رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مترجمون يوضحون سبب غياب استراتيجية ترجمة اللغات الآسيوية

 ندرة الترجمة
ندرة الترجمة

ندرة  الترجمة من اللغات الأسيوية مثل الهندية واليابانية والكورية أصبح أحد المسلمات التي يعيشها القارئ العربي، وما يصل لنا لا يشير إلى أن ثمة حركة ترجمة فاعلة، وبعد حصول الكاتبة الهندية “جيتانجالي” على جائزة “البوكر” كان السؤال هل يعيد فوزها الأدب الأسيوي لصدارة الترجمة العربية؟. 

يقول المترجم والأكاديمي الدكتور أنور إبراهيم، إن بالنسبة للغات الأسيوي لدينا مدرسة قوية لتعليم اللغة الصينية وعلى رأسها دكتور محسن فرجاني والذي يعمل على الكلاسيكيات الصينية، إلى جانب أنه كتب مقدمة للمسرح الصيني، ولديه العديد من التلاميذ الذين يعملون بالترجمة من الصينية منهم ميرا أحمد، يارا المصري، إلى جانب دكتور حسانين فهمي، بالإضافة إلى أن هناك دعم صيني للناشرين.

وأضاف أن بالنسبة للغات الأخرى مثل الكورية والهندية، “اعتقد أننا نحتاج إلى الانفتاح على الترجمات فيها، ونحن سنقدم  عبر سلسلة ”آفاق" عالمية كتاب أشعار من الأوردية، والذي سيصدر قريبًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

وتابع إبراهيم: “المؤسف أن لدينا العديد من المترجمين على رأسهم عصام حمزة بعيدين عن الترجمة وبالرغم من أنه أستاذ ترجمة لليابانية، للأسف أن أعمال كثيرة لكُتاب مثل ”موراكامي" وغيره تترجم عبر لغات وسيطة.

ولفت إلى أن دور النشر تشترط أن تكون من اللغة الأصلية وكنت أنادي دومًا لا توقفوا الترجمات من اللغات الوسيطة، وكان هذا أحد الحلول البديلة لتحريك حركة الترجمة في المؤسسات الحكومية، وسد الفجوة الناتجة لندرة مترجمي الأعمال من لغاتها الأصلية، إلى جانب ذلك أن ثمة أحد أبرز العوائق وهي العائد المادي التي يعانيها المترجم في مصر.

واختتم إبراهيم: "ليس لدينا الاستراتيجية للترجمة، والأمر متوقف على المترجم وذائقته نفسها، في حين أنه يشارك مضطر في مشروعات واستراتيجيات لبلدان عربية أخرى.

من جانبه يرى المترجم والأكاديمي دكتور محسن فرجاني: "يصعب فيما مضي ولفترة طويلة قادمة، أن يتم انتاج ترجمات من الهندية لأسباب متعلقة بغياب لأقسام لدراسة اللغات الآسيوية مثل الهندية والتي هي شبه قارة، كذلك الصين أيضًا في داخل الصين لغات أخرى تنتج أدبًا غير اللغة الصينية، ولحسن الحظ لدينا قسم صيني ويبدو أن حركة نشطة، ولكن الحقيقة  وبالرغم ما يبدو من حركة نشطة إلا أن الواقع يقول أن أمامنا الكثير في ظل ما يتم إنتاجه من إبداع صيني.

من جانبه يقول الكاتب والمترجم ميسرة صلاح الدين: “الحقيقة أن حركة الترجمة من اللغات الآسيوية المختلفة إلى اللغة العربية وغيرها من اللغات الأخرى شهدت زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة بوتيرة متصاعدة وبشكل ملحوظ”.

وتابع صلاح الدين: “قد جاءت اللغة الصينية والأدب الصيني في صدارة المشهد وتلاحقه أداب لدول أخرى، وقد جاء ذلك التطور الملموس في ترجمة الأداب الأسيوية بشكل عام نتيجة برامج دعم وتمويل للكتاب الأسيويين بهدف نشر إبداعهم وترجمته لمختلف اللغات”.

ولفت صلاح الدين إلى أن هذا هو ما يعبر عن إدراك عميق لطبيعة ومهمة الأدب في نشر الثقافات الأسيوية وتقريبها لسائر الشعوب مما يحقق نتائج معنوية واقتصادية على المدى القصير والمدى الطويل بدرجات مختلفة.

وأكد على أن من الواضح أن الدول الآسيوية قد قررت أن تعيد تعريف نفسها في مشهد الأدب العالمي وفي المشهد الثقافي لتحقيق أكبر قدر من المكاسب تماما كما تفعل في الحقل الاقتصادي وأظن أن حصول كتاب أسيويين على جوائز ذات طابع عالمي هو حصاد مباشر لذلك الجهد الدؤوب المبذول مقدمًا.