحة فنية بداخلها رسمة تحسدني وأنا أرسم اللوحة.
وتابعت أن ترام الإسكندرية، يرتبط بذكريات كثيرة لأهلها وأيضًا زوار المدينة في الانتقال من منطقة لأخرى، فخطواته البطيئة وسط شوارع الإسكندرية هي جولة سياحية لمن أراد أن يتعرف على عروس البحر المتوسط.
لوحات شردي السكندرية استطاعت أن تعبر عن مدلولها لتقول "أجد داخل ترام الإسكندرية مشاهد مختلفة دائمًا تظل محفورة في ذاكرتي، ورغم جمال وغرابة المشاهد لما تحتويه من ثقافات إنسانية مختلفة تظهر في جميع أشكال الحياة، من عناصر بشرية وطبيعة صامتة، إلا أنني اخترت أن أمزج بين كل ذلك في عمل واحد يعكس بعض من ذكرياتي الحالمة في الترام".
اللوحات السكندرية لشردي، لن تتوقف عند ترام الإسكندرية ولكنها ترغب في أن تجسد مشاهد لعروس البحر المتوسط في أعمالها الفنية، ولتحلم شردي، كما توصف بأن تكون هذه اللوحات هي أحد المعروضات في أكبر المراكز والمعارض الفنية لتبهر أعين زوارها ولتعشق الإسكندرية، كما عشقتها منذ طفولتها.
