رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تلميذ بالنهار وبياع بالليل».. قصة كفاح بدأها طفل الغربية المتجول من قرية كفر الحاج (صور)

أحمد أسامة
أحمد أسامة

بين المحلات والمارة يتجول الصغير ابن الـ 14 عامًا، مناديًا على بضاعته التي يحمل جزءً منها في راحة يديه الصغيرتين، «حلوي الأطفال والمقرشات والمسليات»، وعلى كتفه يحمل حقيبة بها باقي بضاعته ويسحب بيده الأخرى حقيبة بها عينات أخرى من بضاعته متجولًا بين قري ومدن محافظة الغربية، عارضًا بضاعته على المارة والمحلات بمحافظة الغربية كي يتمكن من توفير مصاريف دراسته فهو طالب بالشهادة الإعدادية.

«الدستور» التقت بـ«أحمد أسامة، 14 سنة» ابن قرية كفر الحاج داود مركز السنطة بمحافظة الغربية»ورصدت تفاصيل تجربته الناجحة التي بدأها في سن مبكرة..

New Bitmap Image (14)
أحمد أسامة

أسامة قال إنه يجهز بضاعته ليلًا حيث يشتري الخامات من المدينة “طنطا أو زفتي”، ويهتم بشراء خامات جيدة لصناعة الحلوى وويبدأ في إضافة لعبة أو منظر جذاب للأطفال، قائلًا: “بكسب هامش ربح قليل علشان اللي يبيع بعدي يكسب برضو..لأني ببيع جملة لكن اللي بيشتري مني بيبيع قطاعي”. 

وتابع الطفل المتجول: “أبدا يومي مبكرًا حاملُا البضاعة التي جهزتها في حقيبتين أحدهما علي ظهري والأخري أجرها علي الأرض وأخري صغيرة لجمع المال، وأحدد لنفسي هدف للمبيعات يوميًا لا أعود للمنزل حتي أحققه، وأتنقل بين القرى والمدن حتي نفاذ البضاعة، وحال نفاذها في منتصف اليوم أعود للمنزل لأحمل بضاعة جديدة وأبدأ في إكمال خط السير الذي حددته.. فالهدف اليومي عدد زيارات وحجم مبيعات وأستهدف تحقيق الهدفين معًا”.

New Bitmap Image (15)
أحمد أسامة


وأكمل: “بدأت المشروع بـ 1000 جنيه ودلوقتي حققت أضعاف المبلغ ده، والمكسب طول الوقت حافز ليا علشان أكمل"، وأشار إلى أنه يعول نفسه ويشارك في الانفاق على أسرته، إلا أن والده يرفض مشاركته في مصروف البيت حتى لايضيع مجهوده، لكنهم يقدرون سعيه لمحاولته مشاركتهم أعباء الحياة.

وتابع: "حاول أبي توجيهي للعمل في مكان مهني كأخي الأكبر الذي يعمل منجد.. لكني رفضت وصممت أن أكون صاحب مشروع.

وأضاف: "أختي الصغيرة هي محور إهتمامي وأكثر أفراد الأسرة استفادة من المشروع فهي تحب الحلوى التي أصنعها وأقدمها لها يوميًا بالمجان.

واختتم كلماته مؤكدًا أنه اتفق مع والديه علي الاستمرار في إدارة مشروعه خلال الدراسة..  قائلًا: “الشغل هيشجني على المذاكرة.. وواثق إني هنجح”.