رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد حسين هيكل.. صاحب أول رواية عربية وعضو كتابة دستور 1923

محمد حسين هيكل
محمد حسين هيكل

محمد حسين هيكل، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1888، شاعر وأديب ومؤرخ وكاتب سياسي، وهو صاحب أول رواية عربية، رواية “زينب”.

 

وكان محمد حسين هيكل، عضوا بمجمع ــ الخالدين ــ مجمع اللغة العربية ومن رجال السياسة البارزين في عشرينيات القرن المنصرم في مصر، حيث كان من أعضاء لجنة الثلاثين التي كلفت بصياغة دستور 1923 .

 

ولد محمد حسين هيكل في قرية كفر غنام بالمنصورة، تخرج من مدرسة الحقوق، وحصل علي درجة الدكتوراة في القانون من جامعة السروبون بفرنسا.

 

 وعقب عودته افتتح مكتبا للمحاماة في المنصورة. كما مارس العمل الصحفي فكتب في جريدة “الجريدة”، كما ترأس تحرير جريدة “السياسة اليومية”، بجانب تدريسه للحقوق في الجامعة المصرية.

 

كان محمد حسين هيكل، من أبرز الأعضاء في حزب الدستوريين المناوئ لسعد باشا زغلول شغل حقيبة وزارة المعارف لمرتين، كما ترأس مجلس الشيوخ المصري.

 

ومن أبرز مؤلفات محمد حسين هيكل: ثورة الأدب، الفاروق عمر، رواية “زينب”، والتي صدرها بعنوان فرعي: “مناظر وأخلاق ريفية” ولم يوقعها باسمه، إنما باسم مستعار “فلاح مصري”.

 

 إضافة إلي مؤلفات: حياة محمد، شرق وغرب، الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة، الصديق أبو بكر، الفاروق عمر، تراجم مصرية وغربية، في منزل الوحي وغيرها. 

 

ــ “زينب” الرواية التأسيسية في الأدب العربي

وفي دراستها المنشورة بمجلة العلوم الإنسانية، تذهب الباحثة “مفقودة صالح”، إلي أن معظم الدارسين للأدب العربي اعتبروا أن رواية “زينب”، للكاتب محمد حسين هيكل، هي الرواية التأسيسية في الأدب العربي الحديث، أو كما يقول "يحيي حقي": “إن مكانة قصة ”زينب" لا ترجع فحسب إلي أنها أول القصص في أدبنا الحديث، بل إنها لا تزال إلي اليوم أفضل القصص، في وصف الريف وصفا مستوعبا شاملا."

 

وتلفت صالح إلي أن رواية “زينب”، للكاتب محمد حسين هيكل، قد عدت رواية تأسيسية بسبب تخلصها من الأسلوب المقامي، وتحقيقها لبعض الخصائص الفنية للرواية، ووصفها الواقع المصري الصميم، عن طريق وصف حياة الفلاحين، يقول يحيي حقي: "لقد كان صدور هذه الرواية في طبعتها الأولي 1914 وربما 1912 اعتمادا علي المقال المنشور في مجلة البيان عام 1912، ولكن يحيي حقي يعتبر صدور رواية زينب لــ محمد حسين هيكل أول مرة في العام 1914 وهو ما يؤكده مؤلفها في المقدمة المنشورة في طبعة 1936.

 

ــ “مناظر وأخلاق ريفية” بقلم فلاح مصري

وتمضي الباحثة مفقودة صالح، مشيرة إلي أنه: وقد عنون محمد حسين هيكل روايته “زينب” بــ “مناظر وأخلاق ريفية” بقلم فلاح مصري، وأهدي العمل إلي مصر، وإلي أخته، أما زمن كتابة هذا العمل فكان بين عامي 1910 و 1911. 

 

وأول ملاحظة تسجل عدم تسمية الكاتب عمله بالقصة أو الرواية، وعم الاكتفاء بلفظة “زينب”، بل أتبعها بعبارة “مناظر وأخلاق ريفية”. والملاحظة الثانية أنه لم يوقعها باسمه بل وقعها بـ بقلم فلاح مصري فلماذا لجأ هيكل إلي هذه المداراة؟

 

تجيب الباحثة: أغلب الظن أن محمد حسين هيكل لم يكن ينتظر أن تحقق روايته الشهرة التي حققتها، وذلك النصر الذي أحرزته، خاصة وأن المراحل التي طبع فيها هذا العمل كانت الرواية تكتب للتسلية والترفيه، وإذا ما أضفنا إلي ذلك أن رواية “زينب” تتناول موضوع الحب، علمنا أن ذلك مبرر كاف لعدم نسبتها إليه بصورة صريحة، وهو الرجل المحامي المشغول بالإصلاح الاجتماعي والسياسي، والباحث في هذا المجال.

يقول يحيي حقي: “كانت القصة في وقته مسخرة للترويح عن النفس مقتصرة علي التسلية، فأنف أن يأخذ الناس قصته هذه بهذا الحمل الوضيع ويغيب عليهم الغرض الأول، وهو تقديم دراسة جادة لحياة المجتمع الريفي بصفة خاصة مع الإشادة بجماله.”