رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في رواية «بورسعيد68» لكمال رحيم.. نوستالجيا العشق وقت الحروب

غلاف رواية  بورسعيد
غلاف رواية " بورسعيد 68 للكاتب كمال رحيم

يغوص الكاتب والروائي  كمال رحيم، في ثنايا كلا من التاريخ والجغرافيا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، متناولًا في روايته الأخيرة مدينة بورسعيد الباسلة بعنوان “ بورسعيد 68" والصادرة عن دار العين للنشر.

الرواية تدور عن عالم مواز وقت الحرب والخروج والتشتت فيما بين عامي  “1967- 1968” ومن خلال سرد ما حدث وعاشه وقت العدوان الثلاثي، ليتناول في روايته علاقات متعددة، حيث يقابل ويتعرف على الضباط في قسم العرب وأحياء بورفؤاد والأفرنج وقت أن كانت المدينة تقف بكل فئاتها لمواجهة سطوة العنف والحرب.

ومن تأملات الكاتب عن الحب والعشق لحسناء أو " غادة حسناء" وهي الطرف أو الرمز الأيقوني، الأنثوي القابل للتطويع فيما يخص صبغة الكاتب الباحث عن منافذ بل ومناطق أكثر فتونا، تهتم بالأنثى ودلالها وشكل ملابسها في زمنا كانت فيه المدينة الكوزمو بوليتانية، وتستقبل كل ما هو جديد عبر البحر والبر حتى فيما يخص تلك الصفات المتفردة التى تميز أهل مدينة بورسعيد وكذلك الأماكن الترفيهية التي مثلت علامات للتحضر، بل تفوقاً اجتماعيا حضاريًا عن الآخر الغربي وتحديدا المتوسطي، لنري محلات " جيانولا" الشهيرة كمكان لبيع الحلويات الغربية والشرقية والذي سبق وأن جلس به العشرات من رموز الفن والأدب ونجومها وكثيرا من السياسيين وهذا ماحدث في الواقع بداية من عشرينيات القرن المنصرم.

الكاتب الروائي كمال رحيم

الكاتب والقاص كمال رحيم يدشن عالمه الروائي عن "بورسعيد" كمحب وعاشق ولهان فتنتة الميناء المنفتح على العالم ولما لا وقد صار الراوي يتأمل فتنة "غادة حسناء" ولنتأمل تلك الرمزية القابلة للتأويل المتعدد في روايته الأحدث يكتب " رحيم" بحبر القلب ووطأة الزمن، تيمة فريدة تجمع بين الحسي المتمثل بولع في مراقبة الجمال الأنثوي برهافة وتروى وهذا برغم ما وراء الكتابة من مدن أخرى زارها الكاتب، أو موانئ أخرى لم يكن لها نفس سطوة بورسعيد مثل، بيروت ومارسيليا.

صورة قبة قناة السويس “ بورسعيد”

ونرى الكثير من الخطوط الموازية في السرد المنفتح على الكثير من الدلالات، فهناك في رحايا السرد تتشابك وتتعاظم رؤى الحرب مع السلام والحياة مع الموت، والعصف مع القبوع للمزيد من التأمل لتلك الأحداث وكأن الكاتب يحتفي بعرسه قبل عروسة مشتهاة تظهر وتحتجب في سرد بايغ وسيال يحمل الكثير من البلاغة وعمق الرؤية مع البساطة في مراوغات سارد جسور يكتب بعشق عن مدينة " بورسعيد" التى كانت ولم تزل تحيا بنفس التناقضات من حب وحرب وعشق لكل الغرباء ووافدين، ليقدم الكاتب أهم صور الواقع الطافح بالحلم عن بشر ومدينة هي الأحدث، بل الإسنثناء في النشأة والتطور والمدنية ليتماهى القارئ في شبه توحد، مع تلك اللهجات والوجوه الغربية والشرقية في بنية إنسانية تتجلى بقيم كبرى من العشق لمسيرة الإنسان فوق أرض البواسل.