رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد جفاف بحيرة «فطناس».. أزمة بيئية جديدة فى واحة سيوة (صور)

سيوة
سيوة

بعد جفاف بحيرة «فطناس» التي تعتبر مزارا سياحيا وعالميا؛ شهدت مدينة سيوة أزمة بيئية جديدة، ما تسبب في حالة من الاستياء بين عددٍ من أهالي منطقتي «تن تاكل» و«المراقي»،  بسبب ارتفاع منسوب مياة الصرف الزراعي وغرق بعض المزارع وأشجار النخيل والزيتون، وذلك عقب نقل المياة لبحيرة سيوة.

IMG-20220813-WA0016

وأجرى «الدستور» زيارة  لمدينة سيوة  التي تبعد عن مدينة مرسى مطروح بحوالي ٣٠٠ كيلو، وأجرت لقاءات مع عدد من المواطنين، لمعرفة تفاصيل الأزمة.

IMG-20220813-WA0017

قال حمزة محمد، أحد أبناء مدينة سيوة خلال حديثه لـ«الدستور»، إنه تم تجفيف بحيرة فطناس بغرض تقليل منسوب ارتفاع مياه الصرف الزراعي، وذلك أدى إلى نفوق الأسماك، وأصبحت رائحة البحيرة كريهة بعدما كانت مزارًا سياحيًا عالميًا.

IMG-20220813-WA0018

وأضاف أنه عقب تجفيف بحيرة فطناس وتحويل المياه إلى بحيرة سيوة لإنقاذ منطقة «وفلة» من ارتفاع منسوب المياه  تضررت منطقة «تن تاكل والمراقي»، وغرقت أشجار النخيل والزيتون.

IMG-20220813-WA0015

وتابع أحمد محمد عيسى، أحد أبناء سيوة، إن جزيرة فطناس تعتبر مصدر رزق لعدد من الأهالي، وبعد تجفيفها أصبحت بلا روح، وبعد نقل مياه الصرف الزراعي من بحيرة فطناس إلى بحيرة سيوة غرقت أشجار النخيل والزيتون.

IMG-20220813-WA0013

من جانبه، أكد الشيخ عمر راجح أحد مشايخ مدينة سيوة خلال حديثه لـ«الدستور»، أن مدينة سيوة تعاني منذ عام 1996 من مشكلة الصرف الزراعي، وتدخل الرئيس السيسي لحلها وكلف الهيئة الهندسية بشق قناة، حيث تم إجراء دراسة من عدد من الجامعات ليتم نقل المياه من الواحة إلى منخفض شرق سيوة، والذي يطلق عليه «عين الجمبي» بطول 65 كيلو مترًا.

IMG-20220813-WA0012

وأشار إلى أنه تمت مطالبة وزارة الري بالعمل في محطات الرفع بالجسور بالكهرباء بدلًا من الديزل، وبالفعل تم العمل ولكن بطاقة أعلى وسحبت المضخات مياه البحيرة  سحبًا جائرًا؛ مما تسبب في جفاف بحيرة  فطناس، موضحًا أن بحيرة فطناس تبلغ مساحتها 20 فدانًا، وهي عبارة عن رشح من بعض المزارع القريبة من البحيرة، وهي مياة طبيعية تعيش فيها الأسماك، كما أنها مزار سياحي عالمي.

IMG-20220813-WA0011

وتابع: «لا بد من التوازن  بين السياحة وحل مشكلة الصرف الزراعي والحفاظ على الشكل الجمالي الذي يجذب السياح لواحة سيوة»، موضحًا أن الهدف من توقيع بروتوكول حل مشكلة الصرف الزراعي هو تجفيف المصارف العامة بعيدًا عن البحيرات التي تعتبر منطقة جذب سياحي لمدينة سيوة،  مرددًا: «ضروري أن تراعي وزارة الري أن لهذا الأمر بعدًا بيئيًا وبعدًا سياحيًا، ويجب أن نحافظ عليه ونحفاظ على بحيرة فطناس؛ لأنها لا تسبب أي ضرر، بل هي منطقة جذب سياحي».

IMG-20220813-WA0010

وكان قد أصدر المتحدث الرسمي لوزارة الري والموارد المائية، بيانًا أوضح فيه أنه بالإشارة لما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن انخفاض مناسيب المياه فى بحيرة فطناس بواحة سيوة، فتقوم وزارة الموارد المائية والري حاليًا بتنفيذ العديد من الإجراءات لتطوير منظومة الري والصرف بواحة سيوة، والتي تهدف لوضع حلول جذرية لمشكلة زيادة الملوحة بمياه «خزان الحجر الجيري المتشقق» نتيجة الحفر العشوائي للآبار، حيث يعتبر هذا الخزان هو الخزان الرئيسي لإنتاج مياه الري بالواحة، وأيضًا لحل مشكلة زيادة كميات مياه الصرف الزراعي والتي أدت لارتفاع منسوب المياه الأرضية بالأراضي الزراعية بالواحة، وهو الأمر الذي أثر سلبًا على هذه الأراضي، وهي مشكلات قائمة منذ ٣٠ عامًا.  

IMG-20220813-WA0009

 

IMG-20220813-WA0009

وأضاف أن  الوزارة بدأت في تنفيذ خطة لتنمية الواحة وتطوير ما بها من جسور للبرك وآبار وعيون طبيعية للحفاظ على الإنتاج الزراعى بالواحة، حيث يتم حفر آبار عميقة لإنتاج المياه العذبة من خزان الحجر الرملي النوبي للخلط مع مياه الآبار السطحية وإغلاق العديد من الآبار الجوفية، والتي كانت تسحب المياه من الخزان الجوفي السطحي بشكل جائر، وقد أدى هذا الإجراء لانخفاض مناسيب المياه بالبرك والمصارف، ومنها منطقة «فطناس» ومحيط منطقة «تحزرتي»، لا سيما خلال الفترة الحالية من العام والتي تصل فيها درجة البخر للذروة، وهو الأمر الذي انعكس إيجابيًا على الأراضي المتاخمة لبركة سيوة والتي تضررت سابقًا وتدهورت إنتاجية المحاصيل فيها (النخيل والزيتون)؛ بسبب ارتفاع مناسيب المياه الأرضية.

IMG-20220813-WA0008