رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كل الأطراف بعد وقف إطلاق النار فى غزة: «شكرًا مصر»

غزة
غزة

نجحت الجهود المصرية فى إنهاء التصعيد الإسرائيلى ضد قطاع غزة، وإعادة الهدوء إليه مرة أخرى، من خلال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وحركة «الجهاد الإسلامى» الفلسطينية.

ولعبت مصر دورًا مركزيًا من أجل التوصل لاتفاق هدنة بين إسرائيل و«الجهاد الإسلامى» فى قطاع غزة، بعد ٣ أيام من التصعيد الإسرائيلى، وذلك فى إطار حرصها على إنهاء حالة التوتر بالقطاع المحاصر.

وكثفت القاهرة اتصالاتها مع كل الأطراف لاحتواء التصعيد، ودعت تلك الأطراف إلى وقف إطلاق النار بشكل كامل ومتبادل، ونجحت فى التوصل إلى اتفاق فعلى بشأن ذلك، ودخل حيز التنفيذ بالفعل، فى العاشرة والنصف مساء أمس الأول الأحد بتوقيت القاهرة.

وقال مصدر مسئول إن مصر تبذل جهودًا للإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله لتلقى العلاج، بالإضافة إلى العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدى، فى أقرب وقت ممكن.

وفور سريان اتفاق الهدنة، أعلن الجيش الإسرائيلى عن انتهاء عملية «الفجر الصادق» ضد أهداف «الجهاد الإسلامى» داخل غزة، التى بدأها منذ يوم الجمعة الماضى.

وذكر الجيش الإسرائيلى، فى بيان مقتضب: «انتهى الهجوم النهائى المخطط له مسبقًا، طائرات حربية ودون طيار ونيران أرضية قصفت أهدافًا للجهاد الإسلامى فى جميع أنحاء قطاع غزة».

وكشفت مصادر لقناة «العربية» السعودية عن أن شاحنات وقود دخلت قطاع غزة، أمس الأول، لحل أزمة المحروقات والكهرباء، مع إرسال إسرائيل ضمانات خطية بفتح المعابر، بشرط عدم انتهاك التهدئة.

وأضافت المصادر: «مصر ستشرف على تنفيذ بنود الهدنة ووقف إطلاق النار، ووفد مصرى كبير سيتفقد أوضاع أسرى (الجهاد الإسلامى) لدى إسرائيل، إلى جانب العمل على تخفيف الحصار عن قطاع غزة».

واستأنفت محطة الكهرباء الرئيسية والوحيدة داخل قطاع غزة العمل، أمس، بعد ٣ أيام من إعلانها عطل المولد الرئيسى لديها، وخفض إمدادات التيار من ١٢ إلى ٤ ساعات يوميًا، مطالبة حينها المستشفيات باتخاذ التدابير اللازمة لانقطاع التيار الكهربائى.

وكذلك، أعلنت إسرائيل عن إعادة فتح المعابر مع قطاع غزة بشكل جزئى وبصيغة إنسانية، أمس، وقال غسان عليان، منسق العمليات فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى: «ستتم إعادة فتح المعابر والعودة إلى حالة الروتين الكاملة، حسب ما تسفر عنه تقييمات الأوضاع والهدوء الأمنى فى المنطقة».

وقررت السلطات الإسرائيلية إعادة فتح معبر «بيت حانون- إيرز»، منذ التاسعة صباحًا، لعبور المرضى والأجانب والفلسطينيين من عرب ٤٨، وتمكينهم من المغادرة حتى الثالثة عصرًا، بينما يكون مفتوحًا للعودة داخل غزة حتى السابعة مساءً.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، داخل غزة، عن حصيلة ضحايا التصعيد الإسرائيلى، التى تضمنت ٤٤ شهيدًا، بينهم ١٥ طفلًا و٤ سيدات، إلى جانب إصابة ٣٦٠ آخرين.

وثمَّن الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» مواقف الرئيس عبدالفتاح السيسى المتواصلة لنصرة الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، معتبرًا أن هذه الجهود تسهم فى تهدئة الأمور ورفع المعاناة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى نتيجة هذا العدوان، سواء فى القدس أو غزة أو فى باقى الأراضى الفلسطينية.

وأعرب الرئيس الفلسطينى عن ترحيبه الشديد بالجهود الحثيثة التى بذلتها مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، ونتج عنها وقف العدوان ضد أهالى القطاع المحاصر.

وعبَّر محمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطينى، عن شكره العميق لمصر، على ما بذلته من جهد من أجل حقن الدم الفلسـطينى فى غزة، ووقف العدوان ضد الشعب الفلسطينى.

وقدمت حركة «حماس» الشكر لمصر على دورها فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة. وقال فوزى برهوم، المتحدث باسم حركة «حماس»: «نتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية لدورها فى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة».

وكذلك، أعربت إسرائيل عن شكرها لمصر على جهودها فى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة «الجهاد الإسلامى» فى قطاع غزة. وقال مكتب يائير لابيد، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى بيان، فور سريان اتفاق التهدئة: «يمكننا أن نؤكد أن وقف إطلاق النار سارى المفعول الليلة ١١:٣٠ مساءً، وإسرائيل تشكر مصر على جهودها».

وأضاف مسئول إسرائيلى كبير: «نشكر مصر على دورها الرئيسى فى ذلك الاتفاق. نحن ممتنون جدًا للرئيس السيسى على جهوده للتوصل إلى وقف إطلاق النار»، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

من جانبه، وجه الرئيس الأمريكى جو بايدن الشكر إلى الرئيس السيسى على الدور الرئيسى والقوى الذى لعبته مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل كامل ومتبادل داخل قطاع غزة.

وقال الرئيس الأمريكى، فى بيان: «أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار المسئولين المصريين الذين لعبوا دورًا مركزيًا فى هذه الدبلوماسية، لإنهاء التوترات التى حدثت فى غزة».

كما ثمنت الأمم المتحدة دور القاهرة فى إنهاء التصعيد بقطاع غزة. ورحب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بإعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، مشيدًا بجهود مصر للمساعدة فى استعادة الهدوء.

وقالت دانا بن شمعون، مراسلة الشئون الفلسطينية لصحيفة «يسرائيل هيوم»، إن مصر حققت إنجازًا فى اتفاق وقف إطلاق النار، مضيفة، عبر حسابها الشخصى فى «تويتر»: «إسرائيل تشكر مصر، والجهاد تشكرها، وحماس أيضًا، الجميع يعترف بذلك، ربما يكون الإنجاز العظيم هو لمصر».

وسلطت وكالة «دويتشه فيله» الألمانية الضوء على الجهود المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة، مشيرةً إلى أنه بعد ٣ أيام من التصعيد العسكرى تمكنت القاهرة من إحلال التهدئة بين الجانبين.

وأضافت الوكالة الألمانية: «مصر لعبت دورًا رئيسيًا فى جهود الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية»، كاشفة عن أنه خلال العام الماضى توسطت مصر أيضًا فى هدنة أنهت حربًا استمرت ١١ يومًا بين إسرائيل وحركة «حماس» فى قطاع غزة.

وتحدثت وكالة «BBC» البريطانية عن الاتفاق الذى لعبت فيه مصر دورًا مركزيًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قائلة: «وقف إطلاق النار توسطت فيه مصر، التى عملت كوسيط بين إسرائيل وغزة فى الماضى أيضًا».