رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معركة «الجسر».. خطة أوكرانيا لتحرير «خيرسون» من القوات الروسية

قوات روسية
قوات روسية

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن قواته تتقدم نحو مدينة خيرسون، جنوبي البلاد، في ظل هجمات مضادة واستهداف نقاط ضعف رئيسية بالمدينة وقطع خطوط الإمداد الروسية، وهو ما اعتبره المراقبون الانتقال من الدفاع إلى الهجوم المضاد.

كانت القوات الروسية قد احتلت أجزاء كبيرة من مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود، في الأسابيع الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، وكان يسكن المنطقة قبل الحرب قرابة 300 ألف نسمة، فيما اشتهرت المدينة بصناعة السفن، وتعتبر إحدى المدن الاستراتيجية الهامة.

خطة الجسر

على مدار الأيام الماضية، استهدفت القوات الأوكرانية المعابر على نهر نيبرو، في محاولة لقطع خطوط الإمداد الروسية، فقد أصابت المدفعية جسر دارييفسكي على نهر نيبرو، كما استهدفت القوات الأوكرانية، باستخدام أسلحة زودتها بها الولايات المتحدة، جسر أنكونيفسكي، أحد الجسرين اللذين تسيطر عليهما روسيا.

ووصف مسئولون غربيون الجسر بأنه "نقطة ضعف رئيسية" في القوات الروسية، وأفادوا بأنه إذا قطع هذا المعبر فإن "القوات الروسية التي تسيطر على خيرسون ستكون معزولة، وتعد تلك ضربة عسكرية وسياسية موجعة لروسيا".

يذكر أن قطع خطوط الإمداد الروسية عن خيرسون قد يسهل عملية استعادة القوات الأوكرانية السيطرة على المدينة، خاصة في ظل حالة غضب داخل المدينة من الروس، فغالبيتهم يتحدثون الروسية لكنهم ينظرون إلى ما يحدث على أنه نوع من "الاحتلال" الذي يجب مواجهته.

دعم غربى لـ«أوكرانيا»

تتلقى كييف دعماً واسعاً من دول الناتو، وحسب التقديرات فإن القوات الأوكرانية ستحقق انتصارات على الأرض خلال الأيام المقبلة، كما أن الصمود يعد مكسبا، في الوقت الذي تراهن روسيا على ضعف عزم الغرب بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء العالمية التي ساعدت الحرب على تأجيجها.

وتستخدم أوكرانيا أهمّ ما حصلت عليه من أسلحة غربية ضدّ الروس في مناطقها الجنوبية، وأبرزها منظومات صواريخ موجهة من طراز هيمارس زودتها بها الولايات المتحدة، يبلغ مداها 80 كيلومتراً، والهدف تدمير مخازن الأسلحة ومراكز القيادة وتعطيل خطوط الإمداد في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. 

ولا تزال الروح المعنوية للأوكرانيين مرتفعة بما يكفي لاستعادة مبادرة القتال في الجنوب، وهو تطور من شأنه رفع الروح المعنوية للقوات الأوكرانية الأخرى والمدنيين على حد سواء، ومن شأنه أيضًا أن يحدث هزة كبيرة للكرملين. 

ما بعد استعادة خيرسون

في الوقت الذي دفعت فيه روسيا بالجزء الأكبر من قواتها في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، قد تكون معركة خيرسون حاسمة لتحديد مستقبل الحرب. 

إذا نجحت أوكرانيا في السيطرة على خيرسون، فقد يتبع ذلك سيناريوهان، قد تستأنف روسيا قريبا هجوماً مضادا لاستعادة المدينة، ومن المشكوك فيه أن تكرس روسيا وقتا وموارد إضافيين لهذا الهجوم، أو أنها ستقلص خسائرها، مؤقتا على الأقل، لإعادة التجمع في مكان آخر.

كانت "خيرسون" أول منطقة تسقط تحت السيطرة الروسية حين بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، وستكون استعادتها انتصاراً رمزياً واستراتيجياً لكييف، إذ ستعني طرد القوات الروسية من منطقة رئيسية شمال معقلها، أي شبه جزيرة القرم، وقطع الطريق أمام الكرملين لشن هجوم مستقبلي غرباً على طول ساحل البحر الأسود إلى أوديسا.