رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا نيقولا أنطونيو: النباتات وثمارها مدارس لمعرفة الله

الأنبا نيقولا أنطونيو
الأنبا نيقولا أنطونيو

قال الأنبا نيقولا أنطونيو، متحدث كنيسة الروم الأرثوذكس في مصر: «بحسب القديس باسيليوس الكبير، ما من شيء بلا هدف وجيه، لا شيء يأتي من الصدفة، في كل شيء بعض الحكمة السرية وغير المعلنة».

ـ النباتات وثمارها مدارس لمعرفة الله

وأضاف في تصريح له: «بالتالي، في ما يتعلق بالنباتات وثمارها، وبغض النظر عن أهميتها البيئية كمنتجات للأنظمة البيئية، فهي أيضًا مدارس للكائنات العقلية ومدارس لمعرفة الله، التي تُدرب الفكر وتقوده من المرئي والملموس إلى التأمل في الأشياء غير المرئية».

وتابع: «تُشكل النباتات عنصرًا هامًا في عبادة الكنيسة الأرثوذكسية، في خدمة الخبزات الخمس تُبارَك الحبوب والخمر والزيت، بالإضافة إلى ذلك، وبحسب الممارسة الليتورجية، يتم تقديم ثمار الأرض كالعنب والتين وتُبارَك عندما تنضج مع الشكر لله، وبذلك في الواقع وبشكل عام، فإن كل عمل ومهمة مرتبط بالأرض وزراعتها يكون مصحوبًا إما بالشكر للخالق أو بالطلبات لأن تؤدي الحراثة والحصاد إلى وفرة من الثمار الصالحة».

وأردف: «نحن كبشر تسلمنا العالم مبارَكًا ومقدسًا من يد الله، وكان هناك تناغم وتعاون بيننا وبين بيئتنا، غير أن سقوط الإنسان جلب الفساد للخليقة لأنها تبعت الطريق نفسه الذي سلكه، فبعد عصيان وتغرب الإنسان عن الله بدأ باستغلال الخليقة وإساءة استعمالها، ثارت الطبيعة عدة مرات ضده وقاومته، وكانت النتيجة أنها بدلاً من السلوك بشكل بناء وإيجابي نحوه، أنها في الغالب ما صارت سلبية وهدامة، إذاك شعر الإنسان بأنها تهدده. إن التشوه في علاقة الإنسان مع الله جلب له الخراب في علاقاته مع الطبيعة خليقة الله».

واختتم: «مع ذلك، كمسيحيين علينا أن لا ننظر إلى الطبيعة كفاقدة التقديس بل علينا أن نراها كهبة من الله، بأن نأخذ عناصر من العالم المادي ونقدمها لله، بالنتيجة، تستجيب الخليقة بالتمجيد والشكر المقدم لله، فالكنيسة تستمر في مباركة العالم وباكورة أثماره، هذه المباركة للأثمار تشدد على أن الخليقة تُقدم المديح والامتنان للخالق، فنحن نجلب الخبز والخمر إلى الكنيسة، عناصر ممثِّلة للعالم المادي لشكر لله، ومن بعد تقديسها في القداس الإلهي يُعاد تقديمها إلينا كجسد ودم المسيح، بهذه الطريقة نحن نتذوق مُسبقًا العالم كما سوف يتجلى في المسيح في آخر الزمن».