رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المخرج حسين كمال مكتشف عادل إمام: «إنت كوميديان بالسليقة»

حسين كمال
حسين كمال

المخرج حسين كمال، مخرج الروائع والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1934، قدم للشاشة العربية والمصرية السينمائية العشرات من الأفلام التي ستظل علامة مضيئة من علامات السينما المصرية.

ومن أشهر ما قدم المخرج حسين كمال، خلال مسيرته الفنية السينمائية أفلام: إمبراطورية ميم، ثرثرة فوق النيل، البوسطجي، دمي ودموعي وابتساماتي، أنف وثلاث عيون، شىء من الخوف، المستحيل، علي ورق سوليفان، نحن لا نزرع الشوك، الحب تحت المطر وغيرها.

وبحسب الروائي خيري شلبي عن حسين كمال: أنه دخل حقل الإخراج السينمائي في وقت يمكن تسميته بـ"عصر الحيتان". الحقل كان حافلا بالعمالقة الأفذاذ لكل منهم تاريخه وأسلوبه وقاعدته العريضة من الجمهور. كما أن الجمهور نفسه كان يحسب ضمن الحيتان، بل هو الحوت الأكبر، بمعني أن ذائقته الفنية السينمائية كانت عالية، وكان باستطاعته إسقاط وإنجاح الأفلام، بل لم يكن يرحم أي فيلم دون المستوي، وليست ببعيدة صيحاته الشهيرة لدي أي فيلم لا يعجبه "سيما أونطة هاتوا فلوسنا".

ــ حسين كمال وجيل الدفعة الأولى بمعهد السينما

ويضيف "شلبي": من ناحية السن ينتمي حسين كمال إلى جيل أشرف فهمي ورفاقه من خريجي الدفعة الأولى بمعهد السينما. ولكن تجربته تضعه بين الكبار دون مساومة. 

ومن مميزات تجربة حسين كمال السينمائية الفنية أنه انتبه إلى أهمية الاعتماد على نصوص أدبية. ولعل رائده في ذلك صلاح أبو سيف الذي كان من أوائل الذين اقتنعوا بضرورة التحام السينما بالأدب باعتبارهما وجهان لعملة واحدة.

وعن أفلامه السينمائية المأخوذة عن نصوص أدبية، يلفت "شلبي" إلى أنه: لـ  حسين كمال حوالي 26 فيلما سينمائيا، إنما أحبه لشدة حساسية عينه اللاقطة، لقدرته الكبيرة علي استنطاق الكاميرا وتحريكها وبث الشعور في أوصالها حتى لتتحول الكاميرا في يديه إلى كائن إنساني يشعر ويغضب ويفرح ويمرح ويتخابث ويتشاقى، إلى آخر ما يتمتع به الكائن الإنساني من قدرات وخبرات.

ــ حسين كمال مخرج يجيد توزيع الأدوار

ويتابع خيري شلبي في مقاله المنشور بمجلة نصف الدنيا عن المخرج حسين كمال: حسين كمال من المخرجين القلائل، الذين يجيدون توزيع الأدوار. تلك فضيلة إن توافرت في مخرج أثبتت أنه يتابع جيدا، ويلاحق أجيال الممثلين ليقف على قدراتهم، يدرس إمكانياتهم الذاتية. كما أن وضع الممثل في الدور المناسب يؤكد أن المخرج درس شخصيات العمل دراسة دقيقة، من الداخل والخارج. فلنأخذ علي سبيل المثال فيلم "شىء من الخوف"، المأخوذ عن قصة للأديب ثروت أباظة، سيناريو وحوار وأشعار عبد الرحمن الأبنودي.

ويوضح "شلبي": ربما كان  كان هذا الفيلم- شىء من الخوف- من أشهر أفلام حسين كمال، فقد أثار زوبعة كبيرة قبل عرضه، اعترضت عليه الرقابة بذريعة أن شخصية "عتريس" ترمز لشخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وقد شاهد عبد الناصر الفيلم وأمر بعرضه قائلا قولته الشهيرة: "لو كنت مثل عتريس هذا لكان من حقهم أن يثوروا علي" أو كما قيل. المهم أننا حين ننظر في هذا الفيلم الآن يتأكد لنا استحالة أن يلعب ممثل غير "محمود مرسي" دور "عتريس"، أو ممثلة أخري غير "شادية" دور "فؤادة". كذلك بقية أبطال الفيلم، كل ممثل موضوع في مكانه الذي لا يمكن زحزحته عنه بأي حال من الأحوال.

ــ حسين كمال مكتشف عادل إمام

ويشدد "شلبي" على أنه: لعل الكثيرين لا يعرفون أن حسين كمال هو الذي اكتشف الكوميديان عادل إمام، ولا أقول الممثل عادل إمام. ذلك أن عادل إمام في بداية التحاقه بفرق التليفزيون المسرحية كان مقتنعا بأنه موهوب في التراجيدي، وكان يركز اهتمامه في هذا الاتجاه، إلا أن التقاه حسين كمال على ترابيزة إحدى البروفات فقال له: "أنت كوميديان بالسليقة، ولابد أن تتجه للتمثيل الكوميدي" وقد عمل عادل إمام بتلك النصيحة فأصبح نجم مصر الأول.