رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا دانيال لطفي لـ«الدستور»: أحوال المصريين تغيرت بشكل كبير في عهد السيسي

الأنبا دانيال لطفي
الأنبا دانيال لطفي

أكد الأنبا دانيال لطفي مطران الإسماعيلية للأقباط الكاثوليك أن الكنيسة الكاثوليكية لا يوجد بها طلاق، لكن هناك انفصال جسدي بين الطرفين.

والتقت «الدستور» الأنبا دانيال لطفي بمقر بطريركية الأقباط الكاثوليك بالقاهرة، وإلى نص الحوار:

كيف تنظر لأحوال المصريين في عهد السيسي؟ 

«في عهد الرئيس السيسي  تم تغير أحوال المصريين بشكل  كبير في الحرية الدينية وحرية التعبير، بالإضافة إلى إصدار قانون تقنين الكنائس وبدأ ينتشر الرجاء والأمل بين المصريين وأصبحت مصر تنمو وتتقدم وتزدهر على المستوى السياسي والاقتصادي وأصبحت مصر تستعيد دورها وريادتها في وسط المنطقة وفي مواقف كثيرة جدا فإن الموقف المصري له أهمية كبير ونحن فخورين دائمًا أن مصر يُمثلها الرئيس السيسي في المحافل الدولية والكبيرة ولها اعتبار في المواقف الدولية المهمة والتجديد والتغيير يحتاج وقت وجهد ونية حسنة لدى الأشخاص والرئيس السيسي يقود مسيرة للتطوير والتنمية والنمو في البلاد، وهذا واضح بشكل كبير فأصبح لدينا قطار كهربي لأول مرة في مصر وعمل على إنشاء مدن جديدة وأصبحت لدينا العاصمة الجديدة وعمل على إنشاء البنية التحتية لوسائل المواصلات البرية وغيرها بالإضافة إلى القطارات السريعة وعمل الرئيس السيسي على نقلة كبيرة جدا للبلاد كان الشعب المصري لايري تلك النقلة إلا في الدول الأوروبية، لكن نحتاج إلى مزيد من الصبر لكي نري تقدم أكثر بالإضافة إلى أننا نحتاج إلى تضامن الكنيسة مع الفقراء ونهتم بهم أكثر فهذه رسالة الكنيسة دائمًا الاهتمام بالفقراء وسداد احتياجات الفقراء».

ما رأيك في قانون بناء الكنائس خاصة بعد تقنين أكثر من ١٦٠ كنيسة فى المحافظات؟

«في إيبارشية الإسماعيلية تم تقنين كنيسة ومبنيين للخدمات ومازلت أتابع مع المسؤولين في تقنين باقي الكنائس بالإسماعيلية».

ما تطورات قانون الأحوال الشخصية للأقباط، وأسباب الطلاق لدى الكنيسة الكاثوليكية؟

«في الكنيسة الكاثوليكية لا يوجد طلاق.. ولكن لدينا ثلاث حالات وهي أن الزواج صحيح فبالتالي لا يوجد بطلان والذي يبنى عليه بطلان الزواج أو أن الزواج صحيح منذ بدايته وفي هذه الحالة يتم بطلان الزواج ولدينا شروط للبطلان الزواج والحالة الثالثة هي أن الزواج صحيح ولكن توجد مشاكل بين الطرفين أو خطر على أحد الطرفين فبالتالى يتم الانفصال الجسدي ونقصد بها أن الزواج مازال قائمًا ولا يحق لأحد الطرفين الزواج مرة أخرى، لذا لايوجد طلاق على الإطلاق في الكنيسة الكاثوليكية».

هل الإدمان يتسبب في بطلان الزواج؟

«بالطبع ممكن أحد الطرفين يقدم دعوة إلى المجلس الروحي في الكنيسة الكاثوليكية وبنسميه انفصال مؤقت نحدده بمدة معينة وخلال تلك المدة نعمل على حل المشاكل من خلال مراكز المشورة الأسرية على حسب نوع المشكلة تعمل الكنيسة وراعي الكنيسة على حلها».

ما أسباب بطلان الزواج في الكنيسة الكاثوليكية؟

«أحد أسباب بطلان الزواج في الكنيسة الكاثوليكية هو عدم الرضا بين الطرفين منذ بداية الزواج وأن يتزوج أحدهم الأخر بالإجبار من الأسرة ولكن لابد أن يثبت ذلك أنه تم إجباره فأي شيء يستند عليه فكرة البطلان في الكنيسة الكاثوليكية لابد أن تثبت بالإضافة إلى العجز الجنسي أن يكون سابق الزواج وأثناء الزواج وبعد الزواج لدى أحد الطرفين».

هل يؤدي إلحاد أحد الطرفين إلى بطلان الزواج؟

«لا يؤدي إلى بطلان الزواج.. لكن بحسب المجلس الروحي في الكنيسة الكاثوليكية ممكن أن يؤدي إلى الانفصال الجسدي بين الطرفين».

كيف تنظر الكنيسة الكاثوليكية للزواج المختلط بين الطوائف؟

«الزواج في الكنيسة الكاثوليكية يٌشترط أن يكون بين أثنين معمدين مسيحيين دون النظر إلى نوع الطائفة أو ماهي الطائفة، ويهمنا أن الزواج أن يكون مبني على الحب والرضا والاحترام والتفاهم بين الطرفين ولا يوجد لدى الكنيسة الكاثوليكية أي مانع للزواج بين الطوائف المختلفة».

كيف تقيم كورسات المشورة قبل الزواج المسيحي؟

«بشكل عام ذلك توجه الكنيسة الكاثوليكية بشكل عام منذ مجمع الفاتيكان الثاني الذي أنعقد في1962 حتى 1965 وهو أحد المجامع الكبري في الكنيسة الكاثوليكية واجتمع لمناقشة العديد من القضايا الرعوية منها قضية الأسرة وقضية الزواج والعائلة وكانت من توصيات المجمع أنه لابد أن يتم عمل كورسات المشورة أو إعداد المخطوبين والمقبلين على الزواج بمعرفة الكنيسة والمتخصصين في الزواج ومن دورها يتم بناء الأسرة، والكنيسة تقدم على تلك الكورسات منذ القرن الماضي لرفع الوعي عند المقبلين على الزواج بمعنى معرفة ما هو الزواج وقيمة الزواج وأنه ارتباط أبدى وأن تلك الكورسات عملت إلى حد ما على حل المشاكل  بين الطرفين في الزواج».

ما تقييمك لوثيقة الإخوة الإنسانية التى وقعها البابا فرنسيس فى الإمارات؟

«الحقيقة الأخوة الإنسانية مبادرة بين المؤسستين الأزهر والفاتيكان، لأن الفاتيكان على رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم كله والفاتيكان هو القيادة الروحية للكاثوليك في العالم كله ويبلغ تعداد الكاثوليك مليار و300 مليون في العالم ويمثل المنصة والقيادة الروحية لأغلب المسيحين في العالم كله والأزهر بصفته منارة الإسلام في مصر ويقود الديني الإسلامي في العالم كله وعلى رأس كل مؤسسة كانت لديهم النية أن نقدم وثيقة للأخوة الإنسانية وقدم كل جانب لجنه تتبعه لتقديم تلك الوثيقة بكل بنودها التي تشمل كل ما هو يخص الإنسان من كرامة ومساواة والأمور المشتركة بين الدين الإسلامي والدين المسيحي لعبادة الإيمان بالله الواحد ونبحث عن الإنسانية في كل البشر دون تفرقه خاصة المهمشين في المجتمعات فالحقيقة الإخوة الإنسانية منهم رائع جدا ويبقي تفعيل الوثيقة وأنا بطالب أنها تدرس في المدارس ويتم تفعيلها في الندوات المؤتمرات العملية في المجتمع ومن خلالها نبحث عن الإنسان فقط».

هل الخطاب الديني في المسيحية يحتاج لتجديد؟

«أي خطاب ديني يحتاج إلى تجديد ولكن أصوله ثابته والخطاب الديني وثوابته وقواعده ثابتة والمقصود بتجديد الخطاب الديني هو التجديد في الأسلوب وطريقة.. إزاي أن أكلم واتحدث للناس عن الحب وإلهة الحب والرحمة أكثر من أن أتحدث معهم عن إله الدينونة والعقاب والعدل فالأفراد يحتاجون أن يستمعوا في الخطاب الديني عن الرحمة والمحبة ومحتاجه أن تعرف الله وتؤمن به وقرب منه لأنها بتحبه وليس أن تخاف من الله.. فأي خطاب ديني ينطلق من تخويف الناس من الله يحتاج إلى تجديد».

يُقال إن النقد والتفكير ضد الدين.. كيف تنظر للأمر؟

«في رأي أنه لابد أن الفرد يكون قادر على التمييز بين الحقيقة وفي  الدين المسيحي لدينا المجالات العديدة للنقد الباحث عن الحقيقة ولكن ليس لنقد من أجل النقد أو التشتيت لكن الإيمان المسيحي قائم دائمًا للنقد الباحث عن الحقيقة دائمًا والنقد البناء حتى في تجديد طقوسنا لأن الطقوس تحتاج إلى تجديد حسب الظروف والأوضاع الحالية ومتطلبات العصر الحالي ويتم تجديدها من حين لأخر فالصلوات التي يتم فيها الصلاة من أجل نهر النيل والزروع أصبحت حاليًا على الصلاة تتم مدار السنة يتم الصلاة بها وليس فقط في شهور معينة ويتم تعديل في الطقوس والصلوات بروح النقد البناء وفق للظروف ومتطلبات العصر الحالي، وكما هو الحالي في تعديل الطقوس في طريقة التناول خلال بدايات أزمة كورونا في عام 2020 فكانت الكنيسة الكاثوليكية أول كنيسة تقوم بتعديل طقس التناول عن طريق التناول باليد وذلك وفقًا لمتطلبات الوقت الحالي ومنع انتشار العدوي.. وهذا لم يكن بدعه أو اختراع ولكن منذ بدايات القرون الأولى في المسيحية كان التناول عن طريق اليد».

كيف ترى علاقة الفرد بالدين في البلاد العربية؟

«لكل إنسان حق الانتماء لدينه والتمسك به دون تعصب ولابد أن أحترم عقيدته الدينية وشعائره وحريته الدينية، وفي المجتمعات العربية يكون هناك خلطا بين الدين والسياسة، ومفردات اليوم داخل الدين فيها والأفضل أن يقتصر الإنسان إيمانه داخله فقط ولا يستطيع أحد أن يقيم علاقة الأخر بالله، فالله وحده الذي يقيم علاقة الفرد به ولابد أن تكون أعمال الفرد قائمه على المحبة والإنسانية واحترام الأخر وقبوله للتعايش معه».

في اعتقادك.. هل من الضروري فصل الدين عن السياسة؟

«اعتقد أن هناك مبادرات تقوم على قبول الآخر والاحترام المتبادل والابتعاد عن الأمور الدينية، ويكون ذلك تطبيق عملي من خلال مدى قبول المختلف عني دينيًا وفكريًا.

كيف تنظر الكنيسة الكاثوليكية إلى رسامة المرأة قسيسًا؟

هذا الأمر محسوم في الكنيسة الكاثوليكية حيث لا يتم رسامة المرأة قسيسًا. 

كيف تتعامل الكنيسة الكاثوليكية مع الإلحاد وسط الشباب؟

«أرى أن أغلب الشباب لا يكون ملحدًا لكن ما يحدث بينهم نتيجة الأزمات من تأخر سن الزواج وعدم تواجد فرص عمل، فأغلب الأزمات يتم تركها لله وعندما لا يجد إجابة أو حلول لها فيتم الابتعاد عن الله، وعندما يجد فرص عمل مناسبة وتحل مشاكله يبدأ تدريجيًا في الرجوع إلى الله».

«الإلحاد عمليًا هو إنكار لوجود الله تمامًا نظريًا وعمليًا وأن الله ليس موجود ويعيش الملحد بفلسفة معينه مثل فلسفة الصدفة».

في رأيك لماذا الاختلاف في توقيت الاحتفال بالأعياد بين الطوائف المسيحية؟

«الاختلاف في توقيت الاحتفال بأي عيد من الأعياد بين الطوائف المسيحية الشرق أو الغرب ليس سببه العقيدة ولا يمسها في شيء إنما يرجع إلى التوقيت فقط، فالاحتفال بالأعياد الكنيسة يتم بناء على علم معين عن طريق دراسة الأزمنة وليس له علاقة عن قريب أو بعيد بالعقائد بين الطوائف ففي عيد الميلاد الكنيسة الكاثوليكية بتعيد في 25 ديسمبر.. وهذا اليوم أثبت علميًا بعد تصحيح وفارق زمني معين وأثبت للعالم كله أنه يوم 25 ديسمبر وأن الموضوع هو موضوع توقيت وضبط مواعيد فقط لا غير.. ومازالت بعض الطوائف في الشرق تحتفل بعيد الميلاد المجيد في 7 يناير، وفي العيد القيامة فإنه كل 4 سنوات يلتقي أو يتفق الشرق مع الغرب في الاحتفال بنفس اليوم في الاحتفال بعيد القيامة المجيد والموضوع ببساطة شديدة أن الكنيسة الغربية بتعيد أو تحتفل مع فصح اليهود بصلب المسيح وقيامته وفقًا للأناجيل فبالتالي استمر جزء كبير من الكنيسة أنه يحتفل بعيد القيامة تزامنًا مع فصح اليهود كمناسبة تمت في نفس الحدث، لكن الكنيسة في الشرق فضلت منذ بداية المسيحية أنها تفصل بين الأعياد المسيحية والأعياد اليهودية فلذلك أنفصل الاحتفال بعيد القيامة عن عيد الفصح اليهودي، فكل الطوائف المسيحية مؤمنة بميلاد المسيح وتجسده وصلبه وقيامته وبالتالى الاختلاف في الأعياد سببه التوقيت وليس العقيدة».