رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرشدون وقتلة.. مرشد الطظ "7"

كيف استطاعت جماعة  إخوان الشر تربية أجيالها، على مدار ما يقرب من مائة عام .. أن الله سبحانه وتعالى  كما حدد المحرمات، أباحها لهم وحدهم،  دون خلق الله، وكيف يقتنع أعضاء الجماعة- كبيرهم وصغيرهم- أن كبيرة الكذب يمكن أن تكون حلالاً لأي سبب مهما كان،  حتى لو كان السبب هو إعلاء كلمة الله في الأرض، فكيف يرضى الله أن ندافع عنه بالكذب والقتل والمحرمات جميعاً .
لم يكن من الممكن ذكر سيرة المرشد السابع للجماعة مهدي عاكف دون الحديث عن الكذب، بل لم يكن من الممكن أن نتحدث عن جماعة الإخوان عموماً دون الحديث عن مبدأ التقية الذي تستند إليه في تبرير المحرمات عموماً ويمارس أعضاؤها الكذب طول الوقت، فبمجرد انتماء أي فرد لتلك الجماعة تبدأ رحلته مع الكذب على مَن حوله، ويتحول انتماؤه من الانتماء لأسرته المكونة من الأب والأم والأشقاء، إلى الانتماء لأسرته الإخوانية المكونة من الأمير والأخ في الله.
ويتحول الانتماء من الوطن إلى الانتماء للجماعة، ويتحول الوطن الأغلى من الروح والنفس، إلى حفنة من تراب عفن، و"طظ" في هذا الوطن و"طظ" في الأهل والشعب كله.. هذا ما أكده الأستاذ مهدي عاكف الذي كان معروفاً بانفلات لسانه، وقاله في حواره مع الزميل الأستاذ سعيد شعيب حين سأله عن رأيه الذي سبق وأعلنه في أكثر من مقابلة عن قبوله حكم أى إنسان لمصر حتى لو كان ماليزي الجنسية طالما هو مسلم، فرد عاكف مؤكدا قوله هذا ومضيفا بكل ثقة، جملته الشهيرة "طظ في مصر وأبو مصر طالما سيحكمني مسلم" 
حينها أجرى الزميل سعيد شعيب الحوار لصالح جريدة الكرامة التي كان يرأسها وقتها الأستاذ حمدين صباحى فرفض نشر الحوار، لما كان تربطه بالجماعة مصلحة تحالف سياسي غير منطقي، فنشرت الحوار جريدة روزاليوسف برئاسة تحرير الراحل عبدالله كمال، فقامت الدنيا ولم تقعد ضد الزميل سعيد شعيب وضد روزاليوسف ولم تتوقف الجماعة عند نفي الحوار، بل أنكرت في بيانات رسمية مقابلة المرشد مهدى عاكف لزميلنا سعيد شعيب من الأساس، ولم تتوقف الجماعة عند النفي، بل وصل للتهديد باللجوء للقضاء وإبلاغ النائب العام ضد الصحفي والجريدة، حتى أعلن سعيد شعيب عن امتلاكه تسجيلاً كاملاً للحوار، فسكتت الجماعة عن التهديد باللجوء للقضاء، وتحولت إلى التهديد الشخصي للزميل الصحفي مع حملات تشويه وتكذيب معتادة من الجماعة ضد خصومها والدفاع المستميت عن المرشد، ورغم تلك الفضيحة لم يحرك أحد من أعضاء الجماعة ساكناً عن واقعة كذب علني وقع فيها المرشد العام وتبعته الجماعة كلها ، فالكل مقتنع بأنه كذب أحله الله طالما الهدف الحفاظ على الجماعة، التى تسعي، من وجهة نظرهم، إلى إعلاء كلمة الله في الأرض.
ينتمى مهدى عاكف داخل الجماعة إلى فصيل ما يُعرف بجماعة القطبيين، وهو الفصيل المتشدد داخل الجماعة والذي يؤمن بأفكار سيد قطب  حتى لو لم يكن عاكف عضواً في التنظيم القطبي، لأنه كان سجيناً في الفترة من 1954 إلى 1974، في قضية محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر،  لكنه من المؤمنين بالإرهاب كوسيلة للوصول للحكم .
تنازل عاكف لأول مرة في تاريخ الجماعة عن منصب المرشد بعد توليته لفترة واحدة إلى المرشد الأخير محمـد بديع، عضو تنظيم سيد قطب الإرهابي، ورغم وفاة عاكف داخل مستشفى قصر العيني محبوساً عام 2017، لكن محكمة النقض المصرية رفضت في نوفمبر 2021 الطعن المقدم من محاميه وأيدت إدراجه على قوائم "الإرهاب" لمدة 5 سنوات ليموت إرهابياً بحكم محكمة نهائي.