رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقب قطع المحادثات واستدعاء السفير الصينى.. سيناريوهات أزمة تايوان

الصين وتايوان
الصين وتايوان

تطورت الأحداث سريعا خلال الساعات القليلة الماضية، حول زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسى لتايوان.

وتوالت ردود الفعل بين بكين وواشنطن، وصلت لقطع الصين المحادثات بين العسكريين الصينيين ونظرائهم الأمريكيين، بجانب قطع المحادثات الخاصة بالمناخ.

كما قام البيت الأبيض باستدعاء السفير الصينى لدى واشنطن للاحتجاج رسميا على إطلاق الصين صواريخ نحو تايوان.

وما زالت الأوضاع مشتعلة بين الطرفين، وسط ترقب دولى لما سيحدث خلال الساعات المقبلة من سيناريوهات وأحداث.

ونرصد من خلال التقرير التالي أبرز السيناريوهات المحتملة لأزمة تايوان بعد تصعيد بكين لحدة التوتر.

سيناريوهات أزمة تايوان بعد تصعيد بكين لحدة التوتر..

قالت نرمين سعيد كامل، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه يسود في الوقت الحالي نوع من الترقب لردود الفعل حول الزيارة الجدلية لرئيسة مجلس النواب الأمريكية نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان، خصوصا أن الصين كانت قد انخرطت في حلقات من التوعد وصلت إلى حد التصريح بأن الجيش الصيني لن يقف مكتوف الأيدي إذا أتمت بيلوسي زيارتها.

وأضافت “كامل” فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن رد الفعل الصيني انحسر حتى الآن في نطاق أقل من المتوقع، وتضمن مناورات بحرية أحاطت بالجزيرة فيما يشبه الحصار، كما قالت وزارة الدفاع التايوانية إن 21 طائرة صينية اخترقت مجالها الجوي، إلا أن هذه الإجراءات كانت تتخذها بكين من قبل ولم يزد عليها سوى عقوبات اقتصادية يستهدف من خلالها عزل تايوان، وهو ما أقرت واشنطن بأنها لن تقبله.

وتابعت" كامل": "على مستوى بكين فلا يتوقع أن الأمر سيتجاوز استعراض لقوتها العسكرية وعزل الجزيرة التايوانية كعقوبة على زيارة بيلوسي، ولكنها لن تتطور إلى غزو أو عملية عسكرية موسعة في الوقت الحالي، وذلك لعدد من الأسباب؛ منها لأوضاع الاقتصادية المتردية، حيث خفضت مؤسسة “نومورا” توقعاتها لنمو الاقتصاد الصيني في الشهور الثلاثة الأخيرة من هذا العام إلى 3% بدلا 4.4%، وذلك كانعكاس للانهيار المعلن لأكبر شركة للعقارات “فايفر جراند” وأثر ذلك على الاقتصاد الصيني بشكل دراماتيكي، إذ لم تصمد الشركة  أمام ديونها التي قدرت بحوالي 300 مليار دولار، وهي نموذج للعديد من الشركات العقارية التي تعمل بذات الأساليب القائمة على الدين، مما سيترك آثارًا على متانة القطاع المصرفي هناك.

وأشارت “كامل" إلى أنه من ناحية أخرى لعل البعض يعتقد أن بكين قد يتم استفزازها عن طريق زيارة سياسية رفيعة المستوى إلى تايوان لأخذ رد فعل عسكري، ولكن التنين الصيني لا يجري توجيهه أو تحريكه بهذه السطحية، بعبارة أخرى فإن الطرح هنا لم يعد هل ستخضع الصين تايوان بالقوة؟ ولكن الطرح هو متى وكيف؟ فالحكومة المركزية في الصين تتعامل مع تايوان على أنها مسألة وقت، وتعترف بعدم جهوزيتها في الوقت الحالي لإخضاع تايبيه بالقوة. 

وتابعت كامل "يضاف إلى ذلك أنه قبيل انتخابات الحزب الشيوعي الصيني وهو حدث جلل، يواجه الرئيس الصيني العديد من التحديات التي ليس من ضمنها اتخاذ سياسيات خارجية أكثر تشددا، مع الوضع بالحسبان هنا أن الانتخابات الصينية لا تعول كثيرًا على القضايا القومية والشعبية في تحديد نتائجها، خصوصًا ما إذا كانت البلاد تعاني من وضع اقتصادي خانق يشبه بأزمة الرهون العقارية في 2008".

وعلى صعيد الولايات المتحدة، قالت “كامل” إن الزيارة التي قامت بها بيلوسي إلى تايوان ألقت بالكرة مباشرة في ملعب واشنطن، وتشكل الزيارة بشكل مبدئي عاملا مشجعا للانفصاليين في تايوان لإعلان الاستقلال عن الصين، لكن الدعم السياسي الذي حظيت به تايوان على خلفية الزيارة غير كاف للانفصاليين لإعلان الاستقلال؛ وينقص هنا الدعم العسكري والاقتصادي الذي يبدو بعيد المنال، خصوصًا بعد مراقبة تحركات الولايات المتحدة في الأزمة الأوكرانية وقبلها الانسحاب من أفغانستان، والتي بعثت برسالة مفادها أن واشنطن لن ترسل جيشها لأي مكان.

ومن ناحية روسيا الحليف القوي للصين، قالت “كامل” تمتلك الصين وروسيا تعاونا عسكريا على مستوى رفيع ينعكس في دعم موسكو لبكين لامتلاك التقنيات العسكرية الروسية المتطورة، من الغواصات والمدمرات، وتكنولوجيا الأسلحة، التي استفادت منها الصين في تطوير طائراتها ومطاراتها، وقواتها البحرية، وقدراتها الحربية والعسكرية، ودفاعها الجوي. ولكن على أي حال، فإن هذا هو الحد الفاصل للدعم العسكري الذي يمكن أن تقدمه موسكو لبكين إذا ما سارت الأمور للأسوأ، لأن موسكو بالأساس منشغلة بتحركات مضنية لجيشها في أوكرانيا وسوريا، ومن البديهي أنها لن تورط نفسها في المزيد.