رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرشدون وقتله.. الهضيبي الابن

مع إحتفالنا بالذكرى الـ 70 لثورة 23 يوليو المجيدة ، يتجدد موقف جماعة الإخوان العدائي الثابت من الثورة والمستمر حتى يومنا ، بأكاذيب مكررة ومقررة على أعضاء الجماعة منذ انقلاب الجماعة على الرئيس جمال عبدالناصر مع بداية عام 1953 ومحاولة قتلة في المنشية عام 1954.
أما لماذا إنقلبت الجماعة على ثورة يوليو ففيها أقاويل كثيرة ووجهات نظر مختلفة وأكاذيب معتادة من جماعة الشر الإخوانية . 
لكن قول الفصل في هذا العداء ، هو ما حققته الثورة من نجاحات سحبت البساط من تحت أقدام الجماعة ، وهى بتحقيق العدل الإجتماعي لأول مرة في تاريخ مصر وخلق مجتمع تكافوء الفرص ، وإهتمام الدولة بكل ما يخدم الدين ،  فلم يعد هناك مبرر لوجود الجماعة التى حاولت اختراق المجتمع تحت شعارات الاصلاح الاجتماعي والدفاع عن الدين ، ومع مرور الوقت تحول عداء الجماعة لثورة يوليو إلى منهج يخدم وجهات نظر أعداء الثورة في الداخل والخارج ، وإرتبط عداء جماعة الشر الإخوانية بوجود إسم " الهضيبي " كرمز للعداء المحكم مع أسم الرئيس جمال عبدالناصر .
والهضيبي في تاريخ الجماعة تكرر مرتين ، الأولى بتولي المستشار حسن الهضيبي منصب المرشد الثاني للجماعة ، وعلى يديه بدأ الصدام مع الرئيس جمال عبدالناصر والثورة ، والثاني هو المستشار مأمون الهضيبي إبن المرشد الثاني والذي تولي منصب المرشد السادس في تاريخ الجماعة  . 
" كنا نتقرب الى الله بأعمال النظام الخاص " كانت تلك أشهر كلمات الهضيبي الإبن في معرض الكتاب بالقاهرة عام 1992، خلال ندوة علنية شهيرة ، قالها في وجود  المفكر الدكتور فرج فودة خلال مناظرته للإخوان والتيارات السلفية  تحت عنوان: مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، وكان فرج فودة ضمن أنصار الدولة المدنية مع الدكتور محمد أحمد خلف الله، بينما جلس على الجانب الاخر  الشيخ محمد الغزالى، والمستشار مأمون الهضيبى نائب مرشد الإخوان آنذاك، والدكتور محمد عمارة، وحضر المناظرة نحو 20 ألف شخص.معظمهم من الإخوان الذين صاحوا مكبرين بأعلى الأصوات رداُ وتأيدا لكمة الهضيبي " وبعدها تم إغتيال المفكر والكاتب فرج فودة فى يونيو من نفس العام !
والنظام الخاص لمن لا يعرف هو التنظيم السري المسلح لجماعة الإخوان والذي تأسس أول مرة بقرار حسن البنا ، وسبب تأسيسية المعلن وقتها هو مواجهة أعداء الجماعة - من وجهة نظرهم -  فلم يحدد البنا  من هم الأعداء ، لكن ضحايا هذا التنظيم طول الوقت كانوا من المصريين الأبرياء  وبعضهم من أعضاء الجماعة نفسها ، بل وصل الأتهام إلى قتل حسن البنا نفسه على يد النظام الخاص  . 
العمليات الإرهابية للنظام الخاص  بدأت بقتل القاضي الخازندار، وأحمد ماهر باشا رئيس الوزراء ، والنقراشي باشا ، ثم حكدار العاصمة الذي قتل بقنبلة أثناء تأمينة لمظاهرة إخوانية ، ثم تفجيرات حارة اليهود ومحلاتهم ومحكمة إستئناف القاهرة ، وغيرها من تاريخ طويل من الإرهاب الموجه ضد الشعب المصري .
سبق و أعتقل المستشار مأمون الهضيبي أكتر من مرة وحكم علية مرة واحدة وخرج بعفو رئاسي عام 1971 ، لكنه لم يعزل من القضاء وإستكمل مسيرته حتى وصل إلى منصب رئيس محكمة استئناف القاهرة ثم خرج معاش بشكل طبيعي ، وسافر للعمل بالمملكة العربية السعودية وعاد وكان ضمن قوائم الإخوان المرشحين لإنتخابات مجلس الشعب عام 1987 حيث مثل دائرة الدقي في هذه الدورة ، ومع كل ذلك ظل الهضيبي وجماعته يدعون الإضطاد ويتاجرون بالظلومية !