رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محامية تعلم المطلقات والأرامل مهنة التفصيل

نجوى ابراهيم
نجوى ابراهيم

كان لديها حلم، تريد تحقيقه، استطاعت بعبقريتها وروحها النقية أن تؤسس منصة خدمية تقدم خدماتها لفئات عدة، ساهمت في أن تكون سببا لمصدر دخل فتيات ربما لم يتمكن من تحقيق ذاتهن، أو قهرتهن الظروف وجلبت لهن الحزن وعدم الأمان.

استطاعت المحامية نجوى إبراهيم أن تؤسس جمعية دار العطاء للتنمية المرخصة من وزارة التضامن الاجتماعي والتي تساهم في تعليم الفتيات والمطلقات والأرامل مهنة التفصيل على أكمل وجه حتى يكون لديهن القدرة على مواكبة تطلعات العصر، وإيجاد مكان لنفسهن ضمن الصخب العالمي والصراع القائم على تصارع الأفكار والإبداع.

تقول نجوى لـ"الدستور": الفاشون هواية لديها منذ الصغر، فكانت تقوم بتفصيل الملابس لأطفالها، وفي غاية السعادة ويثني زملائهم على ثيابهم المطرزة بشكل تقني احترافي.

فكرت فيما تمتلكه من مهارات يمكن أن يفيد الكثيرين، ويكون مصدر دخل ثابت لأولئك الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية وعدم وجود دخل ثابت، ويعانون من ضيق المعيشة وعدم توافر أساسيات الحياة، فقامت في البداية بالتطوع لتعليم الفتيات في بيوت الثقافة عندما كانت الإمكانيات لا تزال محدودة، وليس لديها رأس مال للحصول على المعدات اللازمة والمساعدين وغيرهم لتكون هيكل مثالي وبيئة تعليمية مهنية صحية.

وتابعت: "بنات كتير قالتلي إحنا خريجات جامعة وجايين نتعلم عشان نساعد في بيوتنا لأن مفيش توظيف"، كان ذلك هو الشعاع الذي فتح لها طاقة الأمل بإنشاء جمعية دار العطاء للتنمية، والتي قدمتها لوزارة التضامن الاجتماعي، وقامت بتعليم مئات السيدات والبنات بأجر رمزي، والأرامل والمطلقات وغير القادرات مجانًا.

في الحقيقة ساهمت الجمعية في تعليم فتيات وسيدات كثر، ووجدت لهن مكانا على الساحة، واحترفوا المهنة، والبعض منهم أصبح من سيدات الأعمال وأنشأن ماركتهن الخاصة، وساهمن في رفع معيشتهن.

أما المطلقات والأرامل في المجتمع المصري فيقع عليهن عبء كبير للغاية، خاصة إذا كانت المطلقات يتعاملن مع أنواع سيئة من الرجال، يجدن أنفسهن في مهب الريح والمسئولين عن كل شىء من رعاية الأطفال وغير ذلك، ساعدت المحامية نجوى هؤلاء المطلقات والأرامل في فتح محلات خاصة بهم بعد أن احترفن المهنة" الحقيقة بفرح بنجاحهم.. ولحد دلوقتي بساندهم وبشرحلهم أي صعوبات تقابلهم في شغلهم.. ومتابعاهم".

قامت بعمل صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي حصدت إعجاب الكثيرين، وتقوم من خلالها بتعليم من يريد بدون أى مقابل مادي، وأكدت أن هناك العديد من الأشخاص الذين يستفيدون من هذا الشرح، وعملهم قائم عليه، لأن بلادهم بعيدة في القرى والمحافظات المختلفة، وحضورهم للجمعية أمر شاق للغاية.

اعتمدت نجوى على نفسها في بداية هذا المشروع، والصعوبات التي واجهتها تمثلت في فترة التأسيس والروتين، حيث استكملت أوراق الجمعية تحت مشقة وعناء، حيث فوجئت حينها بإيقاف تأسيس الجمعيات في أعقاب صدور القانون الجديد، ويومها بكت بشدة، لأنها شعرت بأن تعبها وعنائها وسنواتها قد ذهب في مهب الرياح لزمان غير معلوم، والحلم بإنشاء جيل من الفتيات واعي بتلك المهنة قد اندثر.

ولكن بعد فترة من الزمن وجدت مكالمة: "تعالي كملي ورقك"، حينها غمرتها فرحة عارمة، وأسست مشروعها بسعادة وبدأت في تحقيق الحلم وتنفيذه على أرض الواقع: "الفكرة نفسها قائمة على العطاء.. علم نافع بعلمه.. لأناس يستفيدون به.. فلن تجد فتاة أو امرأة سرن في هذا الطريق.. إلا وامتهن الصنعة والتي دائما ما أقول عليها أنها كنز وصاحب الصنعة لا يضام ولا يحتاج للأخرين".

 

هذا العمل والتدريب يساهم في تحسين النفسية بشكل كبير، فالسيدة عندما تجد مهنة في يدها ورأس مال المشروع الذي يتمثل في ماكينة خياطة فقط، لن تكون مضطرة لترك أطفالها بل يمكنها العمل من المنزل، وستشعر حينها بفرحة لا توصف.

 

استطاعت “إبراهيم” أن تطور طريقة تدريس الباترون، حتى تسطيع أن تصل لجميع مستويات المتدربات، وقامت بجعل الباترون أغنية حتى يستطيعن استيعابه، وفي الحقيقة نجحت الطريقة، وتعلمن الباترون بكل سهولة ويسر بعيدا عن أى تعقيدات.

يذكر أن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أكد أن حالات الطلاق في مصر  وصلت ل 20.7 ألف حالة طلاق في شهر مارس الماضي بزيادة 1.6 ألف حالة طلاق عن شهر ديسمبر عام 2020 الذي سجل 19.1 ألف حالة طلاق، وكان معظمهم من الفئة العمرية 30 ل35 عاما.