رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب ماهر فرج الدويري يكشف العوامل المرتبطة بالزواج المبكر للفتيات

الزواج المبكر
الزواج المبكر

الزواج المبكر من الظواهر الاجتماعية التي تناقش من حين لآخر في الكثير من الندوات الثقافية، ويكتب عنها العديد من المؤلفات، أو يتعرض لها بعض الكتاب داخل مؤلفاتهم التي يصدرونها.

ومن بين تلك الإصدارات التي مرت مرورًا خفيفًا على مسألة الزواج المبكر للفتيات، الكاتب ماهر فرج الدويري، فى كتابه "قصة الأرض والسكان في مصر" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

وقد ربط المؤلف ظاهرة الزواج المبكر بعدة عوامل منها: الفقر والجهل وطريقة التسنين، قائلًا:" إن بعض الأسر المصرية التي تقع تحت خط الفقر تجد فى زواج البنت فرصة للتخلص من أعباء إعالتها، وخاصة إذا كان العريس ميسورًا، وهذه الظاهرة واضحة في قرى الريف والأحياء الشعبية في المدن.

وأضاف الكاتب أن الفقر هنا يرتبط أساسًا بواقع صعب تعيشه الأسرة وهو ناجم بطبيعة الحال من أسباب قهرية ضاغطة، فقد يكون العائل متعطلًا عن العمل ولا يستطيع الحصول على دخل يكفى توفير احتياجات الأسرة الضرورية، وقد يرجع هذا بسبب كثرة الأبناء عن الحد المعقول وبالتالي تكثر مطالبهم فى جميع مراحل العمر، والفقر هنا لا يمثل وضعًا شائًكا للأسرة ولكنه يعبر عن حالة خطيرة ترزح تحت وطأتها شريحة كبيرة من السكان، وهذا الزواج لا يمثل خطرًا على الفتاة فحسب بل على المجتمع".

وأشار فرج إلى أن الزواج المبكر فكرة خاطئة سادت في المجتمعات الشرقية بوجه عام وفى المناطق الريفية بوجه خاص، ويبدو أن هذه الفكرة هى وليدة الخلط بين كون المرأة وسيلة للمتعة الجنسية وبين وضعها الطبيعي كمخلوق قدر له أن يكون رحمها موضع الجنين ورعايته إلى موعد ولادته.

وأوضح أنه قد ارتبطت هذه الفكرة أيضًا بتصورات وهمية أو ذهنية بأن فحولة الرجل وخصوبة المرأة تثبت بإنجاب أكبر عدد من الأبناء، والحقيقة ليس هناك ما يسمى بالفحولة الزائدة فى بعض الرجال أو الخصوبة العالية في بعض النساء فى العالم بقدر ما يرتبط هذا الاعتقاد بأسلوب المعيشة ونوع الغذاء وطبيعة المهنة والوعى الثقافي.

وأكد على أنه ليس معنى ذلك أن الرجال والنساء فى الدول النامية أقدر على إنجاب الأطفال أكثر من الرجال والنساء في الدول المتقدمة، ولكن قدرات أي من هؤلاء إما تولد طاقات لإنجاب الأطفال، أو يتحول إلى طاقات أخرى لإنتاج وابتكار أشياء مادية أو إبداعات نافعة، مستشهدًا بجدول معدل الخصوبة ووفيات الأطفال الرضع عام 2002.