رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة الصعود والانهيار..

كيف انتهى عهد الفراعنة فى مصر بعد سنوات الازدهار؟

الملك رمسيس
الملك رمسيس

سلطت شبكة "هيستوري" الأمريكية، الضوء على تاريخ الحضارة الفرعونية، وقصة صعودها وسقوطها، وانتقالها من عصر المملكة القديمة للدولة الوسطى ثم عصر الدولة الحديثة التي كان انهيارها بمثابة نهاية لحكم الفراعنة، حيث شهدت هذه الفترات أشهر الفراعنة، وعلى رأسهم توت عنخ آمون، وتحتمس الثالث، ورمسيس الثالث.

وقالت الشبكة إنه في ظل ذروة نجاحها سيطرت الإمبراطورية المصرية على منطقة شاسعة تمتد من مصر الحالية حتى شمال شبه جزيرة سيناء، وأرض كنعان القديمة، التي تضم حاليًا فلسطين والأردن والأجزاء الجنوبية من سوريا، ولبنان.

قصة انهيار العصر الفرعوني المصري 

ووفقًا للشبكة فإن بدءًا من اغتيال رمسيس الثالث عام 1155 قبل الميلاد، ركعت الإمبراطورية المصرية التي كانت يومًا ما عظيمة على ركبتيها ببطء؛ بسبب الجفاف المستمر منذ قرون والأزمات الاقتصادية، والغزاة الأجانب الانتهازيين.

وتابعت أن رمسيس الثالث كان آخر فرعون مصري عظيم في المملكة الحديثة، حيث حكم مصر لمدة 31 عامًا، ويعتبر على نطاق واسع آخر الفراعنة "العظماء"، وتزامن عهده مع واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا وتحديًا في تاريخ البحر الأبيض المتوسط ​​القديم، والمعروفة باسم غزو "شعوب البحر".

وأضافت أن الهوية الدقيقة لشعوب البحر لا تزال غير معروفة، لكن يعتقد معظم العلماء أنهم كانوا مجموعة متنوعة من اللاجئين من غرب البحر الأبيض المتوسط ​​الذين نزحوا بسبب الجفاف والمجاعة، والذين أتوا شرقًا بحثًا عن أراضي جديدة لغزوها والعيش فيها، ربما هاجمت أساطيل شعوب البحر مصر مرتين على الأقل خلال عهدي مرنبتاح ورمسيس الثالث.

في عام 1177 قبل الميلاد، نجح رمسيس الثالث والبحرية المصرية في صد الغزو الضخم الثاني لشعوب البحر، وقام الفرعون بإحياء ذكرى النصر على جدران معبده ومجمع المقابر في مدينة هابو.

لكن الاحتفال لم يدم طويلاً، كما يقول إريك كلاين، عالم الآثار ومؤرخ العصر البرونزي، الذي كتب "عام 1177 قبل الميلاد: عام انهارت الحضارة"، كان رمسيس الثالث قادراً على محاربة شعوب البحر، لكن ليس مؤامرة اغتيال من قبل ملكة ثانوية غيورة في حريمه، وفقًا لفحوصات التصوير المقطعي المحوسب لمومياء رمسيس الثالث، فقد طعن الفرعون في رقبته وقتل عام 1155 قبل الميلاد.

يقول كلاين: "كانت تلك بداية النهاية بعد رمسيس الثالث، هذا كل شيء.. مصر لم تعد هي نفسها مرة أخرى".

وأكدت الصحيفة، أنه في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، مرت منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​بأكملها بحدث كارثي يُعرف باسم "انهيار العصر البرونزي"، بالنسبة للممالك التي سقطت في أيدي شعوب البحر أو غيرها من الكوارث المعاصرة مثل الجفاف والمجاعة، وكان الانهيار سريعًا ومطلقًا. 

يقول كلاين أيضًا: "جزئيًا لأن رمسيس الثالث كان قادرًا على صد شعوب البحر، فقد استمرت مصر لفترة أطول، لكنها وقعت في النهاية فريسة لنفس المشاكل التي تعاني منها المنطقة الأوسع، وهي مشكلة (الجفاف الضخم) الذي استمر 150 عامًا أو أكثر وتفكك شبكة التجارة المتوسطية التي كانت مزدهرة ذات يوم".

ويقول كلاين: "لقد انقطعت جميع الروابط الدولية التي كانت بارزة ومنتشرة خلال أواخر العصر البرونزي، وفي مصر، تميز القرن الثاني عشر بعد رمسيس الثالث بنقص الغذاء والاقتتال السياسي، وكذلك انخفاض سريع في دور مصر كقوة دولية كبرى".

وأشارت الشبكة، إلى أنه بعد وفاة رمسيس الثالث، حكمت مصر من قبل سلسلة من الفراعنة غير المؤثرين سموا أيضًا رمسيس، وكان رمسيس الحادي عشر، الذي توفي حوالي عام 1070 قبل الميلاد، آخر فرعون للمملكة الحديثة، وتعطي السجلات الأثرية من هذه الفترة أدلة على سبب وكيفية دخول مصر في مثل هذا التدهور السريع.

الاستعمار الأجنبي لمصر

وأكدت الشبكة، أنه بعد الدولة الحديثة، حكمت مصر من قبل سلسلة من القوى الأجنبية، وهذا دليل آخر على تراجعها كإمبراطورية مستقلة.

في القرن الثامن قبل الميلاد، استولى النوبيون أو الكوشيون على العرش المصري بسلام خلال فترة الاضطرابات السياسية، وحكمت سلسلة من الفراعنة الكوشيين مصر لما يقرب من قرن من الزمان، باعتبارها الأسرة الخامسة والعشرين قبل أن يطردها الغزاة الآشوريون.

ويضيف: "بمجرد أن تولى ملوك الكوش السلطة، كانت تلك نهاية مصر كقوة مستقلة، ثم جاء الآشوريون، تبعهم الفرس واليونانيون والرومان ثم الإسلام، إذا كنت تتحدث عن أن مصر القديمة كانت قوة في حد ذاتها، وأن المصريين يحكمونها فلم يعود ذلك مرة أخرى إلا في عهد البطالمة".

ازدهار المملكة المصرية مرة جديدة

وبحسب الشبكة، فقد شهدت مصر فترة جديدة من العظمة في عهد الأسرة البطلمية (305 إلى 30 قبل الميلاد)، وهي سلسلة من الفراعنة المقدونيين اليونانيين الذين حكموا مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر، وعلى رأسهم كليوباترا السابعة هي أشهر الفراعنة البطالمة الذين بنوا عاصمة هيلينستية رائعة في الإسكندرية.

وتابعت أن هذا الاستقلال سرعان ما تبخر بعد أن هزم الإمبراطور الروماني أوكتافيان "أغسطس" كليوباترا ومارك أنتوني عام 30 قبل الميلاد، أصبحت مصر مقاطعة تابعة للجمهورية الرومانية، مما وضع نهاية لآخر السلالات المصرية القديمة.