رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثلاثة لا تدخل الجنة

تقول الأسطورة إن الأفعى المقدسة والطاووس البهي والبرص المقيت لن تدخل الجنة، فقد كان شغل إبليس الشاغل أن يجعل آدم يعصى أمر ربه، بألا يقرب الشجرة هو وزوجه، لذا وجب عليه أولًا أن يلقى آدم حتى يغويه ويوسوس له أن يأكل من الشجرة، لكن آدم كان يعيش في الجنة، بينما إبليس مطرود من الجنة بعد ما كانت مفاتيحها بيده يدخل ويخرج كيفما شاء. 

لذا وقف إبليس على باب الجنة يترقب اللحظة المواتية ليدخلها، وطال انتظاره حتى خرج طاووس من طواويس الجنة وكأنه يستعرض نفسه ويباهى بجماله وكان سيد طيور الجنة، فانتهز إبليس الفرصة وأسرع إلى الطائر يتغزل فى جماله ويستميله، ثم سأله: من أين جئت؟ رد الطائر: من بساتين آدم.

قال إبليس : إن له عندى نصيحة فأريد أن تدخلنى معك إلى الجنة لأسرها إليه.

فقال له: ولم لا تدخل بنفسك؟

قال إبليس: إنما أريد أن أدخل سرًا لأن النصيحة تحمل الخلود وإن أدخلتني سأسرها إليك أيضًا

وتمضى الأسطورة فتذكر أن الطاووس قال: حسنًا لكن لا سبيل إلى ذلك عن طريقي ولكن سآتيك بمن يدخلك سرًا، وذهب الطاووس إلى الحيَّة - ولم يكن فى الجنة أحسن منها خلقًا- وأخبرها قائلًا: إن على باب الجنة ملكًا من المكرمين ومعه نصيحة ستمنحنا الخلود، فأسرعت إليه الحية وظل إبليس ينفث لها السحر فى الحديث ويغريها بمعسول الكلام حتى استجابت له وفتحت له فاهها وانساب فيها ودخلت به إلى الجنة وأخرجته عند الشجرة.

وقف إبليس عند الشجرة واقتطف من ثمرها وقدمها إلى آدم وحواء وقال لهما: انظرا إلى ثمار هذه الشجرة ما أطيب ريحها، وما ألذ طعمها، وما أحسن لونها، هذه هى شجرة الخلد التى من ذاق ثمارها لا يفنى ولا يبلى ولا يخرج من تلك الجنة أبدًا.

تناول آدم وحواء الثمار وسرعان ما نزع عنهما لباسهما وظهرا عاريين فتواريا خجلًا، ومن ذلك الحين اشتدت العداوة بين الإنسان وإبليس، والإنسان والحية. 

أما البرص فرغم فزع أهل الأرض منه فإن أهل السماء لا يطيقونه أيضًا، ويرجع ذلك إلى أقاويل السلف أنه لما خرجَ قوم إبراهيم - عليه السلام- في عيدٍ لهم ووضعوا قربانًا لأصنامهم، تمارض عندها نبي الله إبراهيم -عليه السلام- وأقسم ليكيدنَّ أصنامهم فحطّم الأصنام التي يعبدها قومه من دون الله تعالى، وجعلَ الفأس مُعلقةً في عنق كبير الأصنام ليخبرهم بأنّه هو من فعلها وليعلموا أن هذه الأصنام لا تنفعهم من دون الله. 

ولما عرفوا ما فعله إبراهيم تآمروا على قتله، وقاموا بإلقائه في النار واختاروا ذلك ليشارك الجميع في قتله وفي إشعال النّار، وكلما قال الله عز وجلَّ للنار: يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم، اجتمعت كائنات الأرض كي تساعد في إطفائها ما عدا البرص الذي كان ينفخ في النار لتزداد اشتعالًا، فقيل إن الرسول - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- قد أمر بقتله بمجرد رؤيته، لذا كُتب في الأساطير وحكايات الأسلاف أن الله قد حرَّم الجنة على الأفعى والطاووس والبرص.