رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير صيني: واشنطن لن تنجح بتشكيل جبهة حلفاء إفريقيين لكبح نفوذ بكين وموسكو

بلينكن
بلينكن

علقت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية على الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في إفريقيا، وبدأها يوم الأحد بزيارة جنوب إفريقيا، في خطوة تهدف إلى التصدي للنفوذ الدبلوماسي الروسي في المنطقة. 

وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن صراع النفوذ على القارة السمراء بين واشنطن وموسكو وبكين يعيد الأذهان إلى زمن الحرب الباردة، حيث حاولت القوى العظمى استقطاب الدول الإفريقية في معارك التنافس الدولي كحليف يمكن أن يسهم انحيازه لطرف في ترجيح كفته. 

وأضافت وفقاً لآراء محللون، أنه على الرغم من أن جولة بلينكن تمثل محاولة لمواجهة نفوذ الصين وروسيا، إلا أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على تشكيل "ناد جديد" من الداعمين لتحقيق هدفها المتمثل في كبح توسعات البلدين، ويرجع ذلك إلى التعاون الهام بين الصين وإفريقيا وانخراط روسيا العميق في المنطقة. 

- إفريقيا تتبنى موقفا محايدا إزاء الأزمات الدولية 

وأوضحت أنه في حين أن وسائل الإعلام الأمريكية تنظر على نطاق واسع لزيارة بلينكن على أنها محاولة متجددة لاستعادة الحلفاء وإحياء السياسات على غرار الحرب الباردة، من  المتوقع أن تتبنى دول أفريقية مثل جنوب إفريقيا - التي تركز بشكل أكبر على قضاياها المحلية وخاصة الاقتصادية منها- موقفًا أكثر توازناً وواقعية من خلال تجنب الانحياز إلى أي طرف من أطراف النزاع بين القوى الكبرى.

 وقال الإعلام الأمريكي إنه خلال فترة الحرب الباردة ، حاول الغرب والاتحاد السوفيتي كسب حلفاء، أو وكلاء في العالم النامي مما أدى إلى إعاقة التنمية الاقتصادية والسياسية الإفريقية. 

ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية تستعد لكشف النقاب عن استراتيجية جديدة في قارة أفريقيا، تهدف إلى إحياء المشاركة الأمريكية والتنافس مع الصين وروسيا، لافتاً إلى أن الزيارة تأتي بعد أيام من الجولة الإفريقية التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف إلى القارة السمراء. 

- إفريقيا تحافظ على علاقات نشطة مع الصين 

وقال وهوانج ليزي، الأستاذ في كلية الدراسات الأفريقية مع جامعة بكين للدراسات الأجنبية، لصحيفة "جلوبال تايمز"، إن "جنوب إفريقيا تتمتع بعلاقات وثيقة مع الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن من غير الواقعي أن نتوقع أن تصبح الدولة الإفريقية جزءًا جديدًا من (دائرة الأصدقاء) في الغرب بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة الصين. 

وأضاف "جنوب إفريقيا لها أبعاد متعددة في هويتها. ولها تاريخ طويل من التعامل مع الولايات المتحدة، مما ترك موروثات منها إيجابية أو سلبية وفي الوقت نفسه، تحافظ على التفاعل النشط مع الصين كونها جزء مهم من البريكس"، مشيراً إلى اتخاذ جنوب أفريقيا موقفاً محايداً من الحرب في أوكرانيا، ورفضها الانضمام إلى التنديد الغربي بموسكو. 

- إفريقيا تركز على السلام والنمو وتؤمن بحل النزاعات بالوسائل السلمية

ونقلت الصحيفة عن سيابونجا كويلي ، سفير جنوب إفريقيا لدى الصين، قوله إن إفريقيا لن تواجه أي ضغوط سياسية بشأن شراكتها الوثيقة مع الصين وروسيا، مضيفًا أن دول "البريكس" لديها أفكار مشتركة حول التركيز على السلام والنمو، وتؤمن بحل النزاعات بالوسائل السلمية فقط.

 فيما أكد بعض الخبراء الصينيين للصحيفة إنه بدلاً من الانحياز إلى طرف ما بين القوى الكبرى ، فإن الدول الإفريقية تهتم أكثر بكثير بحل مشاكلها وأزماتها الداخلية، من أزمة الطاقة إلى تغير المناخ إلى أزمة الغذاء، وأشاروا إلى أن التركيز الرئيسي للنخب السياسية في جنوب إفريقيا سيكون على القضايا المحلية وخاصة الاقتصادية منها.