رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بهيجة حافظ حصلت على «50» جنيهًا بأول مسابقة سينمائية تقام فى مصر

بهيجة حافظ
بهيجة حافظ

بهيجة حافظ، والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1908، فنانة شاملة وواحدة من ثلاث نساء كن في صدارة  قائمة الفن السينمائي في مصر، فقد أنتجت وأخرجت ومثلت، ووضعت الموسيقى التصويرية لأفلامها، كما صممت لها الملابس وقامت بالمونتاج.

بهيجة حافظ أول مصرية تدرس الموسيقى في فرنسا، وأول من أنشأت نقابة عمالية للموسيقى، وأول وجه نسائي ظهر على شاشة السينما المصرية، من خلال دورها في فيلم “زينب” في نسخته الصامتة، وتقاضت عن بطولتها للفيلم أجرا قدره 25 جنيها مصريا، وهو مبلغ طائل بمقياس ذلك الوقت.

حصلت بهيجة حافظ، عن فيلمها “الضحايا”، على مبلغ قدره “50” جنيها، في أول مسابقة سينمائية عرفتها مصر وكان قدرها مائتي جنيه، والتي منحتها لها لجنة مراقبة التمثيل بوزارة المعارف، في يناير من العام 1933، وهي السابقة الأولى من نوعها، فقد كانت الجوائز السينمائية قاصرة على رجال المسرح فقط، وقد جاء في تقرير لجنة الجائزة أنها قررت: “أن تمتد الإعانة فتشمل بعض الجهود البارزة في الفن السينمائي المصري”. 

ــ “زينب” حكاية أول فيلم مصري صامت 

رغم أنه يؤرخ لبداية الفن السينمائي في مصر، بالفيلم الصامت “برسوم يبحث عن وظيفة” من إنتاج عام 1923، إلا أن فيلم “زينب”، في نسخته الصامتة للمخرج محمد كريم، كانت كل عناصره مصرية مائة بالمائة، سواء في قصته التي كتبها الدكتور محمد حسين هيكل تحت عنوان “مناظر من الريف المصري”، أو جهته الإنتاجية، فـ فيلم “زينب” من إنتاج فيلم رمسيس لمديرها الفنان يوسف وهبي.

قامت الفنانة بهيجة حافظ ببطولة فيلم “زينب”، حيث جسدت فيه دور البطلة “زينب”، ولم تكتف بهذا، بل وضعت الموسيقي التصويرية للفيلم، والتي سجلت على الأسطوانات، وقامت بتلوين أجزاء كبيرة منه في باريس، وكتابة النص المصاحب له بالفرنسية.

ويذكر الباحث دكتور ضياء مرعي، في كتابه “دور الأجانب في السينما”، أن فيلم “زينب” تكلف حوالي 2000 جنيه، معظمها أنفق في تكاليف الجزء الملون من الفيلم، فقد ظهر في الفيلم أول لقطات ملونة، حيث تم تلوين 400 متر بالألوان نفذت في الخارج بشركة “باتييه” في باريس، بطريقة تلوين صور الفيلم صورة صورة.

ويعتبر فيلم "زينب" لــ بهيجة حافظ أول عمل أدبي يظهر في قالب سينمائي لذلك قام محمد كريم بإعادة إخراج الفيلم ناطق وعرض مرة ثانية في 8 ديسمبر 1952، بطولة يحيى شاهين وراقية إبراهيم “في دور زينب” الذي سبق وقدمته بهيجة حافظ، وفريد شوقي. 

استغرق تصوير فيلم “زينب” وإعداده 21 شهرا دارت فيه الكاميرا 64 يوما، وقامت بهيجة حافظ بوضع الموسيقى التصويرية لبعض المناظر، وكانت تدار على أسطوانات خلال عرض الفيلم، وحدد موعد عرض فيلم “زينب” لــ بهيجة حافظ في 9 أبريل سنة 1930 بسينما متربول، ثم عرض الفيلم مرة واحدة دون أن تتخلله استراحات بين الفصول علي نحو ما كان قديما في ذلك الوقت.

وضعت اللغة العربية ــ بواسطة بهيجة حافظ ــ في مكانها الطبيعي فكانت العناوين “التيترات” تعرض علي الشاشة الكبيرة، بينما عرضت العناوين الفرنسية علي شاشة جانبية بعكس ما كان يحدث في تلك الأيام. 

شارك بهيجة حافظ بطولة فيلم “زينب” في نسخته الصامتة عام 1930 كل من: سراج منير في دور إبراهيم حبيب زينب، زكي رستم في دور حسن زوج زينب، دولت أبيض في دور والدة زينب، إبراهيم حسن الكاملي في دور والد زينب، حسن أحمد في دور والد حسن، منيرة أحمد في دور والدة حسن، نادية في دور أخت زينب، جمال حسني في دور شقيق زينب، حسن كمال في دور العمدة، عبد القادر المسيري في دور الطبيب، سيدة فهمي في دور شقيقة حسن، بالإشتراك مع حسين عسر، علوية جميل، إبراهيم الجزار، محمد إبراهيم لطفي الحكيم، توفيق صادق وروحية محمد، عبد الوارث عسر والراقصة دولي أنطوان.

وقد لاقي فيلم "زينب" لــ بهيجة حافظ نجاحا جماهيريا في عرضة الأول أشادت به الصحافة ويعتبر الفيلم وحتي هذا التاريخ، هو الفيلم الروائي الطويل المصري الأول الذي كان جميع العاملين به من المصريين باستثناء المصور “جاستون مادري”.