رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفجر الصادق.. ما أسباب العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة؟ وما أهدافها؟

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي

بدأت إسرائيل عملية عسكرية على غزة يوم الجمعة الماضي، أطلقت عليها اسم "الفجر الصادق"، لضرب أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في القطاع، وهي العملية التي تستمر ليومها الثالث مع تردد أنباء عن وقفها قريبًا.

من جهتها، قالت حركة الجهاد الاسلامي، في بيان: "العدو شن حربًا على شعبنا وعلينا واجب كامل في الدفاع عن أنفسنا وشعبنا"، وأضافت: "لن نسمح للعدو بالانخراط في سياسات تستهدف تقويض المقاومة والصمود الوطنيين".

أسباب العملية

جذور التوتر تعود إلى يوم الأربعاء الماضي، عندما اعتقلت إسرائيل القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي خلال عملية عسكرية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وتم نشر فيديو يوثق الاعتقال بشكل "مهين"، مما تسبب في غضب حركة الجهاد الإسلامي التي توعدت بالرد.

تهديدات الجهاد الإسلامي بالرد على اعتقال "السعدي" سببت حالة من التأهب الأمني في البلدات الإسرائيلية المحاذية؛ حيث شلت الحياة هناك بشكل كبير، ودفع الجيش الإسرائيلي بمزيد من التعزيزات، واستدعى جنود الاحتياطي.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة الجهاد كانت تنوي تنفيذ هجمات ردًا على اعتقال السعدي، الأمر الذي رفع منسوب التوتر.

بعد ثلاثة أيام اغتالت إسرائيل "تيسير الجعبري" قائد سرايا القدس شمال غزة، ومحمد البيوك شرق خانيونس، وسلامة عابد برفقة الجعبري وآخر.

وبعد عملية الاغتيال، أعلن الجيش الإسرائيلي، عصر يوم الجمعة رسميًا، عن بدء عملية "الفجر الصادق"، وقام بشن غارات على قطاع غزة، موضحًا أنه يستهدف جماعة "الجهاد الإسلامي" في القطاع. 

أهداف العملية

السبب الرئيسي للعملية حسبما أعلنت عنه إسرائيل ظهر عندما زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، حدود قطاع غزة قبل العملية، وكذلك زارها وزير الدفاع، بيني جانتس، الذي قال إن السلطات تستعد "لتحركات ستزيل التهديد من هذه المنطقة"، إذ أنه تم اعتبار لاحقًا أن الهدف الرئيسي للعملية "هو إزالة تهديدات الجهاد الإسلامي" للإسرائيليين.

اختارت القيادة في إسرائيل ألا تظل رهينة تهديدات الجهاد الإسلامي مع تزايد ضغط المواطنين الإسرائيليين في بلدات غلاف غزة الذين دائمًا ما يشكون من التضييق عليهم وحصارهم، بسبب التهديدات القادمة من القطاع، إذ يكونوا هم أول من يتلقوا الصواريخ من غزة.

اختارت الحكومة الإسرائيلية القيام بعملية استباقية ضد الجهاد الإسلامي، الذي ترى أن تهديداته مست بالحياة الطبيعية للمواطنين في بلدات غلاف غزة، تسببت في محاصرتهم لأيام.

من ناحية أخرى، هناك من ربط قرار "العملية الاستباقية" بأسباب سياسية تتعلق برئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد ووزير الدفاع بيني جانتس اللذين شعرا بالتوترإثر نتائج الاستطلاعات الأخيرة، والتي أفادت بأن رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو نجح في حصد 62 مقعدًا مما يمكنه من تشكيل الحكومة القادمة.

فقد أراد لابيد وجانتس كسب المزيد من أصوات المعارضين لنتنياهو، وكذلك كسب أصوات بلدات غلاف غزة، إذ أنه في الانتخابات الأخيرة تسببت الصواريخ التي أطلقت على تلك البلدات في انخفاض معدلات تصويتهم لنتنياهو في حينه.

"لابيد" و"جانتس" أرادا أن يقدما أنفسهما للجمهور الإسرائيلي كقيادة أمنية قوية، وكبديل لـ"نتنياهو" الذي نجح المرة تلو الأخرى في كسب تأييد الجمهور الإسرائيلي، لأنه يقدم نفسه كرجل الأمن الذي بإمكانه مواجهة أعداء إسرائيل بقوة.