رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقتل 6 فى شمال شرق أوكرانيا قبيل لقاء يجمع زيلينسكى وغوتيريش وأردوغان

أوكرانيا
أوكرانيا

واصلت القوات الروسية، صباح اليوم الخميس، عمليات القصف في شمال شرق أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وذلك قبل ساعات قليلة من لقاء يجمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في لفيف في غرب أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن القادة الثلاثة سيناقشون الاتفاق الأخير بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية وكذلك "الحاجة إلى حل سياسي لهذا النزاع". 

وأضاف: "ليس لدي شك في أن قضية محطة الطاقة النووية (زابوريجيا) وغيرها ستناقش أيضا".

وصباحًا، أعلن الجيش الروسي عن أنه لا ينشر "أسلحة ثقيلة" في هذه المحطة الواقعة في جنوب أوكرانيا وهي الأكبر في أوروبا. وقد أثارت حالة انعدام اليقين بشأنها مخاوف من وقوع كارثة نووية كبرى في أوروبا. وتسيطر القوات الروسية منذ مطلع مارس على المحطة التي تتعرض منذ أواخر يوليو لعمليات قصف تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشنّها.

من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني بعد الظهر، عبر «تليجرام»، أنه "ينبغي على الأمم المتحدة إذن أن تضمن سلامة هذا الموقع الاستراتيجي ونزع السلاح منه وتحريره الكامل من القوات الروسية". وندّد بـ"الرعب المتعمّد" الذي تسببه روسيا والذي "قد تكون له تداعيات كارثية كبرى على العالم بأسره".

واعتبر زيلينسكي أن زيارة نظيره التركي "رسالة دعم قوية" لبلاده.

في هذه الأثناء، تتواصل المعارك في خاركيف (شمال شرق) ثاني مدينة في أوكرانيا، حيث اتهم الأوكرانيون، الروس بقصف أحياء سكنية ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص الخميس، بعد سقوط 13 ضحية ليلًا وعشرات الجرحى في الإجمال.

وقال رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف إن "الليلة الماضية وهذا الصباح شكلا اللحظات الأكثر مأساوية في خاركيف منذ اندلاع الحرب"، مشيرًا إلى أن يوم الجمعة سيكون يوم حداد تكريمًا للضحايا.

وتقع مدينة خاركيف على بعد حوالى أربعين كيلومترا من الحدود الروسية وتتعرض للقصف بشكل مستمر من قبل الجيش الروسي الذي لم ينجح في الاستيلاء عليها، وقتل مئات المدنيين في هذه المنطقة، حسب السلطات.

جنوبًا، قُتل شخص وأُصيب اثنان آخران ونُقلا إلى المستشفى جراء ضربة استهدفت ميكولايف، وفق ما أعلن رئيس بلديتها أولكسندر سينكيفيتش.

على الصعيد الدبلوماسي، وصل غوتيريش، الأربعاء، إلى أوكرانيا، وفق ما أفاد زيلينكسي مساء. وقال الأخير في بيانه المسائي: "سنعمل معًا لتحقيق النتائج الضرورية لأوكرانيا". ويسعى زيلينسكي للحصول على مساعدات مالية ومادية لبلده ويدعو أيضا إلى تشديد العقوبات على موسكو.

يأتي لقاء زيلينسكي- أردوغان- غوتيريش على خلفية تكثيف المفاوضات للسماح باستئناف تصدير الحبوب من أوكرانيا، إحدى أكبر الدول المنتجة والمصدرة في العالم.

وعلى مدى أشهر، كانت الحبوب الأوكرانية عالقة جراء الغزو الروسي، ما أثار الخشية من حصول أزمة غذاء عالمية.
في يوليو، سمح اتفاق وقعته روسيا وأوكرانيا برعاية الأمم المتحدة وتركيا، باستئناف عمليات التصدير.
ومطلع أغسطس، زار أردوغان، الذي يطرح نفسه وسيطا في هذا الملف، روسيا لبحث هذه المسألة مع الرئيس فلاديمير بوتين.
لكن أول سفينة إنسانية استأجرتها الأمم المتحدة محملة بـ23 ألف طن من القمح، لم تغادر أوكرانيا سوى الثلاثاء متوجهة إلى إثيوبيا.
وأبحرت الخميس سفينة تجارية محمّلة بالحبوب من أوكرانيا هي السفينة الخامسة والعشرون التي تغادر أوكرانيا منذ توقيع الاتفاق، وفق ما أعلنت السلطات المرفئية الأوكرانية.
وقالت إنه مذاك عبر في المجمل "أكثر من 600 ألف طنّ من المنتجات الزراعية الأوكرانية... ممر الحبوب"، انطلاقًا من أوديسا وبيفديني وتشورنومورسك.

ومن المقرر أن يتوجه غوتيريش الجمعة إلى أوديسا قبل أن يسافر إلى تركيا لزيارة مركز التنسيق المشترك المسئول عن الإشراف على تطبيق الاتفاق.

وفي الجنوب، ما زال الوضع متوترًا حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وأكد الجيش الروسي الخميس أنه لم ينشر "أسلحة ثقيلة سواء على أراضي المحطة أو في المناطق المحيطة بها. هناك وحدات حراسة فقط".
ومنذ أسابيع تتهم أوكرانيا، موسكو بتخزين أسلحة ثقيلة في المحطة وباستخدامها كقاعدة لشنّ ضربات على مواقع أوكرانية، الأمر الذي تنفيه موسكو.
وفي المقابل، تتهم موسكوو القوات الأوكرانية بأنها تشنّ عمليات قصف على المحطة بهدف اتهامها فيما بعد بالتسبب بكارثة نووية، وتقول إن "القوات المسلحة الروسية تأخذ كافة التدابير اللازمة لضمان سلامة" المحطة.
ولضمان سلامة الموقع والسماح بإرسال بعثة تفتيش، دعا غوتيريش والولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح حول المحطة وهو ما تطالب به أوكرانيا منذ وقت طويل.
من جهته، صرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، الاربعاء، بأنه "من الضروري السماح بعملية تفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتوصل إلى انسحاب كل القوات الروسية".
وأعلنت روسيا أنها نشرت، الخميس، طائرات مزودة بصواريخ فرط صوتية في كالينينغراد، الجيب الروسي الواقع على ساحل البلطيق والمحاط بدول أعضاء في الناتو، وذلك على خلفية النزاع في أوكرانيا.