رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبول الحرب.. وحكمة القادة

ليست الحكمة بأن نقود بلادنا نحو الخراب أو أن ندخلها بصرعات إقليمية أو تحالفات دولية خاسرة أو رابحة، فمن الحماقة أن نحرك أرجلنا مسرعين بتسارع دقات الطبول لننال مجدا زائفا وخرابا دائما.

فمن الحكمة أن نسعى لمصلحة بلادنا، فنقف لنتفكر كم هي جميلة نعمة السلام؛ والتي تعني بناء البلاد وازدهار الاقتصاد والمحافظة على الأجيال واكتساب احترام المجتمع العالمي، فتصبح بذلك البلاد في عزة وتقدم ونماء. 

العالم اليوم ليس كعالم الأمس، العالم اليوم كل يسعى لإيجاد مجد اقتصادي يجلس في زاويته ويبحث عن تكنولوجيا تجعل المواطن يفخر بانتمائه لوطنه ويشارك بتطوره وينعم بازدهاره.

الاستقرار هو في بناء البلدان، وأن يعم السلام، وأن نتعلم من ماضينا دروساً قاسيةً تركتها لنا الحروب بين كر وفر، وكمْ تركت وراءها من ديون، وكمْ خلّفت بعدها أجيالا سكنت الشوارع وأخرى تتلظى بنار الفقر وتنعم بجهل وتركن إلى الندم.. "الحرب تعني باختصار الخراب للخاسر والمنتصر".

ولا ننسى كمْ عانت مصر من ويلات الحروب ولا زالت تدفع فاتورة تلك الحروب، ولا زلنا نذكر أن الموقف العربي لبعض الحكام العرب مع الأسف يتكلمون شيئا ويتصرفون بشكل آخر، فهم في الإعلام مع القضية، وبظهر الإعلام يمسكون أيديهم ويخفون سيوفهم تارة، وهم يؤججون النار تارة أخرى بأعلامهم ويدعون لتسارعها دون أن يقدموا غير «جعجعة» السلاح ونصب المطاحن في الهواء، فلا تكسب منهم سندا ولا فلاحا.

كم من "قائد" كانت بلاده تنعم برفاهية وأمن واستقرار واقتصاد مزدهر خانته حكمته؛ فأرقصته طبول الحرب، وكمْ من بلد آمن هبت عليه عواصف الحرب فجعلته كالحصيد المنثور، وكمْ من جيل ذهبت به رحى الحرب فقوضت أركانه وأصبح في مهب الريح أو تحت الركام..

لسنا وكلاء عن أحد، ولسنا نصراء لحماقاتهم، ولسنا قادرين على أن نساوي بناء بلداننا لتتناغم مع أهوائهم، ولسنا ممن تتسارع خطاه لنبني مجدا هدمته أحلامهم، ولسنا قادرين على أن نضحي باقتصادنا وأجيالنا من أجل حماقاتهم.

المنتصر هو من يبنى وطنه ويعمر أركانه، ويجعل لا عدو لبلاده، ويمسك العصا من وسطها، ويجيد التعامل بعناصر السياسة وتسخيرها لخدمة بلاده وفق سياسة معتدلة متوازنة، وهذا ما لمسناه من سياسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في إدارة الأزمات لتجنب مصر ويلات الحرب والنهوض بها نحو الرقي والازدهار.