رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجربة جريئة وجديدة.. مصر تتجه نحو زراعة القطن قصير التيلة

 زراعة القطن
زراعة القطن

على الرغم مما عرف عن سماته في مصر ممثلًا ذهبها الأبيض، استطاعت مصر الدخول بتجربة جريئة وجديدة باتجاهها إلى زراعة محصول القطن قصير التيلة. 

هام لتقليل الواردات

جاء الهدف الأساسي وراء توسع مصر في إنتاج هذا النوع هو التقليل من معدلات الواردات، إذ أنه وفقًا لبيانات وزارة قطاع الأعمال العام، تستورد مصر الملابس الجاهزة والغزول السميكة والأقطان قصيرة التيلة للوفاء باحتياجات السوق المحلي، وأن التوسع في زراعة الأقطان قصير التيلة في الصحراء يوفر واردات مصر منها البالغ قيمتها 2 مليار دولار سنويًا.

الرئيس يوجه بتقييم تجربته

ووجه الرئيس السيسي بإعداد تقييم دقيق ومتكامل لتجربة زراعة القطن قصير التيلة في مصر من كافة الجوانب، وذلك لدراسة مدى جدارة مسار التوسع في زراعته مستقبلاً.

يجب زراعته بعيدًا عن طويل التيلة

أكد سيد فرج مهندس زراعي أن مصر يمكنها التوسع في إنتاج القطن قصير التيلة يلزم توافر أراضي ومياه غير مستغلة، كما يلزم إنتاج وأن ننتج القطن بسعر تنافسي مقارنة بالسعر العالمي لضمان شرائه من قبل المصنعين في مصر موضحًا أنه من هنا تأتي الجدوى الاقتصادية لزراعة هذا القطن.

في الوقت نفسه أكد سيد على أنه ينبغي الحذر أثناء زراعة هذا النوع من القطن لكي لا يؤثر على سمعة القطن المصري الذي اشتهر بأنه طويل التيلة، مما يجعل البعض يشكك في أن ما تصدره هو قطن قصير التيلة موضحًا أن هذا الأمر سيتبعه خسائر فادحة.

سيوفر مليارات الدولارات

وفي تصريح له قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، عن زراعة القطن قصير التيلة أنه يوفر على مصر مليارات الدولارات التي تستنزف في شراء الأقطان قصيرة التيلة من الخارج، مُضيفًا أن معظم مصانع الغزل والنسيج تعمل على القطن قصير التيلة، وذلك لأن القطن طويل التيلة يتميز بنعومته، لذا يتم صناعة المنسوجات الراقية والفخمة منه.

كما أشار أبو صدام إلى أن التوسع في زراعة القطن قصير التيلة سيؤدي إلى زيادة المساحات المزروعة من القطن موضحًا أن بذوره يصنع منها الزيوت والأعلاف.

وناشد صدام جميع المزارعين بضرورة عزل الأصناف من القطن قصير التيلة عن مناطق زراعة القطن طويل التيلة حتى لا تختلط مع بعضها البعض، وكذلك عدم السماح بتداول الأقطان قصيرة التيلة بين المحافظات، كما ناشد بزراعة القطن قصير التيلة بعد تطبيق الزراعة التعاقدية عليه.

ويعد القطن قصير التيلة هو الأكثر أهمية للصناعة عالميًا، إذ تبلغ تجارته عالميا 98.5%، كما أن القطن قصير التيلة تقل "التيلة" فيه عن 2.8 سم، فيما تتراوح أطوال الأقطان المصري من 2.9 سم حتى 3.6 سم للأنواع الممتازة، مثل جيزة 45 و78 و95 و96.

أما استخدامات الأقطان قصيرة التيلة فهي تصنيع الخيوط السميكة وصناعات الوبريات والجينز بدرجات من 8 إلى 24 درجة، وهي أقطان ليست متينة وذلك عكس الطويلة التي يتم تصنيع الخيوط الناعمة والرفيعة وهي أشد سمكًا ونعومة بدرجات تصل لـ 120 درجة.

وتتراوح إنتاجية الأقطان قصيرة التيلة من 15 إلى 20 قنطارا للفدان الواحد، وفي حالة نجاح تجربة الأقطان القصيرة يمكن استخدام الميكنة الزراعية معها، خاصة أنها ستكون زراعات بمساحات كبيرة، مما يخفض من التكلفة ويزيد الجودة.

والفرق بين طويل التيلة والقصير فهي أن الطويل يتمتع بألياف فائقة الطول، وشجرته كبيرة وطويلة، وكذلك اللوزة الخاصة به وهناك آلات خاصة به لا يمكن استخدامها مع أي نوع آخر كما تتطلب زراعته أرضًا عالية الخصوبة وري بصورة منتظمة منذ بداية زراعته وحتى انتهاء موسم حصاده، وتنتج من هذا القطن أفخم أنوع المنسوجات والملابس.

أما القطن قصير التيلة يتصف بأن أليافه قصيرة، وشجرته كذلك وأيضًا اللوزة الخاصة به صغيرة مقارنة بالقطن طويل التيلة، كما أن له آلات خاصة للتعامل معه، ولكن أثناء فترة الركود كانت هناك مصانع استبدلت الماكينات التي تتعامل معه بماكينات أخرى، ويحتاج لزراعته أرض خصبة وليس بالضرورة عالية الخصوبة، كما أنه لا يحتاج إلى ري بصورة منتظمة مثل طويل التيلة مما سهل زراعته زراعة مطرية.