رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوباء المميت».. جدرى القرود يتفشى «احذروا البالة فيها فيروس قاتل»

سوق البالة
سوق "البالة"

بينما يزداد عالميًا تفشي مرض «جدري القرود»، الأمر الذي أدى إلى إعلان منظمة الصحة العالمية أعلى مستويات التأهب لمواجهته وإعلانها بسببه "حالة طوارئ عالمية"، على الوجه الآخر يزداد إقبال الكثيرين على شراء ملابس "البالات" المستعملة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وضيق ذات اليد.. فهل ثمة علاقة بين شراء "البالة" والإصابة بما أعلنته منظمة الصحة "وباءً جديدًا"؟

 

استشارى البكتيريا: قد تنقل المرض فى حال كانت حاملة الفيروس

الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشارى البكتيريا والتغذية والمناعة بمستشفى جامعة القاهرة، أوضحت، لـ"الدستور"، أن ارتداء ملابس شخص مُصاب يتسبب بالفعل في نقل الإصابة بالفيروس، مُشيرة إلى أن ملابس البالات هي ملابس مستعملة ومستوردة من عدد من بلدان العالم، ولا يمكن على الإطلاق تحديد الحالة الصحية لمن ارتداها من قبل، كما أن احتمالية حملها فيروسات وأمراضا معدية كثيرة واردة.

ولكنها في الوقت نفسه أشارت إلى أن ذلك لا يعني الامتناع عن شراء البالة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الشاقة التي يعاني منها كثير من المواطنين، موضحة أنه يجب غسيل هذه الملابس جيدًا، وتطهيرها قبل الاستخدام، ولفتت إلى أنه لا ينبغي الخوف أكثر من اللازم لأن التطهير الجيد كاف للقضاء على الفيروس.

كما أكدت «عبدالوهاب» أن مصر خالية من إصابات فيروس «جدري القرود» حتى الآن، إذ لم تعلن وزارة الصحة عن تسجيل أي حالة إصابة أو حالة اشتباه، ولكن على الرغم من ذلك يجب في ذات الوقت توخي الحذر، مؤكدة أن الفيروس ينتقل عن طريق الاحتكاك المباشر بالسوائل الخارجة من الشخص المصاب.

استشارى الأمراض الجلدية: الغسيل بالماء والمسحوق كافٍ لإزالة الفيروس

في الوقت نفسه، أكد الدكتور عاطف يعقوبيان، استشاري الأمراض الجلدية، أن الملابس القديمة ليست فقط هي التي يجب تطهيرها قبل الاستخدام، بل كذلك الملابس الجديدة، وذلك لكون احتمالية حملها للفيروس واردة، مشيرًا إلى أنه في حال قياس الملابس الجديدة يجب الحرص على عدم ملامسة تلك الملابس قدر المستطاع للجلد؛ تفاديًا لحدوث أي إصابات، وأشار إلى أن الغسيل العادي بالماء والمسحوق كافٍ لإزالة الفيروس.

وحسب قوله، فإن المُدة التي تستغرقها عمليات شحن وتخزين ومن ثم بيع ملابس البالات قد ينتج عنها القضاء على الفيروس، وذلك لأن مدة حياة فيروس «جدري القرود» لا تتعدى الثلاثة أسابيع، بينما عمليات الشحن والتخزين والبيع قد تستغرق وقتًا أطول من ذلك، فيموت الفيروس من تلقاء نفسه إذ إنه يتغذى أساسًا على الكائن الحي وموطنه ليس الملابس.

وملابس "البالة" هي ملابس مستعملة خفيفاً يتم استيرادها من الخارج، عادة من دول أوروبا والخليج وبلجيكا وإيطاليا وبعض البلدان الأخرى التى تزدهر فيها صناعة الملابس. 

وتأتي كل «بالة» في صورة مكبوسة ومحزمة، وتحتوي على صنف واحد من الملابس، وكذلك تصنف البالات صيفية وشتوية، وللكبار والأطفال، كما تتضمن البالات عدة مستويات من الجودة، فهناك البالة ذات الجودة المتوسطة وأخرى عالية ومنها ما قد يكون فرز مصانع أي غير مستعمل، ولكل منها سعره المختلف.

وقد عرفت أسواق ملابس البالة في العديد من المدن العربية، إلا أن أكبرها وجدت في منطقة العتبة ووكالة البلح، ويمكن شراء قطع ملابس مستعملة وحالتها جيدة للغاية، مقابل مبلغ بسيط، كما يمكن شراء حزم ملابس البالة هذه بالكيلو من تجار الجملة المعروفين.

تقرير الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة: مصر تستورد بالة بستة ملايين دولار 

ووفقاً للتقرير الرسمي الصادر من الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، تستورد مصر بالات بنحو ستة ملايين دولار سنوياً، ويعتمد استيراد التجار على الدول الخليجية، أمريكا، دول آسيوية، لكنها ذات جودة أقل، على عكس المعروف عن بالات الدول الأوربية التى تشتهر بالجودة العالية.

من ناحية أخرى، قال تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إنه يتعين عليه العمل كوسيلة لكسر التعادل لحل خلاف بشأن إعلان تفشي مرض «جدري القردة» حالة طوارئ صحية عالمية.

وتابع تيدروس: "على الرغم من أنني أعلن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا، إلا أن هذا تفشٍ في الوقت الحالي يتركز بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، خاصة أولئك الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون".

كما أضاف تيدروس أدهانوم جيبريسوس: إن مرض «جدري القرود» سريع الانتشار ويمثل حالة طوارئ صحية عالمية، وهو أعلى مستوى من التأهب لمنظمة الصحة العالمية، لإطلاق استجابة دولية منسقة، ويمكن أن تطلق التمويل للتعاون في مشاركة اللقاحات والعلاجات.. وقد تفشى مرض "جدري القرود" ليصيب حوالي 17 ألف شخص في 74 بلدًا.