رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طاقة نور.. مصري ينقذ العالم من الحرائق.. ما قصة «الروبوت إيكو»؟

المهندس محمود الكومي
المهندس محمود الكومي

فيضانات، زلازل، براكين، وحرائق تلتهم حياة الإنسان والحيوان، هذه ليست مشاهد في أفلام سينمائية، وإنما هي حالة واقعية تعاصرها دول العالم الآن، والتي أصبحت تهدد الحياة على كوكب الأرض.

عام 1952 وقع حريق القاهرة، الذي حبس أنفاس العالم أجمع وليس مصر فقط، ووقف الجميع مكتوفي الأيدي يشاهد الحدث الذي التهم الذكريات والروحانيات، قبل أن يلتهم المحال التجارية والمعالم التاريخية، وغيرها من المنازل والبيوت ذات القيمة الأثرية الكبرى.

واليوم، يشهد العالم حالة من الخوف والذعر أمام أخبار اندلاع الحرائق في مختلف الدول حول العالم والتي تتسع وتزداد يومًا بعد يوم.

وها نحن الآن نبحث عن طوق النجاة، هل هناك أحد ينقذنا من الحرائق التي تشتعل بشكل يومي سواءً بفعل فاعل أم حوادث طبيعية، هل هناك أحد يسمعنا؟ 

 

اختراع بطولي

ثمة أمل ظهر مؤخرًا ونورًا يسطع في آخر النفق المظلم، فاليوم يطل علينا المهندس المصري محمود الكومي باختراع جديد من شأنه أن ينقذ البشرية من وقوع الحرائق حول العالم.

وبعد عملية بحث عن المهندس المصري محمود الكومي، تواصلت "الدستور" معه لمعرفة تفاصيل أكثر عن الاختراع البطولي ومدى حقيقته وعوائده على الإنسان والبشرية أجمع.

المهندس محمود الكومي

أكد "الكومي" نجاح التجارب الأولية لمشروع الروبوت الذي يُدعى "EKW"، إذ بدأ في التجارب منذ عام ونصف العام إلى أن وصل إلى مرحلة التنفيذ التي استغرقت 3 أشهر تقريبًا، للكشف عن الاختراع الذي يعد الأول من نوعه في العالم والأكثر فعالية، وتوفيرًا في عمليات الإنقاذ من خطر الحرائق.

الحرائق تزداد والموارد الطبيعية كالماء تندر، كانت تلك هي المعادلة الصعبة التي عكف على حلها المهندس محمود الكومي، معلقًا: "الطرق التقليدية لإخماد الحرائق هي المياه، والتي أصبحت من الموارد الشحيحة الآن التي يجب ترشيد استهلاكها، أو باستخدام غاز أكسيد الكربون، والتي لا يعد الخيار الأمثل نظرًا لعواقبه وأضراره الوخيمة".

تهجير مواطنين وانقراض حيوانات

لا شك في أن التغير المناخي يعد واحدًا من أبرز أسباب وقوع الكوارث الطبيعية حول العالم، والتي كان آخرها اشتعال الحرائق في أوروبا التي أدت إلى تهجير المواطنين من منازلهم وتهديد آلاف الحيوانات بالانقراض.

وخلال الأيام السابقة، اشتعلت حرائق الغابات في أجزاء واسعة من أوروبا وسط موجات حر شديدة هذا الأسبوع؛ في بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، والبرتغال.

حتى أعلنت ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية حالة الطوارئ في مقاطعة ماريبوسا بسبب اندلاع حريق امتد إلى نحو 14281 فدانًا من الغابات، فيما أعلن عمدة لندن أن هذه الأيام هي الأكثر إرهاقًا لرجال الإطفاء في المدينة منذ الحرب العالمية الثانية.

إخماد الحرائق أرضًا وجوًا

من هنا جاءت فكرة اختراع "روبوت" بإمكانه تحديد موقع الحريق والعمل على إخماده، وذلك بأقل تكاليف ممكنة، إذ يعمل "الروبوت EKW" على وقف أحد أضلع مثلث النار مثل عوامل "الأكسدة" ليبدأ الجهاز في إرسال موجات ترددية بدورها تعمل على إخماد الحريق، بحسب المهندس المصري.

أشار المهندس المصري إلى أن "الروبوت EKW" لا يعمل على الأرض فقط وإنما يمكن استخدامه على طائرة "درون" كما يعمل في نطاق قطره 20 سم، ولايزال يجرى العمل على تطوير آليات استخدامه.

تهدد الفئات الأكثر ضعفًا

حذرت منظمة الصحة العالمية من تكرار الحرائق، إذ تؤثر سلبًا على صحة الإنسان بشكل مباشر من خلال استنشاق دخان حرائق الغابات، مما يتسبب في حدوث تأثيرات على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية ويضاعف الآثار الصحية للفئات الأكثر ضعفًا.

وأكدت أنه نادرًا ما تنجو الحياة البرية وموائلها الطبيعية من حرائق الغابات، مما يتسبب بانقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات، ومن الأمثلة الحديثة على ذلك، حرائق الغابات الأسترالية عام 2020، والتي تشير التقديرات إلى أنها قضت على المليارات من الحيوانات الأليفة والبرية.

سدس الأنواع في طريقها إلى الانقراض

أشارت دراسة حديثة نُشرت في دورية "ساينس" إلى أن تغير المناخ قد يدفع نحو سدس أنواع الحيوانات والنباتات في العالم إلى طريق الانقراض، ما لم تسع الحكومات حثيثا إلى خفض الانبعاث الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري.

وأوضح باحثو الدراسة، أن أنواع الكائنات الحية في أمريكا الجنوبية واستراليا ونيوزيلندا، هي الأكثر عرضة للخطر لأن الكثير منها يعيش في مناطق محدودة أو ليس بإمكانه التكيف بسهولة مع موجات الحر والجفاف والفيضانات أو ارتفاع منسوب مياه البحار.

وخلصت الدراسة إلى أن واحدًا من بين ستة من أنواع الحيوانات قد يأخذ طريقه إلى الاندثار، في حال تزايد معدلات الاحتباس الحراري، واستمرار الانبعاثات الغازية على معدلاتها الحالية.

 

لا غنى عن الذكاء الاصطناعي

"نحن الآن في تحد كبير أمام الكوارث الطبيعية التي تهدد العالم، ولا يمكن الغنى عن الذكاء الاصطناعي لمواجهة هذه التحديات التي تهدد البشري، لذا فإن المستقبل في حاجة إلى مزيد من الابتكارات والاختراعات القائمة على فكرة الذكاء الاصطناعي"، قالها "الكومي".

وحصل المهندس محمود الكومي على فضية جنيف للاختراعات عام 2021 و2022م علي التوالي بفضل ابتكاره روبوت كورونا «كيرا» والزجاجة ذاتية الملء من الهواء ELU Bottle، كما نجح في تأسيس أول شركة مصرية متخصصة في تصميم وإنتاج الروبوتات الخدمية  Humanoid Robots.

بيئة مثالية لاشتعال الحرائق

الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي قالت إن استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب يتسبب في مزيد من موجات الحر والجفاف المتكررة والشديدة، وهو وضع مثالي لاشتعال حرائق الغابات.

وارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار 1.1-1.2 درجة مئوية على مدار 150 عامًا الماضية، وذلك ما جعل العالم أكثر سخونة وجفافا، وفقًا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

وأكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الحرارة في العالم إذا ارتفعت درجتين مئويتين، فإن موجات الحر التي تحدث مرة واحدة كل 10 سنوات ستحدث كل عامين تقريبًا كما أن موجات الجفاف التي تحدث مرة كل 10 سنوات، ستحدث أكثر من الضعف في كثير من الأحيان.