رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الجارديان»: أيمن الظواهرى كان مريضًا وقتله لن يضعف تنظيم القاعدة

أيمن الظواهري
أيمن الظواهري

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على إعلان مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مساء الاثنين، مؤكدة أن الظواهري كان أداؤه ضعيفًا ومتواضعًا في تنظيم القاعدة مقارنة بأسامة بن لادن الزعيم السابق للتنظيم، وسيؤدي موته إلى حدوث اضطراب قصير الأمد في المنظمة الإرهابية، ولكن من غير المرجح أن يسبب أي مشاكل كبيرة على المدى الطويل.

الظواهري غير مؤثر في القاعدة

وقالت الصحيفة إنه قبل عقد من الزمن، كان قتل الظواهري سيحدث فرقًا كبيرًا، والآن، على الرغم من أن طبيعة موته توضح قدرة الولايات المتحدة المستمرة على ضرب أعداء فرديين حتى في البيئات المعادية وتثير تساؤلات حول علاقة طالبان بالجماعات المتطرفة، إلا أن الحادث من غير المرجح أن يضعف القاعدة بشكل كبير.

وتابعت أن الظواهري البالغ من العمر 71 عامًا كان يعاني من أمراض خطيرة، ومن المرجح أن تكون العديد من المهام الرئيسية كانت تدار من قبل آخرين في التنظيم منذ سنوات طويلة، ومن المتوقع أيضًا أن يتولى أحد الشباب القيادة الآن، على الرغم من التناقص الكبير في السنوات الأخيرة للخلفاء المحتملين، هناك العديد من المرشحين الأكفاء.

خلفاء الظواهري في قيادة القاعدة

وأضافت أن المرشح المفضل لتولي المنصب هو محمد صلاح الدين زيدان، المعروف باسم سيف العدل، البالغ من العمر 60 عامًا، وهو مصري المولد ومن المتطرفين، الذي اعتبرته أجهزة الأمن الغربية منذ فترة طويلة منظمًا مقتدرًا، ومع ذلك، فهو موجود في إيران ولا يستطيع السفر وتتم مراقبة اتصالاته.

ومن بين الذين وصفوا بأنهم خلفاء محتملون هو عبدالرحمن المغربي، مدير الحملات الإعلامية للقاعدة، وأبو الوليد الفلسطيني، وهو منظّر بارز مقيم في سوريا، والعديد من قادة المنظمات المحلية المنتسبة، مثل مبارك يزيد (أبو عبيدة يوسف العنابي) زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأحمد الدرعي من تنظيم القاعدة في شرق إفريقيا.

وأضاقت أنه أيًا كان من يتولى المنصب، فإن قراراته الاستراتيجية ستكون مهمة، على الرغم من أن تنظيم القاعدة كان معروفًا بتمكينه المبتكر للخلايا المحلية، فإن الرجل في أعلى الهرم يتمتع بسلطة حقيقية، لأن الولاء لا يكون للتنظيم ولكن للفرد.

وأشارت إلى أن هذا هو أحد الأسباب التي جعلت أسامة بن لادن ، مؤسس القاعدة وزعيمها ، قادرًا على انتقاد كبار مساعديه الذين اعترضوا على استراتيجيته التي اختارها لضرب "العدو الأقصى"، الغرب، وإذا لم يكن قد فعل ذلك، لما كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي قتل فيها ما يقرب من 3 آلاف شخص قد وقعت.

هل رفض الظواهري سياسة بن لادن؟

وبحسب الصحيفة، فعندما أصبح الظواهري زعيمًا بعد قتل بن لادن في غارة للقوات الأمريكية الخاصة في باكستان في عام 2011، أبعد القاعدة عن الهجمات طويلة المدى، معتقدًا أنها كانت تأتي بنتائج عكسية، ففي أيامه الأخيرة، فقد وجه بن لادن ضربات طموحة مخططة بدقة ضد ناقلات النفط، معتقدًا أن هذه الضربات ستشل الاقتصاد الأمريكي، ولكن ألغى الظواهري هذه المخططات، وبدلًا من ذلك، تم تعزيز الروابط مع المجموعات في جميع أنحاء العالم وبُذلت الجهود للتوسع من خلال كسب الدعم تدريجيًا من المجتمعات على الأرض.

وأضافت أن سياسة الظواهري لم تحقق نحاجات وعانى تنظيم القاعدة من نكسات كبيرة في العراق وسوريا خلال 11 عامًا كان الظواهري في السلطة، وأدى صعود خصم جديد وهو تنظيم داعش، الذي اجتاح البلدين وأقام "خلافة" جديدة، إلى فقدان الصورة والنفوذ في منطقة رئيسية وكذلك المنافسة في أماكن أخرى، لابد أن الإنجازات المحدودة لفرعها في اليمن، التي كان يُنظر إليها ذات يوم على أنها تهديد محتمل رئيسي للمنطقة والغرب، كانت مخيبة للآمال.