رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يجوز مكافأة صانع المعروف؟.. دار الإفتاء تجيب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

قالت دار الإفتاء المصرية إن  الإسلام دينٌ كلُّه رحمةٌ وبرٌّ وصلة؛ ولذلك أمر الله تعالى بالعدل والإحسان، وجعل ذلك قيمة عُليا من قيم الإسلام؛ فقال تعالى: «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ» [النحل: 90].

وأوضحت أنه ورد أنَّ رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، كان يقبل الهدية، ويثيب عليها، فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: "كان رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يقبل الهدية، ويثيب عليها"، أخرجه البخاري في "الصحيح".

وعن أبي حميد الساعدي، رضي الله عنه، قال: "جاء رسولُ ابنِ العَلْمَاءِ، صاحبِ أَيْلَةَ، إلى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بكتابٍ، وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وأهدى له بُردًا"، رواه البخاري ومسلم واللفظ له في "الصحيح".

وعن عبدالله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: مرَّ عمر بن الخطاب مع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، على يهودي، وعلى النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، قميصان، فقال اليهودي: يا أبا القاسم اكسُني، فخلع النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أفضلَ القميصين فكساه، فقلت: يا رسول الله لو كسوته الذي هو دون!، فقال: «لَيْسَ تَدْرِي يَا عُمَرُ أَنَّ دِينَنَا الْحَنَفِيَّةُ السَّمْحَةُ لَا شُحَّ فِيهَا! وَكَسَوْتُهُ أَفْضَلَ الْقَمِيصَيْنِ لِيَكُونَ أَرْغَبَ لَهُ فِي الْإِسْلَامِ»، أخرجه الحافظ أبونعيم في "حلية الأولياء".

ويدل على ذلك قوله تعالى: «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ» [الرحمن: 60].

وبناءً على ذلك: فقد ثبت بالنصوص الشرعية ترغيبُ الإسلام في التعامل بالبرّ والصلة، ورد التحية بالتحية، ومقابلة الهدية بالهدية، ومجازاة الإحسان بالإحسان، وجاء الأمر بمكافأة صاحب الهدية وإثابته عليها؛ لما في ذلك من إرساء روابط التَّآخي والتَّآلف بين الناس.