كتاب «نظام التفاهة» يرصد بداية الأدب الشائع فى العالم العربى
كشف كتاب “نظام التفاهة” للكاتب آلان دونو عن تصنيف الأدب ما بين أدب رفيع وأدب شائع، وظهر الأخير في نهاية القرن الماضي وهو يرتبط بالظهور الاقتصادي للطبقة الوسطى وبزوغها كواقع اجتماعي جديد ومستمر إلى زمننا الحاضر.
ولفت الكتاب إلى أن بدايات الأدب الشائع في العالم العربي جاءت من خلال الترجمات والمسلسلات والروايات التاريخية، مثل روايات جورجي زيدان وقصص محمود كامل المحامي وعبدالحليم عبد الله ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس، وغريهم من كتاب مكثرين ذوى إنتاج غزير، لأنه يخلو من الصعوبة والتحديات.
وأوضح الكتاب أن لهذا الأدب مفاهيم عامة مطلقة، هو يقصد بالنهاية إلى إشباع مشاعر القراء ومخاطبة وجدانهم لكل ذلك، فهو يتسم عموما بالبساطة والمباشرة والنمطية والتكرر، أما فنيا فهو يرد على شكل حلقات متتابعة تتضمن جملة من الواقف والعواطف التي هي أقرب ما تكون إلى القوالب الجاهزة المألوفة والمريحة التي لا تتلب عظيم جهد للفهم والمتابعة، لكل ذلك، فإن النقد عادة مايشيح بوجهة عن مثل هذه التابات فلا يحملها على محمل الجد، ولذلك فالمتابات النقدية عنها إن وجدت قليلة.
وأكد الكتاب أن ذلك ينعكس على قوائم الكتب الأكثر مبيعا التي هي في الغالب أقلها قيمة فكرية، وأن كثيرا ما أعطى هذه الكتب فرصة، ولكن قليلا ما تخيب التوقعات بشأنها.
وتابع الكتاب: "في الحقيقة، تبد لي الفلسفة القيمة للكتب المعروضة للبيع في المكتبات وكأنها تعتمد هندسة المحور: محور المكتبة هو "رف الكتب الأكثر مبيعا “ وقطرها مصمم بحيث إننا كلما كنا بقرب محور القطر أو مركزه كنا في منطقة الكتب ذات القيم الفكرية للكتب المعروضة”.
