رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيلها.. حكمت أبو زيد أول امرأة تتقلد منصب الوزارة فى مصر

حكمت أبو زيد
حكمت أبو زيد

حكمت أبو زيد، والتي تحل اليوم ذكري رحيلها عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 2011، هي أول امرأة مصرية تتقلد منصب الوزارة في مصر، حيث أسندت إليها وزارة الشئون الاجتماعية، في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.

ولدت حكمت أبو زيد في قرية الشيخ داود بمحافظة أسيوط، لأب يتمتع بالانفتاح ويؤمن بضرورة تعليم البنات، أطلق عليها الزعيم جمال عبد الناصر، لقب «قلب الثورة الرحيم».

تقول الدكتورة هدي زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي، درست حكمت أبو زيد التاريخ، حصلت على الدكتوراة من إنجلترا بمنحة جامعية، وكانت حريصة أن ترتبط الموضوعات التي تدرسها ببسطاء مصر وفقراءها، فكتابها «التكيف الاجتماعي في الريف المصري»، يهتم بعلم الاجتماع الريفي والحضري.

وتتابع هدي زكريا: «درست لنا حكمت أبو زيد عقب خروجها من الوزارة، وكانت أمينة لجنة الفكر والثقافة بالاتحاد الاشتراكي، وقتها أدركت الفتيات أن المستقبل في العلم والتعلم، كانت فكرة الرائدة الريفية من أهم الأفكار التي تبنتها وعملت على تحقيقها الدكتورة حكمت أبو زيد، فكانت تعلم فتيات الريف كيف يقدن حركة التقدم في مناطقهن القروية».

معالم الطريق أمام المرأة العاملة

وفي كتابها «معالم الطريق أمام المرأة العاملة»، والذي تهديه حكمت أبو زيد إلى الأم حيث كانت، في الجمهورية العربية المتحدة.. في الوطن العربي الكبير.. في قارتنا أفريقيا الثائرة.. تقدم الدكتورة حكمت أبو زيد وزيرة الشئون الاجتماعية في أول مؤتمر قومي دعت إليه لدراسة شئون المرأة العاملة، والذي عقد في القاهرة في 23 نوفمبر 1963، من الخلاصة الواعية بمشكلات المرأة العاملة والنساء في عمومهن. 

تقول حكمت أبو زيد: «إن المرأة لا بد أن تتساوي بالرجل، لا بد أن تسقط بقايا الأغلال التي تعوق حركتها الحرة، حتى تستطيع أن تشارك بعمق وإيجابية في صنع الحياة».

حكمت أبو زيد وتجربة مديرية التحرير

تذهب الدكتورة حكمت أبو زيد في كتابها «التكيف الاجتماعي في الريف المصري الجديد»، إلى أن تجربة «مديرية التحرير»، لم تكن مجرد تجربة اقتصادية فحسب، وإنما كانت تجربة اجتماعية من نوع جديدو تهدف إلى خلق مجتمع ريفي نموذجي يقوم على أسس اشتراكية تعرونية ويوفر حياة كريمة لطائفة كبيرة من المواطنين، من أجل هذا جاءت أهمية التجرية، ومن أجل هذا كان لابد من أن نولي الناحية الاجتماعية أهمية لا تقل بحال عن أهمية الناحية الاقتصادية. 

وتوضح حكمت أبو زيد، أنه ولإنجاح هذه التجربة لا بد من توافر الخبراء النفسيين والتربويين والاجتماعيين، لافتة إلى أنه ليس الهدف من مشروع مديرية التحرير أن نعمر مساحات هائلة من الصحراء نضيفها إلى رقعة مصر الزراعية، لمقابلة الزيادة المطردة في عدد السكان فحسب، بل إنها تستهدف خلق مجتمع مصري متعاون متكامل قائم علي نظام اقتصادي واجتماعي جديد تتوافر فيه للمواطنين الحياة الحرة الكريمة.