رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شحاتة العريان: طعن الكاتب سلمان رشدى هدفه نشر الخوف وتكبيل التفكير

شحاتة العريان
شحاتة العريان

قال الكاتب شحاتة العريان إن الكثير من المسلمين يحيون للأسف تحت طائلة الفقر والجهل وقلة التعليم وشيوع نسخة ماضوية من الإسلام تظن أن التماهي مع الماضي قد يعيده، وهي فكرة غير عقلانية بالأساس، حتى أن بعض النصوص الدينية ذاتها تنقضها فيدعو النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين أن يترفقوا في تربية صغارهم فقد (خُلقوا لزمان غير زمانكم) .

وأوضح “العريان”، في تصريحات خاصة لــ “الدستور”، تعليقا على طعن الكاتب سلمان رشدي: أما تلك النسخة الماضوية فتقتضي من متبعها تسليما مطلقا بمقدمات لا نقض لها كالحاكمية لله مثلا، وبهذا الإطلاق تأول الحاكمية للفقيه الذي يتأول كلام الله وهو الأعلم بحديث نبيه، فليست الجماعة من تصيغ قوانينها وأحكمها بل يستخرجها الفقهاء من بطون الكتب. 

ولكون الواقع تغير ويتغير وبطون تلك الكتب خاوية من إجابات عن الأسئلته المعاصرة الكبرى حول الحداثة والمدنية والعلم، وتعارض إجاباتها التقليدية كثيرا مما صار نهجا إنسانيا عاما كحقوق الإنسان والمرأة والطفل وحريات البحث العلمي والإبداع الفكري، بل والحريات ذاتها بوصفها شططا لا مبرر له. 

ومازالت معاهدنا الدينية تدرس ضمن مناهجها مسائل وأحكام الرق والجواري والعبيد والإماء والغلمان وجواز أكل الأسير أو الزوجة ونكاح الوداع ورضاع الكبير وزواج الصغير، يدرسونها ضمن المنهج المعتاد كأحكام وشرائع وليس بوصفها (تاريخ فقه) بل هو فقه واقعي ينبغي تطبيقه، وبما يخالف هذا ميثاق الأمم المتحدة الذي يجرم (الرق) كليا مثلا. 

وأضاف “العريان”: هؤلاء الأولاد الذين يتعلمون هذا الكلام ويعلمونه فيما بعد سيكون أمر الدنيا والدين عندهم للفقيه وأمره لديهم مقدم على أمر القاضي أو القانون. فلو أفتى بإهدار دم كاتب لأنه هاجمه فتصيد من عمله ما يفتي به أنه أهان النبي !! فيما أن ما هو متهم بقوله منقول من نفس بطون الكتب التي يستخرجون أحكامهم منها ؟!! سيتبرع واحد من هؤلاء التلاميذ للتنفيذ .لا يحتاج قراءة ما كتبه الكاتب فالفقيه قرأ وحكم وحكمه الحق وسيقتل (هذا الكافر) ويموت في سبيل إعلاء كلمة الحق.

ولفت “العريان” إلى: هكذا فكر بالتأكيد من طعن نجيب محفوظ، وفي حالة سلمان رشدي يبدو أن المجرم أعد كقذيفة بشرية من قبل حزب الله فهو لبناني شيعي بحسب ما ورد للآن من معلومات قليلة ستتضح أكثر لاحقا .

لا يمكن أن يكون هدف مثل تلك الأعمال منع انتشار المادة محل المشكلة، فلو أن بها إهانة بالفعل وإنني متدين أخشى على رموزي الدينية سأتجاهلها، بل إن الله سبحانه وتعالى يقول: ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم) 140 النساء - فقط (لا تقعدوا معهم) حتى يتغير موضوع الكلام. لئلا يحسبونكم تؤيدون كلامهم أو أنكم منهم أو مثلهم .ولما يتكلموا في موضوع تاني ممكن تقعدوا معاهم !! 

يعني مفيش أقتلوهم ولا أضربوهم ولا أمنعوهم، فقط أمشوا بعيد عنهم لغاية ما يتغير الكلام وخلاص، وهذا أمر إلهي. أولئك عباد شياطينهم من الإنس يأمرونهم بالكرهية والعنف والقتل واستباحة الدماء فيطيعون مكبرين مهللين كأشرار لا دين ولا ضمير لديهم .

 الهدف نشر الخوف وتكبيل التفكير وعرقلة التقدم، وعلينا أن نواجه الغباء بذكاء وما أمامنا غباء وبلادة الجهل. فهم بتلك الأفعال الهمجية يصنعون دعاية مفرطة لما يريدون اخفاءه أو منعه. وكلما تصرفوا بتلك الهمجية والعدوانية تجاه أمر من الأمور انتشر وعلم به القاصي والداني من سكان كوكب الارض. وكل الأشياء المستفزين ضدها قاموا باشاعتها بين الناس، فالشجاعة في مواجهة ذلك الإرهاب واجبة ونشر ما يريدون طمسه هو الرد الأبلغ عليهم.