رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أنا نور الشريف».. «الدستور» تنشر أبرز اعترافات الفنان الكبير فى الذكرى السابعة لرحيله

نور الشريف
نور الشريف

- متشددون اتهمونى بـ«ازدراء الرسول» وهددونى بقنابل بسبب عرض مسرحى

- مثلت فى السينما بترشيح من عادل إمام وشهادة أستاذى نبيل الألفى

- أحببت بوسى من أول بروفة.. وهى ملكة مملكتى وأجمل مَن رأت عينى

- أمينة رزق أفضل ممثلة مصرية.. والمليجى رئيس الممثلين خارج المنافسة

- الجيل الحالى «صعبان عليا».. جه فى وقت سيطرة شركات الإنتاج على كل شىء

- أعتبر نفسى من جيل الستينيات.. وأعترف: ننظر للأجيال الجديدة نظرة فوقية

- هانى سلامة فاجأنى.. وتوقعت مستقبلًا باهرًا لأحمد السقا وخالد النبوى

- عشت مع «ابن رشد» عامين وذاكرته 6 أشهر قبل تجسيده فى «المصير»

- رفضت عرضًا لإخراج فيلم إنتاج يوسف شاهين ومصطفى العقاد وقلت: «خايف تضيع فلوسكم بسببى»

- كنت فى أشبال الزمالك.. وتركت تشجيع الكرة لأن «اللاعيبة بقت مش حاسة بالجمهور»

فنان استثنائى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهب حياته للفن وأعطاه من عمره الكثير، حتى صار علامة من علاماته فى مصر والوطن العربى، مثَّل وأخرج وأنتج الكثير من الأعمال، التى تركت بصمة فى ذهن المشاهد المصرى والعربى على حد سواء.

الفنان الكبير نور الشريف، الذى إن ارتدى جلبابًا أقنعك بأنه «عبدالغفور البرعى» أو «محمد أبودياب»، وإن نطق بأعمق الأفكار، تتخيل أن «ابن رشد» قد بُعث حيًا من جديد على الشاشة، وإن شاهدته فى «آخر الرجال المحترمين» لقلت إن «الأستاذ فرجانى» من لحم ودم، لا شخصية مكتوبة فى سيناريو. 

وكما لم يعرف البخل- سواء بجهد أو مال- فى كل الأعمال الفنية التى قدمها فى السينما والتليفزيون وعلى خشبة المسرح، كان كريمًا مع الأجيال الأصغر، واكتشف العديد من النجوم والفنانين الموهوبين على مدار رحلته الفنية، والذين أصبحوا نجومًا فى سماء الفن حاليًا، ومن بينهم: أحمد زاهر وأحمد رزق ومصطفى شعبان ونورهان وحسن الرداد، وغيرهم الكثير.

«الدستور» تحتفى فى السطور التالية بالذكرى السابعة لرحيل الفنان الكبير، فى ١١ أغسطس عام ٢٠١٥، بنشر أبرز ما جاء فى حوارات متعددة أجراها على مدار مشواره الفنى الطويل، وتحديدًا لقاءاه التليفزيونيان فى برنامجى «لقاء مع فنان» و«قصر النجوم»، إلى جانب حواراته الصحفية مع مجلات «الكواكب» و«المصور» و«الإذاعة والتليفزيون».

■ متى كانت بداية نور الشريف فى السينما؟

- انتقلت إلى السينما عن طريق المخرج حسن الإمام، الذى كان يبحث عن ممثل شاب يؤدى دور «جمال عبدالجواد» فى «قصر الشوق»، ولم يجد ممثلًا مناسبًا لأداء هذا الدور، وكان من مزاياه تقديم وجوه جديدة.

وعندما قابل عادل إمام فى التليفزيون، وكنت لا أعرفه، قال له «عادل»: «شوفت ولد اسمه نور بيعمل دور فى مسرحية (هاملت) فى امتحانات المعهد العالى للفنون المسرحية، عجبنى جدًا، أعتقد ممكن ينفع فى الدور ده»، وبالفعل اتصل بى حسن الإمام وأجرى لى اختبارًا للأداء.

ولا أنكر هنا فضل نبيل الألفى، أستاذى الذى علمنى فى المعهد، الذى سأله «الإمام» عنى فتحدث فى حقى بشكل جيد جدًا، وبالتالى كانت بدايتى فى السينما بترشيح من عادل إمام وشهادة من نبيل الألفى، وذلك فى ١٩٦٧، العام الذى تخرجت فيه فى المعهد العالى للفنون المسرحية، بالتزامن أيضًا مع مشاركتى فى مسلسل «القاهرة والناس»، كما أنه العام الذى تعرفت فيه على بوسى، لذا أعتبر أننى كنت محظوظًا جدًا فى هذه السنة.

■ هل لك أن تحدثنا بصورة أكبر عن بوسى وبداية تعارفكما معًا؟

- تعرفت على بوسى فى مسلسل «القاهرة والناس»، بعدما أحضرها المخرج محمد فاضل فى الحلقة الحادية عشرة لتقديم دور صديقة شقيقتى فى العمل، الذى كانت تجسده الفنانة فاطمة مظهر، ومن أول «بروفة» عجبتنى، ورأيت أنها تصلح زوجة لى، وقلت: «لسه صغيرة وأربيها على مزاجى».

وفى أول «بروفة» سحبت «سكريبت» الحلقة من على مكتب محمد فاضل، وأعطيتها إياه، رغم أن «ده مش شغلى»، ونظرت إلىَّ بضيق، وظنت أننى أعاكسها، وكان معها والدتها التى لم تتركها لحظة، وكانت فرصتى للحديث معها أثناء تسجيل الحلقة، وأتذكر أننى أعطيتها كتاب «تدريب الممثل».

ولانشغالى بتصوير فيلم «نادية» فى منطقة المعادى، وهو ثانى الأفلام فى مسيرتى، تأخرت عن تسجيل إحدى حلقات مسلسل «القاهرة والناس»، وأحالنى محمد فاضل إلى التحقيق، ففوجئت بها تتصل بى لتخبرنى بذلك، وتسألنى عن سبب عدم حضورى الحلقة، فبدأت أشعر باهتمامها بى، وفى اليوم التالى تأجلت هذه الحلقة مرة أخرى، وبدلًا من استغراقها أسبوعًا، أخذت حوالى شهر ونصف الشهر، وخلال هذه الفترة تكونت علاقة بينى وبينها، وتزوجنا بعدها بحوالى ٥ سنوات.

وبوسى هى أجمل من رأت عينى، بخفة دمها وذكائها، وطوال السنوات التى عشنا فيها معًا، قربنا من بعضنا البعض، وشعرت بأنها الزوجة التى أريدها، وملكة المملكة التى أتمناها.

■ وماذا عن أول جائزة حصلت عليها؟

- أول جائزة لى كانت عام ١٩٦٨، عن دورى فى فيلم «قصر الشوق»، الذى عُرض يوم ٣١ ديسمبر عام ١٩٦٧، وكان أول فيلم فى مسيرتى، وفى أول ١١ سنة تمثيلًا لى حصلت على ١١ جائزة، وفى سنة واحدة حصلت على جائزتين، وفى أخرى حصلت على ٣، خلال هذه السنوات الأولى.

وهذه الجوائز سببت لى ضررًا فى إحدى السنوات، جعلتنى أشعر بالغرور، وأعانى من بعض المشاكل بسبب «صحبة السوء»، ما نتج عنه سمعة سيئة عنى لدى بعض المخرجين، لأجلس سنة كاملة فى المنزل، قبل أن أعود إلى العمل مرة أخرى.

وفى هذه السنة أيضًا بدأت تصرفاتى تتغير، وخرجت شائعات تسببت فى انفصالى عن بوسى، قبل أن نعود إلى بعضنا البعض سريعًا، وساعدنى على تخطى هذه السنة الصعبة، أننى تربيت فى السيدة زينب تربية دينية صرفة.

■ مَن أفضل ممثل وأفضل ممثلة من وجهة نظرك؟

- الفنانة أمينة رزق هى أفضل ممثلة، بحبها بجنون وأعتبرها قمة من القمم العالمية، طول عمرها ممثلة عظيمة، لكن فى الفترة الأخيرة وصلت إلى مرحلة نضوج فنى أتمنى أن أصل إليها، وأتذكر مشهدًا لها فى فيلم «أريد حلًا» تشكو فيه مأساتها إلى فاتن حمامة، فـ«فاتن» نسيت نفسها وهى تمثل، وأخذت تتفرج على أمينة رزق وتنظر إليها بانبهار، ونسيت تمامًا أن هناك كاميرات وموقع تصوير!

ومن الفنانين الرجال هناك الأستاذ محمود مرسى، هو ممثل أكثر من رائع، وهناك شخص خارج المنافسة هو محمود المليجى، وأستعير تعبيرًا قاله صديقى محمود السعدنى عنه: «رئيس فريق تمثيل العالم العربى»، فهو الرئيس، كما أن هناك ممثلًا لن يتكرر اسمه زكى رستم، فهو خارق للعادة، كما أحب مشاهدة أفلام محمود يس، وأعتبر أن عادل إمام «أصلح ممثل كوميدى يمثل فى السينما والمسرح».

■ كيف ترى المشهد السينمائى المصرى الحالى «٢٠٠٦»؟

رأيى أن الشباب الحاليين كلهم موهوبون، لكن «صعبانين عليا»، لأنهم جاءوا فى ظل أوضاع تسيطر فيها الشركات الكبرى على كل شىء، الإنتاج والتوزيع والممثلين أنفسهم.

■ ما رأيك فى غلبة الكوميديا على الأعمال السينمائية؟

- الكوميديا طول عمرها واقعة فى مأزق التقييم النقدى، فإسماعيل يس قدّم حوالى ٤٠٠ فيلم لا نذكر منها سوى ٦ أفلام، ولا أقصد الإساءة له، لكن تم استهلاكه، خاصة لو قارناه بالراحل نجيب الريحانى مثلًا، الذى قدّم ٦ أفلام كلها ما زالت باقية. وهنا لا بد أن نتوقف عند طبيعة الكتابة الكوميدية، التى هى أصعب كثيرًا من التراجيدى، وعندما تكون سيئة يضطر الممثل لإضحاك الناس بطريقته الخاصة بعيدًا عن السيناريو المكتوب.

■ ما رأيك فى اتجاه بعض الفنانين إلى الإنتاج خاصة أنك واحد من هؤلاء؟

- الفنان عندما يُقدِم على تجربة الإنتاج يفعل ذلك بدافع الرغبة فى تقديم نفسه وفنه للجمهور بصورة أكثر إتقانًا وأفضل جودة، لأن الفنان المنتج سيختار أفضل كاتب يحبه الناس وأفضل مخرج ومدير تصوير، ثم مهندس الديكور، وفى النهاية سينتقى أجود الممثلين.

■ وماذا عن اتهامك بأن غالبية أعمالك الفنية تتميز بالعنف؟

- قدمت فيلم «لهيب الانتقام» وكان فى مشاهده عنف كبير، وأنا ألجأ إلى العنف ليس حبًا فيه، بل كعلاج نفسى، فشخصيتى فى الحياة العادية هادئة مع الناس، وفى أفلامى العنيفة نوع من العلاج.

■ إلى أى جيل ينتمى نور الشريف؟

- أنتمى إلى جيل الستينيات، وأعترف بأننا نبالغ كثيرًا ونحن ننظر إلى الأجيال التى جاءت بعدنا بـ«نظرة فوقية»، وكأنه لا توجد أجيال جديدة فى كل المجالات، فقد توجد كفاءات عديدة، لكن لا تظهر إلا إذا أُتيحت لها الفرصة.

■ مَن مِن الفنانين الحاليين تتوقع له مكانة متميزة فى عالم السينما؟

- هناك مجموعة كبيرة من الشباب لفتوا الأنظار إليهم، منهم أحمد السقا ومحمد رياض وخالد النبوى، إلى جانب هانى سلامة، الذى قدم دور الابن الأصغر للخليفة المنصور فى فيلم «المصير»، وهذا الشاب كان مفاجأة حقيقية لى، فهو ممثل رائع ومتمكن فى استخدام تعبيرات وجهه، خاصة عينيه، ويحمل بداخله طاقات كبيرة وأتوقع له مستقبلًا باهرًا.

■ ما الذى تتذكره من كواليس هذا الفيلم المهم؟

- عشت مع شخصية «ابن رشد» لمدة عامين، وتركت ذقنى طويلة تماشيًا مع هذه المعايشة، وقرأت مصادر ومراجع عن حياته لمدة ٦ أشهر، خاصة أننى أعلم أن من يعمل مع المخرج يوسف شاهين لا بد أن يتفرغ للعمل بشكل كامل. وكان كل من يقدم لى عروضًا أرفضها لحين الانتهاء من هذه الشخصية فى فيلم «المصير».

■ هل هناك مواقف مرت عليك فى عملك الفنى ولا تنساها حتى الآن؟

- كنت أصور مشاهد فيلم «الصرخة» فى إحدى قرى الريف المصرى، وفى نفس التوقيت يتم عرض مسرحية «مليم بأربعة»، فاقترب منى رجل طيب وسلم علىّ بحفاوة، ثم ذهب إلى المسجد وصلى، ولم يمر أكثر من نصف ساعة، وعاد ليرانى غاضبًا ومتهجمًا، وقال لى إن إمام المسجد يقول إنك تسخر من رسول الله فى مسرحيتك، فقلت له: بلّغ شيخ الجامع بأنى سأصلى معه العصر غدًا.

أخذت المخرج محمد فاضل معى والقرية كلها إلى المسجد، وبعد أن صلينا قلت لشيخ الجامع: يا مولانا قلت عنى كذا، فهل شاهدت المسرحية؟ فقال: بلغونى بها، فقلت له: قال تعالى: «وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا»، أنت دمرت شرفى وعرضى، أنا فى المسرحية أعرى شركات توظيف الأموال، وأرجوك أن تشاهدها قبل أن تحكم علىّ.

وكانت هناك «مذبحة» لى وللمخرج عاطف الطيب وبشير الديك فى الصحف القومية بسبب هذه المسرحية، وتلقيت خطابات تهديد من الجماعات الإسلامية المتشددة، ووضعوا لى قنابل فى مسرح جلال الشرقاوى على مدار يومين، وتم إيقاف العرض من قِبل الأمن، بعد أن أطلقوا شائعة بأننا نسخر من الرسول فى عرض «مليم بأربعة»، رغم أنه موجه بالأساس ضد شركات توظيف الأموال.

■ أين الأعمال التاريخية والدينية فى قائمة أعمالك الآن «٢٠٠٦»؟

- هناك سببان دفعانى للتوقف عن تقديم هذه النوعية من الأعمال، أولها رحيل الكاتب عبدالسلام أمين، ولا أقلل هنا من الكتّاب الآخرين، بل لأنه تربطنى علاقة روحانية به، والسبب الثانى هو تجربة «عمرو بن العاص»، فقد قررت بعد هذا المسلسل عدم المشاركة فى هذه النوعية من الأعمال، إلا إذا توفر له إنتاج ضخم، فسوريا تسخّر كل إمكانياتها لهذه النوعية، بينما وزارة الثقافة تطلب ١٦ ألف جنيه مقابل ٣ ساعات تصوير فى قلعة قايتباى، وهذا أمر صعب للغاية.

■ لماذا مسرحياتك قليلة فى مسيرتك الفنية؟

- قليلة بسبب سوء الحظ، فهى لم تُسجل، ويرجع ذلك إلى النظرة للمسرح باعتباره للترفيه فقط، وهذا خطأ رهيب للغاية، تسبب فى عدم تسجيل المسرحيات، وبالتالى لم تُحفظ للأجيال الجديدة، وأتذكر من هذه المسرحيات التى لم تُسجل، مسرحية «ست الملك»، مع سيدة المسرح سميحة أيوب.

وبصفة عامة، قدمت للمسرح القومى ٤ مسرحيات، هى: «ست الملك» و«لعبة السلطان» و«الفارس والأسير» و«بعد أن يموت الملك»، وأنا مستقيل من المسرح القومى منذ ١٠ سنوات، وهناك ممثلون آخرون استمروا فترة أطول منى فى المسرح القومى، ولم يقدموا هذا العدد من المسرحيات.

أما المسرح الخاص، فقدمت فيه عددًا من المسرحيات، منها غير مسجل، مثل: «بكالوريوس فى حكم الشعوب»، وأعتبرها علامة مسرحية كبيرة، وهى من إنتاجى وإخراجى، ومليئة بالضحك، لكنها لم تسجل أو تُذع، كما حاولت تقديم عرض «بكيت»، لكن لم أوفق فيه.

■ تبدو مُصرًا على تجربة الإخراج رغم أن فيلم «العاشقان» لم يحقق نجاحًا كبيرًا أو إيرادات ضخمة.. لماذا؟

- تجربتى فى الإخراج أفادتنى معنويًا، وبعدها اكتشفت أننى أخطأت فى حق نفسى عندما رفضت عرضًا من يوسف شاهين ومصطفى العقاد لإخراج فيلم من إنتاجهما عام ١٩٨٣، وقلت لهما آنذاك: «أخاف أن تضيع فلوسكم بسببى».

■ مَن مِن الأدباء المصريين والعالميين شكّل وجدانك الفكرى؟

- المسرح اليونانى بشكل عام أثر فىّ بدرجة كبيرة، وكذلك «شكسبير»، الذى أعتبره عمودًا فقريًا فى تكوينى، وموسوعتى فى الدراية الإنسانية، إلى جانب الكاتب الروسى دوستويفسكى، ومن الكتّاب المصريين، نجيب محفوظ، وكتابات محمد حسنين هيكل وتحليلاته السياسية.

■ وماذا عن الهوايات المفضلة لدى نور الشريف؟

- البلياردو كانت لعبتى المفضلة، لكن الوقت لم يساعدنى لممارستها. وفى وقت ما كنت من أشبال فريق كرة القدم بنادى الزمالك، وفى طريقى للالتحاق بفريق الناشئين، وكنت دفعة لاعبين كبار، مثل حمادة إمام ونبيل نصير وعلى محسن والجوهرى الكبير. استمررت بعد ذلك مشجعًا متحمسًا لكرة القدم، إلى أن اكتشفت أن اللاعيبة «ما بتحسش بالجماهير وبيفكروا فى نفسهم فقط».

كما كنت عاشقًا للموسيقى، وكنت أعزف على العود، لكنى ابتعدت عنه مع دخول مرحلة الثانوية، وأعشق غناء السيدة أم كلثوم، وفيروز، ومحمد عبدالوهاب، وعبدالحليم، وأحب جدًا أغنية «بحلف بسماها وبترابها»، وكنت غاويًا للنحت، أما الهواية التى لم تفارقنى فهى القراءة.

■ ما أسعد اللحظات فى حياتك؟

- أسعد لحظة عند نور الشريف تلك التى يحصل فيها على دور جديد، يشعر من خلاله بأنه أضاف جديدًا إلى رصيده الفنى، فأنا أؤمن بأن حصيلة الفنان لا تحتسب بعدد ما قدم من أعمال، بل بما قدم لجمهوره من أدوار مميزة ومتنوعة، لذا كل دور أقدمه للناس هو تجربة جديدة، وأرى أن الفن مسئولية وعطاء، وأن الجمهور أصبح ذواقًا بصورة أكبر.

■ تميزت الفنانة معالى زايد فى دور «آمال» معك فى مسلسل «حضرة المتهم أبى».. هل كنت تتمنى أن تكون زوجتك سيدة بيت؟

- «آمال» فى المسلسل موظفة فى سنترال، لكن تم تصوير مشاهدها داخل المنزل وكأنها لا تعمل، وأنا ضد فراغ المرأة وعدم خروجها للعمل، فجلوسها فى المنزل يسبب الكثير من المشكلات، وابتعادها عن مجريات الأحداث يزيد من تخلفها وبُعدها عن الساحة، وأؤيد فكرة الذمة المالية المستقلة للزوجة. لكنى لا أفضل أيضًا عمل الزوجة التى يستغرق عملها كل وقتها على حساب بيتها وأسرتها.

■ ما ردك على الدعوى القضائية التى رُفعت ضدك لإخراجك من شقة الزوجية «٢٠٠١»؟

- شقة استأجرتها منذ ٢٥ عامًا، وتزوجت بها وأنجبت فيها بنتىّ «مى» و«سارة»، واتهمنى المالك بأننى حوّلت الشقة من سكنية إلى شركة للإنتاج السينمائى، وأجرها فى الشهر ٣٥ جنيهًا، وهذه كذبة وتهمة شنعاء. وقد انتهيت من تشطيب فيلتى على طريق الإسكندرية الصحراوى، وسوف أنتقل إليها قريبًا أنا وزوجتى وبنتىّ، وأحالت المحكمة الدعوى إلى خبراء وزارة العدل لبيان حقيقة الموقف.

■ أخيرًا.. ما الدرس الذى تُعلمه لبنتيك «مى» و«سارة»؟

- الإصرار على الوصول إلى الهدف مهما كان الطريق صعبًا أو به سقطات وفشل، فأنا مؤمن بحكمة قالها بعض الفلاسفة الرومان: «الضربات المتواصلة، ولو بأصغر بلطة، كفيلة بأن تحطم أضخم أشجار الوجود»، وقد علمت تلك الحكمة لبنتىّ.