رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراه .. هكذا أثرت الخلافات العائلية فى قصص جي دو موباسان

جي دو موباسان
جي دو موباسان

جي دو موباسان، الكاتب الفرنسي الأشهر الذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1850، يعد الأب الحقيقي لمولد فن القصة القصيرة في أوروبا والغرب عامة.

 

 ولد جي دو موباسان في فرنسا لأسرة أرستقراطية وأم من العامة.

 

درس جي دو موباسان القانون، والتحق بالجيش الفرنسي، ثم ككاتب في البحرية الفرنسية، وقابل “جوستاف فلوبير” عن طريق صلات أسرته ليصبح فيما بعد تلميذه المخلص، وقد قدم “فلوبير” لتلميذه نظريته للنجاح الأدبي والتي تتلخص في: “لاحظ، لاحظ، ثم لاحظ” 

 

لم ينشأ جي دو موباسان في وسط عائلي مستقر، فقد كان والداه في نزاع دائم وكثيرا ما تدب الخلافات بينهما وهو الأمر الذي انعكس عليه بشكل أو بآخر وأثر كثيرا في نفسيته وهو طفل صغير، وهو ما ظهر في كتاباته بعد ذلك. 

 

فظهرت قصصه واقعية تأخذ موقفا عدائيا من الناس، وتظهر موقفا متعاطفا مع الفقراء والمنبوذين من المجتمع.

 

وعلي الرغم من المشاكل التي عانت منها أسرة جي دو موباسان، إلا أنه كان يستمتع بالطبيعة من حوله والمتمثلة في حياة القرية والريف. فكان كثيرا ما يمكث ليراقب حياة الفلاحين ويتعرف علي عاداتهم، كما كان يذهب إلي البحر ويتابع الصيادين أثناء صيدهم للسمك، وقال في ذلك: “لقد كبرت علي شواطئ الشمال الرمادي والبارد”.

 

ــ فضل والدة جي دو موباسان في توجهه للأدب

كان لوالدة جي دو موباسان كبير الفضل الأول في اهتمامه بالأدب، فقد كانت تريده أن يحظي بمكانة أدبية رفيعة وهو ما تحقق فيما بعد بالفعل. 

ولعل جي دو موباسان هو أول من كتب القصة القصيرة في شكلها الحديث المتكامل. كتبها قبله كثيرون بالطبع من بينهم: “مارك توين”، و"إدجار آلان بو"، لكنهما لم يهتديا إلي ما أهتدي إليه “موباسان” من أن القصة القصيرة لا تحتاج إلي الوقائع الخطيرة والخيال الخارق، بل يكفي الكاتب أن يتأمل في الأحداث العادية، والأفراد العاديين لكي يفسر الحياة ويعبر عن خفاياها من خلال موقف أو لحظة من لحظاتها.

 

عكف جي دو موباسان علي الكتابة، فانهالت أعماله علي الساحة الأدبية، نشرت صحيفة “جيل بلان” قصته الطويلة تحت عنوان “حياة امرأة”، ونشرتها علي شكل حلقات مسلسلة ابتداء من السابع والعشرين من شهر فبراير في العام 1883، ثم في العام التالي أزداد الإنتاج الأدبي له.

 

ترك  جي دو موباسان للمكتبة العالمية عقب وفاته إرثا أدبيا هائلا ومتنوعا ما بين القصة القصيرة والتي أبدع فيها، وروايات وأشعار. فقدم حوالي 250 قصة قصيرة، وستة روايات وديوان شعري وحيد. 

 

ونذكر من مؤلفات جي دو موباسان: “حياة امرأة”، “الصديقة الجميلة”، “بيتر وجون”، “إيفيت”، “الغوريلا”، “ميس هارييت”، “كرة الشحم”، “القلادة الماسية”، “المظلة”، “قطعة الخيط”، “ضوء القمر”، “رحلة إلي الجزائر بلاد الشمس”، “بالإضافة إلي مسرحية بعنوان “تاريخ الأزمنة القديمة”. وغيرها العديد من الكتب والمؤلفات القيمة التي تركها جي دو موباسان، ومنها أيضا: ”القناع"، “رسالة مجنون”، “الأنسة فيفي”، “قطعة وتر صغيرة”، “الوداع”.

 

ــ أزمة جي دو موباسان مع المرض

عاني جي دو موباسان من المرض لفترة من الزمن حتي وفاته في السادس من يوليو عام 1893، بعد أن ترك للمكتبة العالمية والتراث الأدبي الإنساني، إرثا ثقافيا انضم إلي ما تركه لنا أدباء عباقرة، أبوا أن يتركوا هذه الحياة دون أن يدعوا آثارا لهم بها.

 

قال عنه الكاتب الكبير “إميل زولا” والذي شهد وفاته: "لقد تقبل القراء كل ما كتبه جي دو موباسان، إذ أشبع كل الطاقات الفكرية، وكل الأحاسيس الإنسانية، وتجسدت أمامنا الموهبة التي لم تتخلي أبدا عن أقل قدر من سموها. ومع ذلك كانت تستحوذ علي إعجاب وتعاطف جمهور القراء علي الفور.