لماذا أعلنت منظمة الصحة العالمية جدري القرود حالة طوارئ صحية؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية، السبت الماضي، عن تفشي مرض جدري القرود والذي أصبح سريع الانتشار ويمثل حالة طوارئ عالمية.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن الفيروس وهو مرض حيواني المصدر يوجد بشكل أساسي في مناطق الغابات الاستوائية المطيرة في أجزاء من أفريقيا ينتشر الآن بسرعة في جميع أنحاء العالم من خلال طرق جديدة لا نعرف عنها إلا القليل.
واتخذ قرارًا بإصدار حالة الطوارئ الصحية العالمية على الرغم من عدم وجود توافق في الآراء بين الخبراء العاملين في لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وهذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها رئيس وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة مثل هذا الإجراء.
ما هو جدرى القرود وكيف تصاب به؟
فيروس جدري القرود هو عدوى تنتشر عادة عن طريق الحيوانات البرية في وسط أو غرب أفريقيا، يمكن التقاطه من الحيوانات البرية المصابة، وخاصة القوارض مثل الجرذان والفئران والسناجب، يمكن أن تصاب بلسعة حيوان أو إذا لامست دم حيوان أو سوائل جسدية.
قد يكون من الممكن الإصابة بجدرى القرود عن طريق أكل لحم حيوان مصاب لم يتم طهيه بشكل صحيح، ويمكن أن يحدث انتقال العدوى من إنسان إلى آخر من خلال لمس مناشف أو فراش المريض، أو لمس بثور جدري القرود، أو من خلال السعال والعطس.
إنه أحد أقرباء فيروس الجدري، وقد اقتصر في الغالب على البلدان النامية حتى الأشهر القليلة الماضية حتى انتشر في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.
تم التعرف على جدري القرود البشرية لأول مرة في عام 1970 فيما يعرف الآن بجمهورية الكونغو الديمقراطية في صبي يبلغ من العمر 9 سنوات، أصبح المرض مستوطناً في الغابات الاستوائية المطيرة في وسط وغرب إفريقيا، حيث أبلغت 11 دولة عن حالات.
في يونيو 2003 تم الإبلاغ عن المرض في الولايات المتحدة، وهي المرة الأولى التي تم اكتشافها خارج إفريقيا، حتى الآن تم الإبلاغ عن وفيات جدري القرود فقط في إفريقيا، حيث ينتشر نوع أكثر خطورة من الفيروس، خاصة في نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال كبير خبراء جدري القرود في منظمة الصحة العالمية، الدكتور روزاموند لويس هذا الأسبوع إن 99 في المائة من جميع الحالات خارج إفريقيا كانت لدى رجال وأن 98 في المائة منهم كانوا رجالًا يمارسون الجنس مع رجال.
أعلنت منظمة الصحة العالمية سابقًا حالات الطوارئ لأزمات الصحة العامة مثل جائحة الفيروس التاجي وتفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا عام 2014 وفيروس زيكا في أمريكا اللاتينية في عام 2016 والجهود المستمرة للقضاء على شلل الأطفال.
في الشهر الماضي، قالت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة إن تفشي مرض جدري القردة في جميع أنحاء العالم لم يرق بعد إلى مستوى حالة طوارئ دولية، لكن اللجنة اجتمعت هذا الأسبوع لإعادة تقييم الوضع.
يهدف دق ناقوس الخطر بشأن جدري القرود إلى زيادة الاستجابة الدولية للفيروس، وفتح آفاق المزيد من التمويل لمكافحة تفشي المرض ونشر اللقاحات على نطاق أوسع.
تنص منظمة الصحة العالمية على أن التطعيم المسبق ضد الجدري وجد أنه فعال بنسبة 85 في المائة في الوقاية من جدري القرود، مما يشير إلى أن التطعيم السابق ضد الجدري قد يؤدي إلى مرض أكثر اعتدالًا، وقالت المنظمة الصحية إن هناك لقاحًا جديدًا تمت الموافقة عليه للوقاية من جدري القرود في عام 2019، وهذا لقاح من جرعتين لا يزال توافره محدودًا.
