رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل أثرت جائحة كورونا على تنفيذ الإدارة المتكاملة للموارد المائية بالمنطقة العربية؟

المياه
المياه

قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا"، إنه على الصعيد العالمي، أعاقت جائحة كورونا التقدم في تنفيذ الإدارة المتكاملة للموارد المائية غير أنها أتاحت فرصاً لإعادة البناء على نحو أفضل. 

ففي بعض البلدان، تسببت الجائحة في تأخير تطبيق السياسات والخطط والمشاريع، بينما أدت في بلدان أخرى إلى الحد من الاستثمارات في قطاع المياه.

وأكدت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية، في تقرير لها، أن القيود التي منعت عقد اجتماعات حضورية خلال الجائحة أدت إلى توفير إمكانات جديدة للتواصل عبر الإنترنت، فأتاحت فرصاً لتحسين مشاركة أصحاب المصلحة. وفي المنطقة العربية.

وأضاف التقرير، أن جائحة كورونا، أثرت بشدة على إدارة المياه نظرا إلى الضغط الكبير الذي يمارس ضمانا للحصول على المياه النظيفة والنظافة الصحية الآمنة والصرف الصحي الكريم في ظل ظروف شح المياه، ولا يزال أكثر من 74 مليون نسمة في المنطقة معرضين بشدة للإصابة بجائحة كورونا بسبب انعدام إمكانية حصولهم على الإمدادات الأساسية اللازمة لغسل اليدين. والخطر أشد بالنسبة إلى نحو 87 مليون نسمة في المنطقة يفتقرون إلى إمكانية الحصول على مصدر محسن لمياه الشرب في أماكن تواجدهم، وهم ملزمون على جمع المياه من أنابيب ومصادر عامة، ولا سيما النساء والفتيات منهم.

وفي ظل جائحة كورونا، ازداد الوعي بأهمية الإدارة المستدامة للموارد المائية في المنطقة العربية، فساهمت في دفع الحكومات باتجاه إعادة إعطاء قطاع المياه الأولوية بعد عقود من التراجع في الاستثمارات وانعدام تحديد الأولويات السياسية.

وفي اجتماع افتراضي عقد في يوليو 2020، أكدت اللجنة العلمية والتقنية الاستشارية للمجلس الوزاري العربي للمياه على أهمية الإرادة السياسية في بناء قدرة قطاع المياه على التكيف مع الأزمة الصحية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 ومع الصدمات التي قد تحدث في المستقبل. وكانت إحدى توصياتها الرئيسية جمع الخبرات في قطاع المياه والصرف الصحي في المنطقة العربية خلال المراحل المبكرة من التصدي لجائحة كوفيد 19 من أجل توثيق أفضل الممارسات التي تهدف إلى إثراء الخطط التي تضمن الاستمرارية.

إعداد دراسة استقصائية لجمع المعلومات حول تأثير كورونا على المياه 

لذلك تم إعداد دراسة استقصائية وإرسالها إلى جميع الدول العربية لجمع البيانات والمعلومات حول تأثير جائحة كورونا على قطاع المياه والصرف الصحي وتحديد التدابير والمبادرات التي ينبغي اتخاذها من أجل التصدي لها وتحويل هذه الأزمة إلى فرصة للتعجيل في تحقيق الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت بلدان عربية عديدة، مثل الجزائر واليمن، إشارة صريحة إلى أن تعزيز تنفيذ الإدارة المستدامة للموارد المائية هو السبيل لبناء قدرة القطاع المياه على الصمود في وجه جائحة كوفيد-19 وما ينتج عنها من صدمات في المستقبل، ووضعت تونس والمغرب وليبيا وقطر خططاً واستراتيجيات وبرامج تنسق اتساقاً واضحاً مع تنفيذ الإدارة المتكاملة للموارد المالية من خلال التنسيق مع قطاعات أخرى مثل الزراعة والكهرباء والصحة.

كذلك حددت البلدان العربية الآفاق التي من شأنها التعجيل في تنفيذ الإدارة المتكاملة للموارد المائية في المنطقة ومن بينها تحسين البيئة التمكينية، ووضع الأطر التنظيمية، وبناء القدرات اللازمة لإدارة المياه، ومواكبة الابتكارات والتكنولوجيات ذات الصلة، والتواصل مع المجتمعات الضعيفة، وحشد مصادر التمويل المبتكر، وتعزيز التعاون الإقليمي.